رغم التراجعات التي شهدها الدولار خلال الساعات الأخيرة من تعاملات يوم الخميس الماضي، والتي منحت الذهب والليرة التركية متسعا للتحرك لأعلى. إلا أن المشهد العام يكشف عن استمرار معاناة الذهب والليرة التركية بشدة تحت وطأة الدولار القوي، بينما تكالبت التوترات الجيوسياسية والقرارات الرئاسية على الليرة التي سجلت أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وفي المقابل من معركة الذهب والدولار، وصراع الليرة المرير مع المسؤولين الأتراك، يبدو وان النفط يتأرجح لأعلى مكتسبا قمة جديدة يومًا تلو الآخر.
الذهب XAU/USD
خلال تعاملات الأسبوع ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات الخميس وتخطى المعدن حاجز 1800 دولار للأوقية بعد صدور بيانات البطالة.
وتراجعت طلبات إعانة البطالة في أمريكا أدنى 300 ألف للمرة الأولى منذ بداية الجائحة في الأسبوع الماضي، فيما كشفت بيانات أسعار المنتجين نمو المؤشر بأبطأ وتيرة منذ ديسمبر في سبتمبر الماضي وذلك بنحو 0.5% على أساس شهري.
وكشف محضر الاحتياطي الفيدرالي أن مسؤولي البنك يدرسون البدء في تقليص برنامج شراء الأصول بحلول منتصف نوفمبر المقبل.
واستقرت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر عند 1800.50 دولار للأوقية، خلال التعاملات، فيما زاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.3% إلى 1799.11 دولار للأوقية. وتوقع الخبراء لدى بنك Commerzbank بأن يجد الذهب مقاومة قوية عند مستوى 1834 دولار للأوقية.
وأشار الخبراء لدى البنك بأن ارتداد الذهب لا يزال يختبر المتوسط المتحرك لأجل 55 يوم قرب 1795 دولار أو 1800 دولار، كما أن الذهب يجد مقاومة قوية بين مستويات 1784 دولار إلى 1834 دولار أمريكي. بينما يرى الخبراء لدى بنك ANZ بأن أسعار الذهب قد ترتفع إلى مستوى 1850 دولار للأوقية خلال العام الجاري، وذلك قبل أن تبدأ في المعاناة بالعام المقبل وما يليه.
وأشار الخبراء لدى البنك إلى أن العوامل الداعمة للذهب تتضاءل وبخاصة مع اقتراب قيام الفيدرالي الأمريكي تقليص وتيرة شراء السندات. ورغم ذلك، فإن المخاطر حول تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع التضخم يدعمان صعود الذهب وبخاصة مع استمرار الفائدة المنخفضة.
وفقد الذهب أغلب أرباحه يوم الجمعة بعد مبيعات التجزئة الإيجابية، وعودة العملات الرقمية لبؤرة الضوء، لترتفع عملة بتكوين مرة أخرى صوب مستوياتها القياسية، بما أفقد الذهب جاذبيته.
الدولار DXY
وانخفض الدولار مقابل عملات رئيسية أخرى يوم الخميس، ليبلغ أدنى مستوى له في عشرة أيام، متراجعا عن المكاسب التي حققها مؤخرا. دخل الدولار في موجة صعود منذ أوائل سبتمبر تزامنا مع التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي سيشدد السياسة النقدية بسرعة أكبر مما كان متوقعا في السابق.
ليقفز الدولار إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام ما ألقى بمزيد من الضغوط على الملاذ الآمن الذهب يظل حبيسا للتحركات العرضية والارتفاعات الهشة، وخلال تعاملات الخميس هبط مؤشر الدولار إلى 93.794، وهو أدنى مستوى منذ الرابع من أكتوبر، وكان قد وصل يوم الثلاثاء الماضي إلى أعلى مستوى في عام عند 94.563.
الليرة USD/TRY
وعقب القرارات الأخيرة اتسعت خسائر الليرة التركية منذ بداية العام إلى ما يقرب من 20%، لتصبح واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار.
وبينما كانت الليرة التركية تعاني من تصريحات وزير الخارجية التركي يوم الأربعاء الذي أثارت مخاوف جيوسياسية جديدة وأذكت حالة من القلق بشأن تجدد اجتياح تركي جديد لسوريا.
حيث نزلت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة تجاوزت الـ 9.1 ليرة مقابل الدولار، جاءت قرارات أردوغان لتعميق من خسائر الليرة. وقالت الجريدة الرسمية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزل ثلاثة أعضاء في لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي وعيًن عضوين جديدين مكانهما.
وتم عزل نائب محافظ البنك سميح تومان وأوجور نامق إلى جانب عضو لجنة السياسة النقدية عبد الله يافاش، بينما عين أردوغان طه جاكماق نائبا لمحافظ البنك المركزي ويوسف تونا عضوا بلجنة السياسة النقدية.
ونزلت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة باتت الأدنى على الإطلاق عندما هبطت إلى مستويات 9.1872 ليرة مقابل الدولار. وخلال تعاملات يوم الخميس تتأرجح الليرة بين مستويات 9.1292 ليرة/دولار، ومستويات 9.1834 ليرة/ دولار.
ونزلت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة باتت الأدنى على الإطلاق عندما هبطت إلى مستويات 9.1872 ليرة مقابل الدولار. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء أن تركيا "ستفعل ما هو ضروري لأمنها" في أعقاب ما قالت إنها زيادة في هجمات وحدات حماية الشعب الكردية السورية عبر الحدود. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين الماضي إن هجوما، اتهمت أنقرة وحدات حماية الشعب المدعومة من واشنطن بالمسؤولية عنه وأسفر عن مقتل شرطيين تركيين.
النفط
بينما عززت التوقعات بارتفاع الطلب تزامنا مع تسارع وتيرة التعافي الاقتصادي مع عودة الحياة إلى طبيعتها قبل جائحة كورونا من اشتعال أسعار النفط.
وقفزت أسعار خام برنت القياسي أعلى مستويات الـ 84 دولار بينما ارتفع خام نايمكس الأمريكي اعلى مستويات الـ80 دولار وسط توقعات بمواصلة الصعود.
وارتفع النفط إلى أعلى مستوياته خلال 7 سنوات، تزامنا مع اضطراب إمدادات سوق الغاز وأزمة الطاقة الطاحنة التي ضربت أوروبا وعجز سلاسل توريد الغاز عن مواجهة ارتفاع الطلب مع اقتراب فصل الشتاء.
وخفض أوبك+ توقعات نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2021، مع الارتفاع المستمر في معدلات التضخم في مختلف دول العالم وتفاقم أزمة سلاسل الإمدادات في الاقتصادات الكبرى.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال منتدى يوم الخميس إن مجموعة أوبك+ للبلدان المنتجة للنفط ملتزمة باتفاقها السابق بشأن زيادة الإنتاج الذي توصلت له في الأسبوع الماضي، إذ تريد خفض طاقة إنتاج النفط الفائضة المتخلفة عن الجائحة على نحو تدريجي.
وارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بعكس التوقعات خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجع مخزون البنزين في نفس الفترة.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات النفط الخام ارتفعت 6.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من أكتوبر الجاري، في حين كانت التوقعات تشير لهبوط 500 ألف برميل.
ويرى جولدمان ساكس (NYSE:GS) أن أسعار النفط قد تظل عند مستويات مرتفعة على مدار سنوات مقبلة، في ظل تعافي الطلب وتشديد المعروض.
وقال رئيس أبحاث السلع لدى جولدمان ساكس داميان كورفاليس في تصريحات لشبكة سي إن بي سي إن أساسيات السوق تبرر الأسعار المرتفعة وأن ما يحدث ليس صدمة عابرة كما هو الوضع بالنسبة للغاز الطبيعي، إنما هو بداية لعملية إعادة تسعير أعلى للنفط.