ما بين تداعيات فيروس كورونا وتوقعات إيجابية بشأن تعافي الطلب على النفط مرورا بحالة الترقب التي سيطرت على الأسواق قبل اجتماع الفيدرالي الأمريكي وأزمة ايفرجراند التي زعزعت الثقة بشأن نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، جاءت تداولات سوق السلع والمعادن والعملات.
اقرأ: عاجل: إشارات سلبية من الصين...انهيار إيفرجراند وارد
بيد أن الحدث الأبرز بخلاف ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي، كان أزمة عملاق العقار الصيني إيفرجراند التي أصابت الأسواق بحالة من الفزع من تكرار انهيار ليمان براذرز حتى أن البعض وصفها بليمان براذر الصينية. إلا أن الكثير من المحللين والمؤسسات المالية استبعدوا أن تتحول أزمة ايفرجراند إلى أزمة عالمية جديدة، تزامنا مع تعهدات الشركة يوم الثلاثاء الماضي التزامها بتسديد المستحقات في موعدها.
الذهب XAUUSD
وعن أداء المعدن الأصفر الذي يرى الكثيرون أنه فوت فرصة ثمينة في تسجيل ارتفاعات قوية في ظل حالة عدم اليقين التي سيطرت على الأسواق. وزاد سعر أوقية الذهب خلال تعاملات أسبوع في الفترة من الجمعة 17 سبتمبر وحتى تعاملات يوم الأربعاء 22 بحوالي 30 دولار.
وارتفع سعر اوقية الذهب من مستويات 1750 دولار صعودا إلى مستويات قرب 1780 دولار للأوقية وذلك قبيل قرار الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة. وأفاد استطلاع رأي أجرته CNBC على نحو 32 خبيرا اقتصاديا اليوم الأربعاء بأنه من غير المرجح أن يتجه الفيدرالي الأمريكي إلى الإعلان عن موعد بدء خفض شراء السندات حتى اجتماع نوفمبر المقبل.
وصدرت يوم الأربعاء بيانات مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة الأمريكية وقد جاءت سلبية حيث سجلت 5.88 مليون حركة مبيعات جديدة، في حين كانت التوقعات أنت تصل إلى 5.89 مليون إضافة جديدة.
ولكن الذهب لم يستطع التماسك طويلًا، وتراجع إلى 1,750 دولار للأوقية ليغلق عند هذا المستوى.
وينتظر السوق الأسبوع المقبل بيانات سوق العمل الأمريكي، إذ يصدر تقرير الوظائف في الجمعة الأولى من الشهر.
وكذلك تواجه الحكومة الأمريكية خطر الإغلاق بسبب الفشل إلى الآن في رفع سقف الدين.
الدولار الأمريكي
وفي المقابل من تحركات الذهب، جاءت تحركات الدولار أكثر حذر، حيث سيطرت حالة من التحركات العرضية على أداء دولار، إلا أنه استمر في التداول قرب أعلى مستوياته خلال شهر تقريبا.
وأنهى مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من 6 عملات، عند تعاملات الجمعة 17 سبتمبر عند مستويات 93.19، بينما تراجعا طفيفا بحلول تعاملات الأربعاء 22 سبتمبر قرب مستويات 93.12.
الليرة التركية USD/TRY
لم يكن الأسبوع الماضي هو الأفضل على صعيد تداولات الليرة التركية التي شهدت مستويات قياسية متدنية تزامنا مع استمرار ضغوط الرئيس التركي على البنك المركزي لدفعه صوب تخفيض معدلات الفائدة.
اقرأ: عاجل: البنك المركزي التركي يصدر قرار الفائدة
ونزلت الليرة التركية من مستويات 8.426 ليرة / دولار إلى مستويات مستويات 8.639 ليرة /دولار خلال تعاملات الأربعاء 22 سبتمبر.
وشوهدت الليرة خلال تعاملات 20 سبتمبر قرب مستويات مطلع يوليو الماضي عند 8.7242 ليرة / دولار،وخلال سبتمبر الجاري نزلت الليرة من مستويات 8.29 ليرة مقابل الدولار في مطلع سبتمبر إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 5.5%.
ورغم توقع معظم الاقتصاديين أن يحافظ البنك على أسعار الفائدة عند 19% الأسبوع المقبل، وذلك بعد ارتفاع التضخم إلى 19.25% في أغسطس، وهو أعلى معدل في أكثر من عامين. إلا أن تصريحات رئيس البنك المركزي التركي التي تميل للتيسير في الأسابيع الأخيرة أثارت احتمالات تيسير السياسة في تركيا في وقت أقرب من المتوقع.
وبالفعل جاء قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمائة نقطة ليصل إلى 18% مما أضر بالليرة التركية وسجل زوج الدولار الليرة التركية أعلى مستوياته عند 8.8 ليرة للدولار.
النفط
ونجحت أسعار النفط في تعويض جانبا كبيرا من خسائرها التي منيت بها منتصف تعاملات الأسبوع إلا أنها نجحت في التماسك تزامنا مع صدور بيانات المخزون الأمريكية، تزامنا مع تحسنا الأفاق المستقبلية بشأن تحسن الطلب.
وارتفع خام نايمكس الأمريكي ليقفز إلى مستويات قرب الـ 73.98 دولار للبرميل.
بينما زادت خام برنت القياسي خلال تعاملات الجمعة صعودا إلى 78.05 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الخام تراجعت 3.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع عشر من سبتمبر الجاري، في حين كانت التوقعات تشير إلى هبوط 3.8 مليون برميل.
وتوقع ريان لانس المدير التنفيذي لـ كونوكو فيليبس (NYSE:COP) عودة الطلب على النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول أوائل العام المقبل، مع ارتفاع استهلاك الخام حول العالم.