تابعت الأسواق اجتماع أوبك + أمس. حيث قررت الدول المنتجة للنفط خفض إنتاجها اليومي من النفط بمقدار مليوني برميل. لماذا؟ لأن هبوط أسعار النفط يقلل من أرباح الدول المنتجة. هناك أيضًا جزء يتعلق ببعض دول التحالف، حيث يوجد توتر مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا. لكن الدول المنتجة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، تركز على نقطة الربح.
بعد انخفاض أسعار النفط إلى 15 دولارًا في الحال والمستويات السلبية في العقود الآجلة في بداية الوباء، قررت الدول المصدرة للنفط خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا. ثم انخفض هذا الرقم تدريجيا. وتم تحديد خفض الإنتاج بـ500 ألف برميل في الفترة الحالية، وكان خفض الإنتاج قد وصل إلى 7.2 مليون برميل في بداية عام 2021،.
في عام 2022، تم تحديد الإنتاج الشهري بـ 648 ألف برميل في يونيو. وتقرر في اجتماع أغسطس زيادة 100 ألف برميل في الشهر التالي، لكن لوحظ في هذا الاجتماع أن مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت إلى أدنى مستوى لها في الثلاثين عاما الماضية وانخفضت طاقتها الانتاجية. في اجتماع سبتمبر، تم لفت الانتباه مدى الاختلاف في أسعار النفط، وخاصة الأسعار الآجلة.
وذُكر في الاجتماع أيضًا أنه إذا استمرت التقلبات، فسيتم التدخل. بعبارة أخرى، كان الاجتماع في سبتمبر بمثابة إشارة إلى أن قرارًا بخفض العرض سيتم اتخاذه في اجتماع هذا الشهر، لكن سيتم تحديد الكمية وفقًا للوضع في السعر.
كيف تغير السعر؟
عقد الاجتماع في 3 أغسطس. اقترب سعر خام برنت من 103 دولارات خلال فترة الاجتماع.
السعر سنويا: 78 دولار
ذروة العام: 135 دولارًا
كان سعر خام برنت قد ارتفع بنسبة 32٪ مقارنة ببداية العام، لكنه انخفض بنسبة 23٪ مقارنة بأعلى مستوياته خلال العام. استمر الانخفاض في أسعار النفط حيث أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لسعر الفائدة عند 75 نقطة أساس في سبتمبر وكان من المتوقع أن يتجلى ضغط النمو العالمي مع ارتفاع الدولار. بحلول اجتماع سبتمبر، انخفض السعر الفوري إلى 93 دولارًا. بمعنى آخر، كانت هناك خسارة بنحو 10٪ خلال شهر.
بحلول اجتماع أكتوبر، فقد السعر ما يقرب من 11 ٪ عند 83 دولارًا. أي أنه بناءً على انخفاض مستوى النفط قبل اجتماع الأمس، كانت الأرباح السنوية 6.5٪. من وجهة النظر هذه، كان من المفهوم أن يتم اتخاذ قرار خفض العرض.
أوبك تثير الغضب
بسبب الوباء، أصبح الوضع العالمي هشًا بحيث يؤثر كل تطور سلبي على كل اقتصاد بشكل أسرع. أكبر مشكلة يواجهها الاقتصاد العالمي هي التضخم، وفي التضخم، تحتل تكاليف الطاقة، وخاصة تكاليف النفط والغذاء والسلع المرتبة الأولى. في حين أن أكثر من 80 دولة ترفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، فإن خطر تراجع النمو أصبح وشيكًا بالفعل.
في هذه المرحلة أصبحت الولايات المتحدة والدول القوية الأخرى غاضبة من أوبك +. جاء رد الفعل الغاضب على الخفض على أساس أن ارتفاع أسعار النفط سيزيد من التضخم ويزيد الضغط السلبي على النمو. هذا أمر مفهوم لأنه حتى لو حققت ربحًا من خلال رفع الأسعار، فلا يمكنك البقاء خارج دائرة التضخم. وقد بلغ التضخم في البلدان المصدرة ذروته في السنوات الأخيرة.
كيف سيكون الأمر؟
بينما يواجه العالم عشرات المشاكل، كان أسوأ تطور هذا العام بلا شك هو الحرب الروسية الأوكرانية. تتسبب حقيقة أن روسيا تتمتع بقوة تصدير عالية في قطاع النفط والغاز الطبيعي والحبوب في مزيد من الضغط على الاقتصادات.
هل سيتراجع الغرب أولا أم روسيا؟ إن الاقتراب من توقيع اتفاق سيوفر بالطبع بعض التفاؤل في ظل عدم اليقين. ومع ذلك، يُنظر إلى هذا الشتاء على أنه سيشهد ضعف شديد في الأسواق نظرًا لحالة الانكماش الاقتصادي. الآمال في الربيع.
قرار خفض الإنتاج دفع خام برنت للارتفاع فوق 94 دولارًا أمريكيًا، ويظل المستوى 91.75 دولارًا أمريكيًا بمثابة دعم مهم.
عندما ننظر إلى توقعات عام 2022 على الرسم البياني:
النطاق 91.75 دولار - 105 دولار يعد منطقة انتعاش حيث يتزايد الشراء تدريجيًا.
فوق 105 دولارات، هي منطقة شراء قوية.
النطاق 91.75 دولارًا - 78 دولارًا هو المنطقة التي تزيد فيها المبيعات.
إذا ظل السعر فوق 91.75 دولارًا هذا الأسبوع وظل الإغلاق الأسبوعي فوق هذا المستوى، فقد يتحرك السعر من النطاق 97-100 دولار تدريجيًا، ولكن من المهم معرفة كيف ستغير بيانات التوظيف الأمريكية توقعات الفائدة. إذا تعززت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في التشديد بأقصى سرعة، فقد تفقد عمليات الشراء الزخم.
عندما ننظر إلى توقعات ما بعد الجائحة:
الأسعار قصيرة ومتوسطة الأجل لفترة 52 أسبوعًا و14 أسبوعًا على وشك الاختراق بالقرب من 97.80 دولارًا. إذا كان الاختراق في الاتجاه الصعودي، أي إذا تم الحفاظ على المتوسط لمدة 52 أسبوعًا، فقد يتم أيضًا إحياء الشراء والاتجاه نحو 100 دولار.
توقعاتي على المدى القريب هي أن تظل التحركات تحت 91.75 دولارًا محدودة وأن تستقر التداولات بالقرب من 97-100 دولار.
