ارتفعت الأسهم الأوروبية مع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية اليوم الخميس مع قيام المتداولين برفع الأسهم الدورية وسط علامات على التفاؤل الاقتصادي.
بينما تراجعت الأسهم الآسيوية حيث يهدد تفجر متحور دلتا من وباء كورونا بعرقلة الانتعاش هناك، وهذا على العكس من استمرار المكاسب القياسية بالمؤشرات الأمريكية.
حيث حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "ناسداك 100" مكاسب قياسية جديدة خلال جلسات اليوم الخميس.
ويشهد نسبة مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى سعر الذهب ارتفاعه نحو أعلى مستوى منذ 2018، وإذا تجاوزت النسبة هذا المستوى فستكون عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من 15 عامًا
مما يروي هذا الرسم البياني البسيط قصة رائعة عن التفاؤل والتشاؤم حيث عندما يشعر المتداولين بالرضا فإنهم يراهنون على البشر والشركات، وعندما يخافون فإنهم يشترون المعدن الأصفر الذي كان مخزناً للقيمة لآلاف السنين.
قد كانت الذروة الأخيرة في عام 2018 هي المرة الأخيرة التي ارتفعت فيها أسهم الأسواق الناشئة، ولكن بدأ ذلك في التراجع بعد بعض قراءات التضخم الأعلى من المتوقع وسلسلة من زيادات الاحتياطي الفيدرالي طوال ذلك العام والتي تسببت في تراجع عام 2019.
إلا انه من الواضح أن الخط انخفض في العام الماضي عندما انتشر الوباء، وفي الآونة الأخيرة عاد إلى الارتفاع مرة أخرى لتكون وشك تجاوز ذروة 2018.
الذهب يحقق أسوأ أداء شهري!
شهد الذهب أكبر انخفاض شهري في أكثر من أربع سنوات على خلفية المكاسب التي حققها الدولار في أعقاب التحول المتشدد بخطاب المجلس الاحتياطي الفيدرالي.
يتم تداول المعدن الثمين بالقرب من أدنى مستوى منذ أبريل بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لرفع أسعار الفائدة، وهذا بعد ان انخفض الذهب بنسبة 7٪ في يونيو أي مع أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر 2016.
قد أضاف الدولار القوي الكثير من الضغط حيث حققت العملة أفضل شهر لها منذ مارس 2020، وقلص المستثمرون حيازاتهم في الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالسبائك الذهبية.
يتداول الذهب مع بداية جلسات شهر يوليو اليوم الخميس حول مستوى 1775 دولاراً للأونصة دون أعلى مستوياته في 5 أشهر عند 1900 دولار في وقت مبكر بالشهر الماضي، وذلك وسط قوة الدولار العامة واحتمالات انتعاش اقتصادي عالمي.
انخفض الذهب إلى ما دون 1800 دولار للأونصة هذا الشهر مع تركيز المستثمرين الآن على التوقيت الذي قد يبدأ فيه صانعي السياسة بالفيدرالي في طلب سحب التحفيز.
تبدأ الأسواق النصف الثاني في مواجهة تحديات من متغيرات متحور وباء كورونا، واحتمال تضاؤل دعم السياسة النقدية وسط ضغوط التضخم.
مما قد يؤدي ذلك إلى تنبؤات بحدوث انتعاش في التقلب وإثارة تساؤلات حول ما إذا كانت الرهانات المرتبطة بإعادة الانفتاح الاقتصادي، والذي يؤدي لازدهار الأسهم الدورية وعوائد سندات الخزانة طويلة الأجل.
الذهب وسوق العمل الأمريكي!
ينتظر حالياً المتداولين تقرير الوظائف الأمريكي المرتقب يوم غد الجمعة للحصول على مقياساً للتقدم الاقتصادي، وذلك نحو المزيد من التوقعات بشأن الوقت الذي قد يبدأ فيه الاحتياطي الفيدرالي في تقليص الحوافز.
حيث قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند "توماس باركين" يوم الثلاثاء إنه يريد أن يرى المزيد من التقدم في سوق العمل الأمريكية قبل اتخاذ إجراء، وبينما قال العضو "كريستوفر والر" إن الأداء الاقتصادي يقتضي التفكير في التراجع عن بعض التحفيز.
مع ذلك، إذا ما كانت النتائج لشهر يونيو تتوافق مع التوقعات بارتفاع معدل التوظيف بالقطاع غير الزراعي عند 700 ألف وظيفة، وتراجع معدل البطالة بنسبة 5.6% في يونيو.
قد يعزز من قوة الدولار وتحركات البنك الفيدرالي نحو تقليص برنامج شراء السندات لمواجهة التضخم المرتفع مما يضع الذهب في موقف المزيد من التراجع، ولكن إذا لم تتوافق النتائج مع التوقعات قد يعيد ذلك بعض الزخم الإيجابي لمعدن الذهب.
أما ما يخص النظرة الفنية، فشل الذهب مراراً وتكراراً في التغلب على المتوسط المتحرك لمائة يوم في الأيام الأخيرة، والتي كانت إشارة هبوطية على المدى القصير.
مازال الذهب يستقر بتداولاته اليومية أعلى مستوى المقاومة 1760 دولاراً للأونصة، ويحتاج حالياً باستقرار تداولاته اليومية أعلى مستوى 1790 متوسط متحرك 100 مما يعزز من استهداف مناطق 1830 دولاراً للأونصة.
بينما في حالة التراجع واستقرار التداولات اليومية دون مستوى الدعم 1760 دولاراً للأونصة قد يزيد الضغط على المعدن الثمين لاختبار مستوى الدعم الثاني عند 1720 دولاراً للأونصة.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@