الليرة التركية والمصير المحتوم

تم النشر 03/05/2022, 16:06
محدث 09/07/2023, 13:32
USD/TRY
-
DX
-

بلغ مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى مستويات قياسية، بلغها آخر مرة في شهر ديسمبر 2016.

ساهمت الأوضاع الجيوسياسية في منطقة البحر الأسود و التصريحات التصعيدية بكل من موسكو من جهة, والغرب الداعم لأوكرانيا ضد العملية العسكرية الخاصة التي شنتها روسيا ضد جارتها الغربية من جهة ثانية في تأزم الوضع الاقتصادي الدولي وتسبب في ذعر الأسواق، مما دفع أسواق الطاقة إلى ارتفاع مهول في تداولاتها، دفع معها مستويات التضخم إلى تسجيل أرقام قياسية مما نتج عنه اتجاه البنوك المركزية إلى تشديد سياستها النقدية ورفع أسعار الفائدة من أجل احتواء التضخم و امتصاص الفقاعة السعرية للسلع وفي مقدمتها الطاقة و بعض السلع الأساسية التي من شأنها التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي خضم كل هذه الأحداث، اختبر مؤشر الدولار مستويات 103 مما عجل بمكاسب إضافية للدولار أمام بقية العملات وسط توقعات باستمرار التشديد في السياسة النقدية من طرف الفيدرالي الأمريكي, حيث يرتقب أن تبلغ الزيادة في أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل 50 نقطة مئوية. و بالتالي استمرار الأداء القوي للدولار وارتفاع في عوائد السندات الحكومية لـ 10 و30 سنة.

إلا أن الزوج الدولار مقابل الليرة التركية فشل في دفع القناة السعرية فوق مستويات 15 التي يتخذ المركزي التركي مواقف متشددة نحوها ويحذر من صعوبتها. على الرغم من الأداء السيء لبعض المؤشرات الاقتصادية التي صدرت عن المركزي التركي خلال الأيام الماضية, إلا أن الليرة استمرت في الحفاظ على بعض المكاسب أمام الدولار بالرغم من التراجع البطيء الذي شاهدته منذ أواخر سنة المنصرمة من مستويات 11 إلى 14.89 في هذه اللحظات.

إن استمرار الأداء الجيد للدولار من شأنه أن يستمر في تحدي المستويات التي سنها المركزي التركي و المتمثلة في 15, خصوصا في خضم التضخم الذي بلغ مستويات 60 و المستويات السلبية للأسعار الفائدة في الـ 14 في المائة، يبقى هذا السيناريو أقرب للواقع و قابل للتحقيق خصوصا إذا ما تشدد الفيدرالي الأمريكي أكثر في سياسته النقدية وتحفز مؤشر الورقة الخضراء في تجاوز مستويات 103 مما يجعل الدولار أكثر قابلية للتداول في مستويات عليا أمام الأزواج المقابلة. وعلى الرغم من نهج تركيا لسياستها التصالحية مع دول الحزام الإقليمي و توقيع اتفاقيات من شأنها زيادة صادراتها وإنعاش اقتصادها المبني على الاستثمار، الإنتاج، والتصدير.

بالإضافة إلى الزيارات التي قام بها وزير المالية التركي لأمريكا و لقائه مع مسيري كبار الشركات الأمريكية الذين أبانوا عن تبات الاقتصاد التركي وأبدوا اهتمامهم فيه من أجل الاستثمار في خضم تحسن العلاقة المتوترة بين البلدين. إلا أن كل هذه العوامل لن تؤثر بشكل عميق في الحد من الخسارة البطيئة الليرة التركية في سوق الصرف، و يبقى احتمال استمرار تداولات الزوج في الارتفاع و لو بشكل بطئ نحو مستويات 15 وارد كفاية على المدى القريب والمتوسط على الرغم من صعوبة تجاوزها.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.