لم يكن صوتا ليعلو فوق صوت اجتماع الفيدرالي الأمريكي، الذي سيرسم توجهات الأسواق خلال الفترة المقبلة.
استعاد الذهب بعضا من بريقه وعاد الدولار قويا، بينما تأرجح النفط وسط تباين البيانات الاقتصادية، فيما استمرت الليرة تعاني دون نصير.
الذهب
ارتفع النفط بقوة خلال 5 أيام بعد قرارات الفيدرالي الأمريكي ليضيف إلى مكاسبه نحو 20 دولار وصولا إلى عتبة الـ 1800 دولار بعد خسائر حادة منتصف الأسبوع.
وبلغت سعر أوقية الذهبة مستويات 1800 دولار خلال تعاملات الخميس مقابل 1780 دولار مطلع الأسبوع. وعاد السعر للتألق بقوة يوم الجمعة لمستويات 1,818.
تابع التحليل الفني: الرسم البياني: لماذا يتحرك الذهب والدولار سويًا؟
ارتفع الذهب صباح يوم الخميس في آسيا، مرتدًا من أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع. كما استوعب المستثمرون قرار السياسة الأخير من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "الصبور" الذي سيبدأ في التقليص التدريجي لشراء الأصول بداية من هذا الشهر.
أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي قراره يوم الأربعاء، حيث أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى أن رفع أسعار الفائدة لن يأتي في أي وقت قريب.
لكنه أضاف "نعتقد أننا قد نتحلى بالصبر. إذا كان هناك حاجة للاستجابة، فلن نتردد ".
على الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي حافظ على وجهة نظره بأن التضخم مؤقت، إلا أن البداية السلسة لبرنامج تقليص الأصول التابع للبنك المركزي أعطت الأسهم العالمية دفعة قوية.
الدولار
انخفض مؤشر الدولار الرئيس بقوة مع نهاية الأسبوع المنتهي في 29 أكتوبر، إلا أنه ارتد أعلى مستويات الـ 94 نقطة مع نهاية الأسبوع.
وعززت تصريحات الفيدرالي الأمريكي وبيانات البطالة الأمريكية من أداء الدولار يقفز إلى مستويات 94.4 مقتربا من ذروة عام.
وصرح مجلس الاحتياطي الفيدرالي أنه ليس في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة بعد أن بدأ في تقليص برنامج شراء السندات.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات أخرى، على وقع تلك التصريحات بنسبة 0.5٪ عند 94.4 خلال تعاملات الخميس.
بينما تراجع الدولار يوم الأربعاء مع حكم التجار على تصريحات باول بأنها متشائمة، بالنظر إلى أن التضخم يقف حاليًا عند أعلى مستوياته في 30 عامًا.
وقال محلل لدى مؤسسة أي إن جي في مذكرة: "يجب أن تكون حقيقة استمرار تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة مقابل اليورو والين الياباني بمثابة تذكير".
الليرة التركية
عانت الليرة التركية على مدار الأسبوع بعد بداية إيجابية نجحت خلالها في الارتفاع مقابل الدولار بأكثر من 0.73% وصولا إلى مستويات 9.4792 ليرة / دولار.
إلا أنه وعلى مدار جلسات الأسبوع تراجعت الليرة قرب أدنى مستويات لتصل إلى مستويات 9.775 ليرة /دولار.
وصدرت يوم الأربعاء بيانات التضخم التركي حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ارتفاعًأ إلى 19.89% عن 19.58% في الشهر الماضي.
أما بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين الشهري فقد ارتفع إلى 2.39% عن 1.25% ورغم سلبيته إلا أنه كان أفضل من توقعات الخبراء بالارتفاع لـ 2.76%.
وصدر مؤشر أسعار المنتجين الذي ارتفع بقوة كبيرة في المؤشر السنوي زاد إلى 46.31% من 43.96%، أما بالنسبة لمؤشر أسعار المنتجين الشهري فقد بلغ 5.24% ارتفاعًا من 1.55%.
النفط
ارتفع النفط الخام بقوة على وقع اتجاه أوبك لتثبيت الإنتاج خلال الاجتماع المرتقب رغم ضغوط أمريكية بزيادة النتاج بواقع 800 إلى 600 ألف برميل.
وكان النفط قد تأثر ببيانات المخزون الأمريكية، إلا أن الخام الأمريكي وخام برنت قد نجحا في الصعود وتقليص خسائرهم على مدار الأسبوع.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قفزت 3.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، لكن مخزونات البنزين هبطت لأدنى مستوى منذ نوفمبر تشرين الثاني 2017.
وقالت مصادر إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها من المرجح أن يبقوا على خطط لزيادة إنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يوميا خلال اجتماع أوبك+ في وقت لاحق يوم الخميس.
يأتي ذلك على الرغم من مطالبات الولايات المتحدة بزيادة الإمدادات لتهدئة ارتفاع الأسعار.
وارتفعت أسعار النفط هذا العام إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات مع زيادة أوبك+ الإمدادات تدريجيا وانتعاش الطلب، تزامنا مع أزمة الطاقة في أوروبا.
ووفقا للمصادر رفضت السعودية، أكبر منتج للنفط داخل أوبك، بالفعل الدعوات بأن تزيد المجموعة المعروفة باسم (أوبك+) التي تضم أوبك وحلفاءها، إنتاجها بدرجة أكبر.
وكانت مصادر من أوبك+ قد قالت إن الولايات المتحدة لديها طاقة إنتاجية فائضة وفيرة لزيادة الإنتاج بنفسها إذا أرادت مساعدة العالم على تسريع الانتعاش الاقتصادي.
مؤشرات هامة
صدرت بيانات البطالة الأمريكية منذ لحظات وجاء إيجابية حيث سجلت 269 ألف طلب إعانة وهو أفضل من توقعات الخبراء بوصوله إلى 275 ألف طلب إعانة.
أما بالنسبة للميزان التجاري فقد جاء سلبيًا حيث ارتفع الإنكماش إلى -80.9 مليار دولار وتوقع الخبراء وصوله إلى -80.5 مليار دولار.
وانخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة إلى أدنى مستوى في 19 شهرا الأسبوع الماضي مما يشير إلى أن الاقتصاد يستعيد قوة الدفع وسط تحسن كبير في الصحة العامة بالرغم من أن قيود الإمدادات مازالت قائمة.
وقالت وزارة العمل الأمريكية يوم الخميس إن إجمالي طلبات إعانة البطالة الحكومية المقدمة للمرة الأولى انخفض 14 ألفا إلى مستوى معدل في ضوء العوامل الموسمية عند 269 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 30 أكتوبر .
سجل مؤشر إعانات البطالة الأمريكية ارتفاعا بنحو 269 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي، فيما أشارت التوقعات إلى تسجيل ارتفاع بنحو 273 ألف طلب.
وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت ارتفاع بحوالي 281 ألف طلب خلال الأسبوع الأسبق، وتم تعديلها على نحو مرتفع إلى 283 ألف طلب
قال الفيدرالى الأمريكى فى بيان السياسة النقدية أنه يلتزم كامل الأدوات التى فى حوزته لدعم الاقتصاد الأمريكي في هذا الوقت الصعب ، وبالتالي الوصول لمستهدفات التوظيف الكامل واستقرار الأسعار.
وذكر أنه مع تزايد معدلات التلقيح والسياسات التحفيزية القوي، واصلت المؤشرات الاقتصادية الخاصة بالنشاط الاقتصاد والتوظيف في التعافي.