تحذير.. الطائرة ستبدأ بالهبوط
على الجميع ربط الأحزمة، واستغلال فرصة قد لا تتكرر في العقد الا مرة واحدة، ليست فرصة للربح، ليست فرصة للتداول، بل فرصة ان تم استغلالها جيداً ستصنع ثروة لا محالة.
عزيزي القارئ وانت تقرأ هذه السطور، تتداول المؤشرات الأمريكية في قمم غير مسبوقة، وايضا غير منطقية، تواصل الصعود يوما تلو الاخر، وبناء على نفس الانباء، يوميا ستقرأ في مواقع الاخبار الاقتصادية الخبر التالي:
"صعدت الأسواق الأمريكية تفاؤلا بخطة التحفيز".
منذ مارس 2020 وانت تقرأ هذا الخبر، الاسواق تصعد تفاؤلا بخطة التحفيز، خمسة خطط تحفيزية ضخها صناع الاقتصاد الامريكي بالسوق بواقع طباعة 9.1 تريليون دولار، تقريبا نصف الناتج المحلي الامريكي في عام واحد، ليقفز الدين العام الامريكي متخطيا مستويات ال 25 تريليون دولار، تهبط عائدات السندات لقيم غير مسبوقة، الفائدة صفرية، والتضخم.
لحظة.. التضخم؟
هنا مربط الفرس سيدي القارئ، التضخم، هذا الوحش الذي يخرج رويدا رويدا من مربطه الان، ينكر البعض، ويخشاه البعض، لكن هذا لن يخفي الحقيقة، يريده الفدرالي في مستويات 2%، لكنه يتبختر حاليا عند مستويات 3.7%.
3.7% حتى الان والاقتصاد لم يتم فتحه كلياً، الاموال المطبوعة لم تخرج كلها للشارع، في ظل فوائد على السندات متدنية للغاية، كل هذه المعطيات تقول كلمة واحدة فقط.. (الفائدة)
الفائدة الامريكية عزيزي القارئ هي العلاج الوحيد المتوفر في صيدلية الفدرالي للتضخم، والذي لن يجد في دولابه غير رفعها، ورفع الفائدة يعني كلمة واحدة فقط (انهيار أسواق الاسهم).
لكي تفهم لماذا عليك ان تفهم أولا كيف؟
المستثمرين الكبار سيدي القارئ يجدون صعوبة بالغة في استثماراتهم الضخمة، استثمار مليون دولار سهل، مليار أيضا سهل، لكن 10 مليارات أصعب، 100 مليار يزداد الامر صعوبة، وقد يستحيل استثمار تريليون دولار في ظل فوائد صفرية.
هنا تذهب للأوعية الاستثمارية التي تقبل مثل تلك المبالغ، ولن تجد سوى وعائين لا ثالث لهما، الاسهم والذهب من جهة، والسندات الحكومية من جهة أخرى، تلك الاوعية فقط التي تستوعب استثمارات بهذه الضخامة.
فكر كأنك مدير لصندوق قيمته تريليون دولار وتريد استثماره.
هل الأفضل الآن استثماره في سوق أسهم متشبع شرائياً لدرجة كونت عشرات الانماط من الانفراجات السلبية والتي تنذر بقرب انتهاء موجة الصعود؟ ام تفضل ان تستثمرهم في سوق سندات حاليا في اقل اسعاره؟
أعتقد أن الخيار سهل الآن.
الأسابيع والشهور المقبلة ستشهد حتما موجة قوية من رفع الفائدة لاستيعاب التضخم الامريكي الذي اتوقع تجاوزه نسبة 7% على اقل تقدير على نهاية العام، مما سيجبر الفيدرالي على رفع متكرر للفائدة لعله يستطيع كبح جماح التضخم.
وأنت تشاهد ذلك، ستتحرك المياه الراكدة بفعل تلك الضربة في اسواق الأسهم، وسيتسارع الهبوط رغبة بالبيع للحاق قطار السندات الذي سيكون أسرع وأربح.
لذا عزيزي القارئ المستثمر.. إذا اتتك رياح فاغتنمها
والغنيمة امامك، الداو جونز ومؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500، في أسعار مبالغ فيها، وذات مستقبل سيئ
كن دباً عزيزي القارئ، كن دبا شجاعا، كن مفترسا
تحياتي
كريم راغب