بالأمس، ألقينا نظرة فاحصة على الذهب لنعرف إن كان على أعتاب اختراق حقيقى أم أنه اختراق زائف.
اليوم، سنلقي نظرة مماثلة على الفضة، والتي أظهرت بعض التحركات الصعودية المثيرة للاهتمام أيضًا خلال الأسبوع الماضي حيث سجلت مكاسب صافية بلغت 5٪ خلال ست جلسات.
الأمر الأهم هو أن الفضة قد تجاوزت مستوى 24 دولارًا للأوقية واستقرت فوقه لمدة خمسة أيام متتالية حتى الآن، وهى بذلك تعيد تكوين مركز القوة الذي ظهر في أواخر أكتوبر.
جميع الرسوم البيانية مقدمة من skcharting.com
بناءً على التحول الظاهر في اتجاه الذهب، هل يمكن أن تكون الفضة، التي تتبع الذهب عادةً، في وضع الاختراق 2.0؟ هل يمكن أن تصل إلى المستوى الهام التالي البالغ 25 دولارًا والذي من شأنه أن يمهد له الطريق للارتفاع نحو الهدف الذي يتراوح بين 30 و40 دولارًا وهو الهدف الذي طالما اعتز به المضاربون على ارتفاع المعدن؟
أم أن الفضة ستبقى محصورة تحت مستوى 25 دولارًا وتبدأ دورة هبوط جديدة بدلاً من الارتفاع؟
هيا بنا نلقي نظرة على المتغيرات والأفكار المختلفة في اللعبة، لمحاولة تكوين صورة مكتملة.
أولاً، ملخص التحليل الأساسي للفضة
تتمتع الفضة بأساسيات قوية لاعتمادها على الصناعة، لكنها ظلت تلعب دور البطل الثاني بعد الذهب خلال السنوات الأخيرة، مما يعني أنه نادراً ما يستمر ارتفاعها منفردة بدون المعدن الأصفر.
أكثر من 50٪ من الطلب على الفضة يأتي من الاستخدام الصناعي. كمعدن قابل للتشكيل، تعتبر الفضة مناسبة لصناعة الحلي مثل الذهب. ولكنها أيضًا موصل جيد للكهرباء، وتستخدم على نطاق واسع في تصنيع المكونات الإلكترونية.
من المتوقع أن يؤدي التحول إلى الطاقة النظيفة إلى زيادة الطلب الفعلي على الفضة في السنوات القادمة، نظرًا لاستخدامها في الموصلات في السيارات الكهربائية ومكونات الألواح الشمسية. كما سيؤدي إطلاق شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G) إلى زيادة الطلب. لكن عوامل زيادة الطلب تلك من المرجح أن تؤثر على الفضة في المستقبل وليس على الفور.
في الوقت الحالي، تؤثر استخدامات الفضة عبر مجموعة من التطبيقات الصناعية على سعرها - وبالتالي عندما يرتفع النشاط الصناعي، يرتفع السعر بسبب ارتفاع الطلب، بينما يؤدي انخفاض النشاط الصناعي، خاصة أثناء الركود، إلى انخفاض السعر.
لهذا السبب، يعد مؤشر مديري المشتريات الصناعية الشهري، أو مؤشر مديري المشتريات من جميع أنحاء العالم، مقياسًا مهمًا للطلب على الفضة، لأنه يعد مؤشرًا على حالة النشاط الصناعي.
وقد انخفض مؤشر مديري المشتريات العالمي الذي يصدره جي بي مورجان (NYSE:JPM) وآي إتش إس ماركيت إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 54.1 في أغسطس 2021 بعد أن كان 55.4 في يوليو، حيث فقد نمو الإنتاج الزخم في العديد من الأسواق الرئيسية (يشير الرقم فوق 50 إلى التوسع في النشاط الصناعي، وإذا قل الرقم عن 50 فهو يشير إلى الانكماش). وقد أثر هذا بشكل كبير على الفضة في الأشهر الأخيرة.
إضافة إلى هذا العامل الهبوطي، كانت هناك تكهنات منذ يونيو حول الموعد الذي سيبدأ فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي تقليص حافزه الشهري السخي الذي يصل إلى 120 مليار دولار والذي ظل يقدمه للاقتصاد الأمريكي منذ مارس 2020. وقد أثرت تلك المضاربات على أسعار الذهب والفضة في الأشهر السابقة .
والآن انقشعت تلك الغيوم
فقد استقرت قراءة مؤشر جيه بي مورجان العالمي لمديري المشتريات عند 54.1 في سبتمبر.
وفيما يتعلق بنهاية التحفيز، أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي أنه سينهى مشترياته من الأصول بحلول منتصف عام 2022 من خلال التقليص التدريجى بمقدار 15 مليار دولار شهريًا على مدى الأشهر الثمانية المقبلة. كما أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للأسواق أن البنك المركزي سيكون "صبورًا" بخصوص أول رفع لسعر الفائدة بعد الوباء، والذي من المحتمل أن يتم في نهاية العام المقبل. وقد وفر ذلك دعمًا إضافيًا للاستقرار المالي وزاد من درجة اليقين لدى المستثمرين فى مجال الصناعة.
شهدت الفضة المتداولة في بورصة نيويورك أول شهر إيجابي لها في أكتوبر، حيث أنهت فترة أربعة أشهر ظلت خلاها محصورة داخل المنطقة الحمراء، وارتقعت بمقدار 8.63٪ وهو أفضل أداء لها منذ ارتفعت بنسبة 16.8٪ في ديسمبر 2020.
الآن، ننتقل إلى التحليل الفنى للفضية
يعتقد تايلور دارت، استراتيجي المعادن الثمينة، أن الفضة فى طريقها نحو الانحدار، مع القليل من المخاطر الفورية بالنسبة لصفقات الشراء.
كتب تايلور في منشور أعيد نشره على موقع stocknews.com، حيث قال: "بالنظر إلى أن الفضة خرجت للتو من سوق هابطة استمرت عدة سنوات ولم تغير اتجاهها منذ عام 2014، فإن التغيير في سلوكها وبداية توجه السوق نحو الصعود يشير إلى مكاسب كبيرة في المستقبل".
وأشار إلى أن تحول الفضة عن الوضع الذي استقرت عليه لعدة سنوات كان أول إشارة لبداية سوق صاعدة جديدة.
"في الوقت الحالي، تبدو المقاومة السابقة للفضة على مدار عدة سنوات (22.00 دولارًا للأوقية) أصبحت دعمًا جديدًا، وإثباتًا أكبر على التغيير في شخصية الفضة. بافتراض أن هذا هو الحال، فمن المحتمل أننا في أول 2-3 أشواط لتكوين سوق صاعدة جديدة، ولن يكون من المفاجئ أن يتضاعف في سعر الفضة خلال العامين المقبلين، مما يعنى الارتفاع فوق 40.00 دولار / أوقية ".
على الرغم من الارتفاع في الأسبوع الماضي، كانت الفضة لا تزال في أقصى ذروة للبيع على مدار السنوات الست الماضية، حيث انخفض معدل التغير لفترة 9 أشهر بحدة في المنطقة السلبية. وأضاف تايلور:
"هذا لا يعني أن المعدن يجب أن ينخفض هنا، ولكن إذا استرشدنا بالتاريخ، فمن المحتمل أن يكون المعدن أقرب إلى القاع منه إلى القمة حاليًا. لذلك، فإن أي تراجعات دون 23.50 دولارًا للأوقية لإعادة اختبار خط الاتجاه الهبوطي الأخير يجب أن توفر فرص شراء منخفضة المخاطر ".
يتفق أنيل بانشال، وهو محلل آخر للمعادن الثمينة، إلى حد ما مع تايلور، حيث قال في مدونة على موقع فوركس ستريت إن مؤشر القوة النسبية الخاص بالفضة من المرجح الآن أن يساعدها في التغلب على عقبات خط الاتجاه الفوري حول منطقة 24.50 دولارًا للأوقية.
وقال بانشال "مع ذلك، فإن ذروة سبتمبر بالقرب من 24.85 دولارًا و25.00 دولارًا يمكن أن تمثل تحديًا للمضاربين على ارتفاع الفضة مقابل الدولار(XAG/USD) فيما بعد"، باستخدام السعر الفوري للفضة.
وأضاف:
"إذا ظلت الفضة أكثر ثباتًا بعد 25 دولارًا، فسيتم التركيز على كل من أدنى مستوى في يونيو عند حوالي 25.50 دولارًا، وذروة أغسطس بالقرب من 26 دولارًا."
"بدلاً من ذلك، ستظل حركات التراجع أقل أهمية إلى أن تستقر وراء مستوى ارتداد فيبوناتشي 61.8٪ على الجانب الهبوطي خلال شهر سبتمبر، أى عند حوالي 23.55 دولارًا."
في حالة حدوث تراجع، فإن المتوسط المتحرك البسيط لفترة 200 يوم عند 23.30 دولارًا أمريكيًا، وارتداد فيبوناتشي 50٪ بالقرب من 23.15 دولارًا أمريكيًا، كما حذر من أن الرقم المستدير 23.00 دولارًا من شأنه أن يجذب الدببة نحو الفضة ..
كما أعرب سونيل كومار ديكسيت من موقع skcharting.com عن قلقه من أن الفضة ربما تكون قد أخطأت الاتجاه الصعودي الممكن فنيًا في الوقت الحالي، على الرغم من أنه لا يشك في إمكانية استمرار ارتفاعها بمرور الوقت.
قال ديكسيت: "يظهر الرسم البياني اليومي للفضة مؤشر القوة النسبية في منطقة ذروة الشراء مع قراءة 86/91 التي تعطي تداخلًا سلبيًا يهدف إلى إعادة اختبار مستوى المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 يوم عند 23.77 دولارًا و23.50 دولارًا، وهو مستوى فيبوناتشي 23.6٪".
وأضاف:
"بشكل عام، تبدو الفضة محصورة بين مستويين رئيسيين من مستويات فيبوناتشي هما: الدعم عند مستوى 23.6٪ عند 23.50 دولارًا والمقاومة عند مستوى 38.2٪ عند 24.80 دولارًا."
قال ديكسيت إن الفضة تتطلب حافزًا قويًا للاختراق لأعلى أو أسفل أي من خطى الاتجاه الرئيسيين لتحديد مسار إضافي.
وقال "اختراق 24.80 دولارًا أمريكيًا لأعلى سيأخذ الفضة مباشرة إلى مستوى 25.80 دولارًا، وهو مستوى فيبوناتشي 50٪".
"الاختراق إلى ما دون 23.50 دولارًا سيدفع الفضة لإعادة اختبار خط المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 أسبوع البالغ 22.70 دولارًا."
إخلاء المسؤولية: يستخدم باراني كريشنان في تحليله لأي سوق مجموعة من الآراء خارج نطاق رؤيته الخاصة لإظهار التنوع في التحليلات. ومن أجل الحياد، يقدم أحيانًا وجهات نظر متضاربة ومتغيرات مختلفة للسوق. وليس لديه أى صفقات مفتوحة فى السلع والأوراق المالية التي يكتب عنها.