إن شبح التضخم المتصاعد يرفع رأسه القبيح، وهذا ليس خبرًا جيدًا للمستثمرين؛ فقد ارتفعت أسعار المستهلكين في يونيو بأكبر قدر منذ عام 2008، مما عزز احتمالية قيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة في وقت أبكر مما كان متوقعًا.
وإذا حدث ذلك، فسوف تنخفض قيم الأسهم وسينقل المستثمرون أموالهم من الأسهم عالية النمو إلى الملاذات الآمنة مثل السندات الحكومية والذهب. أما بالنسبة لمستثمري الأسهم، تعد أسهم توزيعات الأرباح التي ترفع مدفوعاتها بشكل أسرع من معدل التضخم أحد السبل الفعالة التي يجب مراعاتها.
ومع وضع هذا الموضوع في الاعتبار، قمنا أدناه بإدراج ثلاثة أسهم في القائمة المختصرة يمكن لمستثمري الدخل التفكير في شرائها الآن. حيث لا يوفر كل سهم إمكانية تحقيق مكاسب رأسمالية قوية فحسب، بل يوفر أيضًا زيادات كبيرة في المدفوعات كل عام لمواجهة تأثير ارتفاع الأسعار.
1. هوم ديبوت (NYSE:HD)
تتمتع شركة هوم ديبوت الأمريكية العملاقة لتحسين المساكن (بورصة نيويورك: HD) بسجل حافل في زيادة مدفوعاتها بسرعة أكبر بكثير من معدل التضخم. فقد حقق عملاق تجديد المنازل خلال السنوات العشر الماضية، في المتوسط، نموًا سنويًا بنسبة 22 ٪ في المدفوعات.
كما أن هناك احتمال جيد أن يستمر بائع التجزئة الذي يتخذ من أتلانتا مقراً له في تقديم هذا النوع من النمو خلال السنوات العشر القادمة أيضًا. حيث أكملت سلسلة تحسين المنازل، التي تعمل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وكذلك في بورتوريكو وغوام، قبل الضربة القاتلة للوباء، خطة إعادة هيكلة بقيمة 11 مليار دولار لتحديث متاجر الشركة، وترقية الخيارات الرقمية، وتعزيز العروض لعملائها التجاريين الرئيسيين.
وتمر شركة هوم ديبوت بدورة نمو قوية مسلحةً بهذه الترقيات، لا سيما عندما تؤدي عوامل مثل سوق العقارات الملتهب والطرق المتطورة (SE:2120) التي يستخدم بها الناس منازلهم الآن، إلى زيادة مبيعات تأثيث المنازل ومنتجات التحسين.
كما تقدم الشركة مدفوعات ربع سنوية تبلغ 1.65 دولار للسهم، مع عائد أرباح سنوي قدره 2 ٪. ومع نسبة مدفوعات يمكن إدارتها بنسبة 50٪، فإن توزيعات الأرباح لديها مجال أكبر للنمو. كذلك ارتفع السهم، الذي أغلق تعاملاته أمس عند 317.05 دولارًا، بنحو 20٪ هذا العام.
2. ستاربكس
مشغل سلسلة القهوة العالمية ستاربكس (ناسداك: SBUX) هو مرشح مناسب آخر لكسب أرباح متزايدة كل عام مع الاستثمار أيضًا في أسهم المستهلكين الأعلى تصنيفًا.
حيث زادت ستاربكس مدفوعاتها بأكثر من 20٪ كل عام خلال السنوات الخمس الماضية، مما يسلط الضوء على تركيز الإدارة القوي على إعادة رأس المال إلى أصحاب المصلحة. كما تدفع الشركة، التي يبلغ عائدها السنوي 1.57٪، 0.45 دولارًا أمريكيًا للسهم كل ثلاثة أشهر.
وبعد تلقي ضربة قاسية لمبيعاتها وأرباحها أثناء الوباء، تستعيد الشركة بسرعة مكاسبها المفقودة. كما أنه من المتوقع أن تنمو المبيعات إلى ما بين 28.5 مليار دولار إلى 29.3 مليار دولار في هذه السنة المالية، وهي في طريقها لتتجاوز 26.5 مليار دولار التي حققتها الشركة في السنة المالية 2019. وإذا استمرت إعادة فتح الاقتصاد العالمي على المسار الصحيح، فقد تثبت هذه التوقعات أنها كذلك تحفظا.
في حين ارتفعت نسبة مدفوعات ستاربكس مع انخفاض أرباحها خلال الوباء. ولكن من الناحية التاريخية، أثبت مورد القهوة المتخصص أنه رهان آمن للمستثمرين ذوي الدخل الثابت مع نسبة دفع تعويضات تحوم حول 50٪. كما أصبحت ستاربكس في وضع جيد لمكافأة مستثمريها، مع عودة المبيعات وتحسن الوضع النقدي للشركة.
وقد غذت هذه التوقعات ارتفاعًا قويًا في سهم الشركة، الذي ارتفع بنسبة 60٪ خلال الأشهر الـ 12 الماضية، ليغلق أمس عند 119.55 دولارًا.
3. مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT)
إذا كنت تتطلع إلى كسب نقود من مراكز الأسهم الخاصة بك، فليست فكرة سيئة أن تتداول أسهم شركات التكنولوجيا التي تحقق أرباحًا متكررة من منتجاتها القائمة كمزود لنظام التشغيل ويندوز وبرامج أوفيس، فإن مايكروسوفت (ناسداك: MSFT) تناسب بالتأكيد الفاتورة.
تقدم مايكروسوفت ومقرها واشنطن مزيجًا رائعًا من الدخل والنمو للمستثمرين. حيث تدفع الشركة حاليًا توزيعات أرباح قدرها 0.56 دولار للسهم، مقابل عائد حالي يقل قليلاً عن 1٪، والذي نما بنحو 10٪ سنويًا خلال السنوات الخمس الماضية، مما يوفر وسادة كافية للتغلب على التضخم.
لكن نمو الأرباح ليس هو السبب الرئيسي الذي يجعل المستثمرين يحتفظون بأسهم مايكروسوفت. حيث تمر الشركة بمرحلة توسع قوية، مما يعني المزيد من الاتجاه التصاعدي لأسهمها. كما نمت مبيعاتها الفصلية في الفترة الأخيرة، بواحد من أقوى معدلاتها منذ سنوات.
كذلك ارتفعت الإيرادات إلى 41.7 مليار دولار للربع الثالث من السنة المالية، بزيادة 19٪ عن العام السابق، وهي أكبر زيادة ربع سنوية لها منذ 2018. وقفزت الأرباح بنسبة 44٪ إلى 15.5 مليار دولار مع اشتراك المزيد من عملاء الشركات في برامج إنتاجية مايكروسوفت أوفيس بالإضافة إلى تسريع تحولاتهم. إلى البنية التحتية السحابية، التي يوفرها قسم أزوري من مايكروسوفت.
وقد اكتسبت أسهم مايكروسوفت أكثر من 25٪ هذا العام، بعد ارتفاعها بنسبة 40٪ في عام 2020. وأغلقت أمس عند 280.98 دولارًا، بزيادة تزيد قليلاً عن 1٪ في اليوم.