خلال الفترة الماضية ومنذ بداية العام تحركت الأسواق بشكل عنيف على بعض الأصول، ورغم بعض التفاؤل حول عودة الهدوء للأسواق مع استقرار سيد البيت الأبيض الجديد جو بايدن، والكثير من الحديث عن تراجع المخاوف المتعلقة بجائحة كوفيد 19 ساد التفاؤل كثيرا لكن لا يبدو أن الدولار الأمريكي كان مؤهلا للتعافي بل مارس نزيف الخسائر ولم يفلح من حاول التقاط السكين الساقط من نصله في جني أي أرباح
العملات المشفرة صعدت كثيرا ووصلت بيتكوين لحافة الـ 64000 قبل الهبوط العنيف الذي يتحير الكثيرون في أسبابه فهناك من يتحدث عن إيلون ماسك بينما يفضل البعض تحميل الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية بينما يتناسى هؤلاء الحاجة لموجة تصحيح غابت عن الأسواق لنحو عامين
اليوم ربما يكون مختلفا فمن ناحية ستكون جلسة التداولات الأوروبية في ظل غياب بريطاني محسوس بسبب عطلة البنوك البريطانية وهو ما سيؤدي لكثير من شح السيولة على العملات المرتبطة بالجنيه الإسترليني وأيضا أصول التداول من أسهم ومؤشرات
ومن ناحية أخرى ستكون الجلسة الأمريكية دون حضور المتداولين الأمريكيين أنفسهم في ظل عطلة الشهداء
المناسبتان ستتركان الأسواق في ظل ضعف سيولة واضح مكشوفة تماما أمام أي كارتل مغامر ينوي الاستفادة من شح السيولة للتلاعب بأحد أصول التداول، لكن لا يمكن توقع اتجاه ضربته الرئيسية وعلى أي أصل من أصول التداول، هو توقع وتحذير استثنائي بينما قد يمر اليوم دون حوادث لكن لا ننسي ما تعرضنا له سابقا في ظروف مشابهة
لذلك ربما كان من الأفضل تقييد حركة التداول حتى نهاية اليوم واعتبار أسبوع التداول هذا قصير بعض الشيء بدلا من التعرض لتحركات عنيفة قد تصل لمرحلة الـ فلاش كراش التي عانينا منها في أكثر من مناسبة
عطلة الولايات المتحدة لذكرى الشهداء وعطلة البنوك في بريطانيا، وفي هكذا يوم تكون السيولة منخفضة جدا ولكن انخفاض السيولة يكون خطرا أحيانا، بحيث قد تحدث (فلاش كراش) كما حصلت سابقا أو تكون حركة قوية جدا كما حدثت سابقا أيضا، لأن ضعف السيولة يجعل من السوق مستنقعا هادئا ومخيف كما شهدنا في سنة 2019 و2016