أشرنا في مقالة الأسبوع الماضي باحتمالية استمرار التراجع النسبي في تداولات الليرة أمام الدولار حيث اختبر الزوج مستويات 14.73 قبل إغلاق الأسواق لعطلة نهاية الأسبوع. ومع بلوغ سندات الحكومة الأمريكية لـ 10 سنوات مستويات قياسية، نتج عنها ارتفاع في مؤشر الدولار ليستقر في تداولاته عند مستويات 100 مما يعكس التداول الإيجابي للعملة الخضراء أمام بقية العملات.
ومع الاستمرار المرتقب في أسعار الفائدة من طرف الفيدرالي الأمريكي، بمقدار 50 نقطة مئوية مع بلوغ التضخم قمم لم تشهدها منذ فترة طويلة، فمن المرتقب كذلك أن نشهد ارتفاع في العائد للسندات مما يعزز من الارتفاع الذي يشهده الدولار.
أين الليرة من هذا التحسن في تعاملات الورقة الخضراء؟
يجب أن نستشعر مدى أهمية الثبات الذي تبين عنه الليرة أمام الضغوط التي تشهدها خصوصا منذ 17 من ديسمبر المنصرم، حيث تراجعت الليرة من مستويات 18 إلى مستويات 11 بعد الإعلان عن الحزمة الاقتصادية التي تهدف إلى دعم الليرة والحد من تعاملاتها. إلا أن العملة المحلية ولو بشكل بطئ تتراجع لتصل بحلول 17 من الشهر الماضي مستويات 15 ليرة لكل دولار.
أمام ضعف بعض البيانات الاقتصادية المحلية من جهة وتراجع بعض المؤشرات الاقتصادية الأساسية بسبب الأحداث الجيوسياسية وارتفاع أسعار الطاقة على المستوى الدولي وبقية الأعراض الجانبية المتوارثة من أزمة الوباء، ومن جهة أخرى قرارات الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة مما جعل الليرة التركية أمام تحدي كبير للحفاظ على جزء من مكاسب شهر ديسمبر. كل هذا وحافظ المركزي التركي على أسعار الفائدة عند مستويات 14 حتى لا تتدهور مستويات الصرف أكثر وتتعمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا في خضم هذه الفترة.
كما أسلفنا الذكر مرات عديدة، فإن المركزي التركي يولي أهمية كبيرة لمستويات 15 في تعاملات الدولار أما الليرة التركية، حيث يجعل منها منطقة مقاومة أساسية، لن يسهل بكل تأكيد على السوق تجاوزها وإن استلزم الأمر التدخل من جديد في سوق الصرف.
ولكن في الوقت الحالي، نحن نولي أهمية لمستوى 14.75 بعد التعافي النسبي الذي خرجت به الليرة التركية عقب بيانات التضخم الأمريكية السلبية الأخيرة والتي أحدثت فجوة بسيطة في تداولات الليرة التركية أمام الدولار. تتداول الأسعار في هذه اللحظات فوق مستويات 14.70 وإن حدث واستقرت التداولات فوق هذه المستويات، فمن المرجح استمرار الموجة الصعودية للسعر لبلوغ مستويات 14.75 كمنطقة مقاومة أولية وبعدها مستويات 14.85. ومع استمرار مؤشر الدولار بالحفاظ على مستويات أعلى منطقة 100، فنتوقع استمرار الاتجاه الصعودي للسعر نحو مستويات 14.75 و14.85.