أصبحت الليرة التركية بلا قيمة وانخفضت هذه القيمة بنسبة 5.6% أمس الخميس بعد أن خفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي 100 نقطة أساس إلى 14% ما أدى إلى تباعد قوي بين البنك المركزي التركي والبنك الاحتياطي الفيدرالي وتدهور سعر الليرة من جديد ليصل إلى 15.733 ليرة بسبب السياسة الغير منطقية التي ينفذها البنك المركزي التركي.
شهد الأتراك تآكل في أرباحهم منذ أن بدأ البنك المركزي تحت ضغط من الرئاسة في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر الماضي. للتعويض عن انهيار العملة أعلن الرئيس أمس عن زيادة بنسبة 50% في الحد الأدنى للأجور لعام 2022 ولكن هذه الزيادة تفاقم أزمة تركيا الاقتصادية أكثر وأكثر.
من المتعارف عليه تقوم البنوك المركزية عادتاً بتشديد الشروط النقدية عندما يرتفع التضخم وترفع أسعار الفائدة للحد من الاقتراض ومن كمية النقد المتداول ويضغطون على الأسعار للانخفاض ولكن تعطي خطة أردوغان الاقتصادية الجديدة الأولوية للتصدير والإقراض حيث أنتقد الاقتصاديين في تركيا هذه السياسة على نطاق واسع ووصفوها بأنها متهورة.
ويتجه البنك المركزي التركي عكس تلك القاعدة وقام بتخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام والرابعة يوم أمس حيث كانت حجة محافظ البنك المدعومة من الرئاسة أن أسعار الفائدة المنخفضة قد تؤدي إلى انخفاض التضخم، ولكن البيانات الأخيرة أظهرت أن التضخم ارتفع إلى 21.31%.
وقد تدخل البنك المركزي أربع مرات في سوق العملات في الأسبوعين الماضيين، حيث باع الدولارات لإبطاء عمليات بيع الليرة وأكل احتياطياتها الأجنبية المستنفدة بالفعل ولم تجدي هذه الحركة نفعاً لليرة واستمرت بالتدهور. تماماً كما فعل بيرات البيرق صهر الرئيس التركي ووزير ماليته سابقاً عندما ضخ حوالي 100 مليار دولار في السوق لرفع الطلب على الليرة التركية وفشل وتحدثت تقارير داخلية آنذاك عن اختفاء 128 مليار دولار م الخزينة وبعدها تم إقالة بيرات البيرق.
من المتوقع أن يرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة ثلاث مرات في 2022 وثلاثة مرات في 2023 لذلك ومع انخفاض الليرة التركية ومع بدء أسعار الفائدة الأمريكية في الارتفاع قد تتعرض تركيا لخطر التخلف عن سداد ديونها. وحسب التوقعات الاقتصادية رفع الفيدرالي الأمريكي توقعاته لمعدلات التضخم لعام 2022 من 2.2% خلال اجتماع سبتمبر إلى 2.6% ومن 2.2% إلى 2.3% لعام 2023.
ملاحظة: كل ما أكتبه بخصوص الليرة التركية مبني على البيانات المتوفرة في السوق والأرقام الحكومية التركية .. وليس عن رأي شخصي ضد دولة أو شخص.