العملات الرقمية: هذه العملة أفضل من البيتكوين..و2022 ستكون "متقلبة"

تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com

• عام مربح على الرغم من أن أداء الإيثيريوم أفضل بكثير
  
  

• الحفظ أمر بالغ الأهمية
  
  

• الأمن والتهديدات
  
  

• السيطرة: القضية الرئيسية للحكومات
  
  

• العملات الرقمية وجدت لتبقى، ولكن قد يكون الطريق أمامها وعرًا
  
  

في نهاية الأسبوع الماضي، تم تداول عقود البيتكوين الآجلة القريبة عند مستوى 50000 دولار، مع تجاوز العقود الآجلة للإيثريوم مستوى 4000 دولار ولم يتبق سوى أسبوع واحد فقط في هذا العام. في حين أن الأسعار قد انخفضت من أعلى مستوياتها في 10 نوفمبر، فإن أي شخص كان يمتلك العملات الرقمية الرائدة في 31 ديسمبر 2020، واحتفظ بها على مدار العام يكون قد حقق عوائد رائعة.

منذ أكثر من عقد بقليل، لم يكن هناك شيء يسمى العملات الرقمية. وقد أدى تطور هذه الثورة التكنولوجية المالية إلى ولادة سلسلة الكتلة والعملات الرقمية.  في ما اتضح أنه عاصفة صعودية شبه كاملة، تسبب تراجع الإيمان بالعملات الورقية في قيام عدد متزايد من الأفراد والشركات بقبول العملات الرقمية ورفض الأوراق المالية.

غذت حركة السعر الصعودية في العملات الرقمية موجة من المضاربة في هذه الفئة من الأصول المزدهرة. وبينما يتبنى البعض العملات الرقمية لأسباب أيديولوجية، فإن هناك كثيرون يعشقونها بسبب تقلب أسعارها واتجاهاتها الصعودية على مدار السنوات الماضية. يعد ارتفاع الأسعار قوة جذب مغناطيسية أضافت الكثير إلى جاذبية العملات الرقمية.

الآن تُغلق العملات الرقمية دفاترها في عام 2021، ويعتقد الداعمون لها أنها ستستمر في النمو في عام 2022. بينما يعتقد المعارضون لها أن العام المقبل سيكتب نهاية العملات التي تحلق بعيدًا عن رادار المنظمين والمسؤولين الحكوميين. ويمكننا القول أن فئة الأصول هذه ككل تواجه مجموعة من المشكلات مع اقترابنا من العام المقبل

عام مربح على الرغم من أن أداء الإيثيريوم أفضل بكثير

أي شخص كان يمتلك عملات بيتكوين أو إيثيريوم في 31 ديسمبر 2020، ولم يقم بتداولها أو بيعها خلال عام 2021، ارتفعت قيمة محفظته الإلكترونية وتضخمت منذ العام الماضي وحتى تاريخه.

المصدر: بارشارت

يوضح الرسم البياني ارتفاع عملة البيتكوين من 28,986.74 دولارًا في 31 ديسمبر 2020 إلى 50,818 دولارًا في 27 ديسمبر 2021، وهو ارتفاع بنسبة 75٪  في عام 2021 ومازال أمامنا  بضعة أيام فقط في العام.

المصدر: بارشارت

كان أداء الإيثيريوم أفضل، حيث ارتفعت العملة من 738.912 دولارًا أمريكيًا في نهاية عام 2020 إلى 4060 دولارًا أمريكيًا في 27 ديسمبر 2021. وقدمت العملة الرقمية الرائدة الثانية للمستثمرين عائدًا يزيد عن 449٪ قبل أسبوع واحد فقط من نهاية عام 2021.

تفوق أداء الإيثيريوم كثيرًا على البيتكوين في عام 2021 نظرًا لأن بروتوكولها أسرع وأكثر كفاءة. في حين أن البيتكوين هي عبارة عملة رقمية ووسيلة للتبادل، فإن الإيثيريوم عبارة عن  بروتوكول يدعم العديد من العملات الرقمية الأخرى التي يزيد عددها عن 16000. علاوة على ذلك، سيكون الإبثيريوم 2.0 رمزًا أكثر صداقة للبيئة حيث أن إثبات الحصة في الإصدار 2.0 سيتطلب طاقة أقل بكثير من إثبات العمل في  بيتكوين.

مع اقترابنا من عام 2022، مازالت هناك عدة عوامل من المحتمل أن تتسبب في استمرار التقلبات في فئة العملات الرقمية وه:.

1. الحفظ  أمر بالغ الأهمية

لا يمثل الاحتفاظ بالعملات الرقمية في محافظ الكمبيوتر مشكلة بالنسبة إلى عشاق هذه الفئة من الأصول، ولكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للسوق  الأكبر حجمًا.  فقد انتشرت قصص الرعب حول خسارة ملايين ومليارات الدولارات من العملات الرقمية عندما تم مسح بيانات من محركات الأقراص الثابتة، أو عند ضياع كلمات المرور، وتسببت تلك القصص في عزوف العديد من المشاركين في السوق عن فتح محافظ الكمبيوتر.

في أواخر عام 2021، تنحى جاك دورسي عن منصب الرئيس التنفيذي لتويتر للتركيز على شركة المدفوعات الخاصة به، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم سكوير. كان السيد دورسي مؤيدًا قويًا للعملات الرقمية، قائلاً إن هذه الفئة من الأصول "ستوحد العالم".

لقد غير اسم سكوير إلى بلوك (SQ) في إشارة إلى أن العملات الرقمية ستهيمن على مستقبل المدفوعات. من الواضح أن بلوك هي إشارة إلى بلوك تشين-أو سلسلة الكتلة.  وتعمل شركة السيد دورسي على إنشاء محفظة كمبيوتر صلبة لحل مشكلة حفظ العملات الرقمية. الحفظ هو عامل رئيسي لنجاح فئة العملات الرقمية في رأي المشاركين في السوق والمنظمين.

خلال عام 2021، وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) على منتجات صناديق تداول بيتكوين ETF بناءً على أسعار العقود الآجلة حيث أن CFTC لديها خبرة في تنظيم ساحة العقود الآجلة. ومع ذلك، لم توافق لجنة الأوراق المالية والبورصات على أي من منتجات ETF الفعلية للعملات الرقمية. إن تطوير حلول الحفظ من شأنه أن يقطع شوطًا طويلاً مع المنظمين.

علاوة على ذلك، تؤمن FDIC الودائع بالدولار في المؤسسات المالية. لذلك سيؤدي نظام الودائع الرقمية المؤمنة إلى توسع السوق القابلة للعنونة بشكل كبير. يتطلع العديد من المشاركين في السوق إلى تنويع المحافظ مع بعض التعرض للعملات الرقمية. عندما تزود المؤسسات المالية عملائها بحلول الحفظ، سنشهد نموًا كبيرًا لهذه الفئة من الأصول.

2. الأمن والتهديدات

كانت عمليات اختراق الكمبيوتر تمثل مشكلة في عام 2021. كانت عمليات اختراق خط أنابيب كولونيال وJBS عبارة عن حدثين من بين العديد من الأحداث التي سلطت الضوء على مشكلات الأمن. كان الخوف من فقدان العملات الرقمية للمتسللين الذين يجدون طريقهم إلى محافظ الكمبيوتر أو المنصات التي تحمل رموزًا للعديد من العملاء بمثابة عقبة أمام الكثير من المشاركين المحتملين في السوق.

الأمن هو أيضا مشكلة أخرى تواجهها فئة الأصول في عام 2022. فقد يؤدي اختراق خطير للعملة الرقمية إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

يتضمن حل مشكلة السلامة والأمن التعاون بين البورصات والوكالات الحكومية التي تراقب المتسللين من أجل تطوير طرق قوية لمنع سرقة الرموز.

3. السيطرة: القضية الرئيسية للحكومات

الحفظ والأمن مسألتان مهمتان، لكنهما مشكلتان تقنيتان. أما السيطرة فهي مشكلة أيديولوجية. تستمد الحكومات في جميع أنحاء العالم قوتها من جيشها ومن السيطرة على خيوط المال. يمكن للحكومات أن توسع وتقلص المعروض من النقود بما يتناسب مع خططها من أجل تحقيق أجندة سياسية.

وقد حذرت كل من وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد من الاستخدامات الشائنة للعملات الرقمية. وقالت السناتور الأمريكية إليزابيث وارين مؤخرًا إنها تريد أن ترى تنظيمًا متزايدًا لفئة أصول العملات الرقمية لأن نموها قد يشكل "مخاطر نظامية" على النظام المالي العالمي. كما أدلى مسؤولون حكوميون آخرون بتعليقات مماثلة، بينما حظرت الصين العملات الرقمية تمامًا في عام 2021.

وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يكون المنظمون الحكوميون أكثر اهتمامًا بقضية فقدان السيطرة على المعروض النقدي أكثر من أي قضية أخرى.

العملات الرقمية هي وسيلة تبادل تحررية تنتزع سلطة المال من الحكومات وتعيدها إلى الأفراد الذين يحددون الأسعار على أساس البيع والشراء في السوق. قد يكون الانقسام الأيديولوجي هو القضية الأكثر تعقيدًا في عام 2022 وما بعده. حيث نتوقع زيادة مخاوف الحكومات مع نمو القيمة السوقية للعملات الرقمية.

العملات الرقمية نشأت لتستمر، ولكن قد يكون الطريق أمامها وعرًا

عند مستوى 2.38 تريليون دولار في نهاية الأسبوع الماضي، كانت القيمة السوقية للعملات الرقمية أعلى بثلاث مرات مما كانت عليه في نهاية عام 2020. وفي عام 2020، ارتفعت القيمة السوقية لما يقرب من أربعة أضعاف مما كانت عليه في نهاية عام 2019. في عام 2019، ارتفعت بما يعادل 1.5 مرة أعلى مما كانت عليه في نهاية عام 2018.

إذا تضاعفت القيمة السوقية للعملات الرقمية في عام 2022، فستقترب من مستوى 5 تريليون دولار. كلما ارتفع سعرها، زادت احتمالات حدوث انخفاض كبير يؤدي إلى تأثيرات نظامية تنتشر في الأسواق عبر جميع فئات العملات الرقمية. ونتوقع أن يدق المسؤولون الحكوميون والمنظمون أجراس الإنذار إذا استمر معدل النمو مرتفعًا.

.وفي الوقت نفسه، تبنى العالم سلسلة الكتلة والتكنولوجيا المالية.  ويعد ارتفاع أسعار العملات الرقمية بمثابة دعوة إلى اتخاذ إجراءات من جانب الحكومات لإصدار عملات رقمية خاصة بها. ففي نهاية عام 2021، يبدو أن الصين فى المقدمة، بينما تأخرت الولايات المتحدة كثيرًا رغم أنها موطن العملة الاحتياطية في العالم .

كلما زاد عدد الشركات والأفراد الذين يتبنون العملات الرقمية، زاد الضغط على الحكومات والجهات التنظيمية لفرض قيود أكثر على هذه الفئة من الأصول. وأعتقد أنه يمكن تحديد نقطة الانهيار. إنها دالة في القيمة السوقية لهذه الفئة من الأصول. وعند أكثر من 5 تريليون دولار، يمكن أن يتسبب الذعر في رد فعل مفاجئ.

أنا متفائل بشأن العملات الرقمية مع اقترابنا من عام 2022. ويمكنني أن أرى البيتكوين يرتفع إلى مستوى 100,000 دولار أو أعلى. ومع ذلك، كما أشار راي داليو، فإن الحكومات لديها القدرة على "قتل" هذه الفئة من الأصول.

لذلك، سأذهب إلى عام 2022 وعيني مفتوحة على مصراعيها، وأتوقع استمرار التقلبات المذهلة. سأستثمر فقط رأس المال الذي يمكنني تحمل خسارته وأعلم أنه معرض لخطر الخسارة بنسبة 100٪ في هذه الفئة من الأصول .

لن أطلق على صعود العملات الرقمية كلمة فقاعة؛ لكنني سأصفه بأنه تهديد للوضع الراهن من حيث سيطرة الحكومات على المعروض النقدي والتسلسل الهرمي المصرفي والتمويلي التقليدي. لذلك يمكن أن تخلق حواجز الطرق التي تضعها الأيديولوجيات طريقًا وعرًا لفئة العملات الرقمية.