ارتفع معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة بشكل مفاجئ إلى 2.5٪ في يونيو 2021 من 2.1٪ في مايو، وهذا أعلى من توقعات السوق البالغة 2.2٪ حيث إنه أعلى معدل تضخم منذ أغسطس 2018.
تسارعت أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة أكثر من المتوقع للشهر الثاني على التوالي، وهي مفاجأة قد تتحدى حجة بنك إنجلترا بأن الارتفاع سيكون مؤقتًا.
قد عزز هذا الصعود بالتضخم الرأي القائل بأن بنك إنجلترا سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت في العام المقبل، وذلك بعد ان فاجأ التضخم الصاعد مرة أخرى في يونيو مما جعله في طريقه لكسر 3٪ بحلول نهاية العام.
كان توقع بنك إنجلترا أن التضخم الذي كان منخفضًا بنسبة 0.2٪ في أغسطس الماضي سيتجاوز 3٪، لكن بشكل حاسم بالنسبة للسياسة أكد البنك أن الضغط سيكون مؤقتًا.
يوضح كيف يظهر التضخم كاختبار للبنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى، ويأتي بعد يوم من ارتفاع نمو أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع إلى 5.4٪.
الجنيه الإسترليني!
تم تداول الجنيه الإسترليني مقابل الدولار فوق 1.3840 مع ارتفاع بنسبة 0.3% اليوم الأربعاء، مبتعدًا عن أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر عند 1.3737 دولار الذي سجله في الثاني من يوليو.
ذلك بعد أن أظهرت بيانات جديدة أن معدل التضخم في المملكة المتحدة بلغ أعلى مستوياته في 3 سنوات مما رفع التوقعات بأن بنك إنجلترا سوف يضطر إلى رفع أسعار الفائدة خلال العام القادم لوقف الاقتصاد المحموم.
ويظل الجنيه الإسترليني هي العملة الأفضل خلال هذا العام مقابل الدولار مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى.
فعلى الصعيد الفني، يواجه الجنيه الإسترليني بعض المخاوف من متحور دلتا لوباء كورونا في المملكة المتحدة، وهو يحتاج لا يستقر بتداولاته اليومية أعلى مستوى 1.3935 مقابل الدولار متوسط متحرك 100 يوم مما يعزز من الزخم لاستقرار تداولاته أعلى مناطق 1.41.
بينما في حالة فقدان المكاسب واستقرار التداولات اليومية دون مستوى 1.3750 قد يضيف المزيد من الضغوط لتراجع الجنيه الإسترليني لاختبار مستوى 1.3675 متوسط متحرك 200 يوم.
أسباب ارتفاع التضخم!
أحدث النقل أكبر تأثير تصاعدي بنسبة 7.2٪ في حين أن التأثير الأساسي المنخفض من العام الماضي يؤثر أيضًا.
كما ارتفعت أسعار السيارات المستعملة 5.6٪ والملابس والأحذية 3٪ كذلك الأكل والشرب بالخارج ووقود السيارات 20.3٪ في عام 2021، ولكنها انخفضت في الغالب في عام 2020.
يبدو أن ارتفاع أسعار السيارات المستعملة بأكبر قدر على الإطلاق في المملكة المتحدة الشهر الماضي أدى إلى ارتفاع التضخم مع تدفق المستهلكين لتجنب وسائل النقل العام.
قال مكتب الإحصاء الوطني يوم الأربعاء إن تكلفة السيارات المملوكة سابقًا ارتفعت بنسبة 4.4٪ في يونيو، وهي أكبر نسبة منذ بدء السجلات في عام 1996.
تظهر الأرقام أن بريطانيا تتبع اتجاهين عالميين مع انتعاش تقوده السيارات من عمليات الإغلاق وتأخير الإنتاج للمركبات الجديدة مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
كما في الولايات المتحدة مثلت السيارات المستعملة أكثر من ثلث المكاسب في أرقام أسعار المستهلك الصادرة يوم أمس الثلاثاء.
حيث تكدس المشترون في وكالات بيع السيارات التي أعيد فتحها من عمليات الإغلاق خلال الأشهر القليلة الماضية.
مما رفع أسعار السيارات التي كانت تعاني بالفعل من نقص في المعروض، وهذا بعد ان أدى النقص العالمي في أشباه الموصلات إلى تقليص إنتاج السيارات الجديدة في الأشهر الأخيرة.
تأثير التضخم على قرار بنك إنجلترا!
إن البيانات التفصيلية لا تزال تشير إلى أن الانتعاش سيكون مؤقتًا ويتوقع الاقتصاديون أن تعود مكاسب الأسعار إلى ما دون الهدف بحلول ربيع العام المقبل.
فمن غير المرجح أن تدفع تلك الأخبار إلى إعادة تقييم مهمة للتوقعات من قبل بنك إنجلترا، والذي يتوقع أن يتلاشى الارتفاع الحاد في التضخم هذا العام في نهاية المطاف.
حيث رفض رئيس بنك إنجلترا "أندرو بيلي" هذا الشهر الدعوات لاتخاذ إجراء وشيك بقوله إنه لا ينبغي للمسؤولين المبالغة في رد فعلهم تجاه العوامل المؤقتة التي تؤثر على الأسعار.
في غضون ذلك ألغى بنك إنجلترا قيود حقبة الوباء على مدفوعات أرباح البنوك البريطانية، ولكنه حذر من أن أسعار بعض الأصول تبدو ممتدة.
بينما ما زال يشعر المستثمرون بالقلق أيضًا بشأن انتشار متغير دلتا لوباء كورونا قبل المرحلة الأخيرة من تخفيف القيود الأسبوع المقبل.
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على تويتر: Abdelhamid_TnT@