لتعظيم أرباحك وتجنب خسائر قياسية.. أين يجب أن تستثمر أموالك؟

ما هو أفضل خيارا للاستثمار؟

استثمار الأموال في الوقت الحالي أصبح أكثر سهولة مما مضى، فالجميع الآن يريد أن يربح من استثمارات بأكبر عائد ممكن، ولعل الجميع يسمع عن حكايات مليونيرات أو مليرديرات بدأوا من الصفر.

لكن في نفس الوقت الجميع يعلم أن تحديدا أين نبدأ بالاستثمار يعتبر تحدياً كبيراً. هناك العديد من الخيارات، وعندما تنظر إلى هذا العدد من طرق الاستثمار قد تصيبك الحيرة، قبل أن تقرر ما الذي يناسبك بشكل أفضل.

الجميع يعلم كذلك أن ترك رأس المال في وضع الخمول في حسابك المصرفي لن يساعدك على التوفير والتطور على المدى القصير والطويل. هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية التفكير في الاستثمار في أقرب وقت ممكن، خاصة أن التضخم وارتفاع الأسعار يأكل أموالك من حيث لا تدري.

تعريف الاستثمار؟

الاستثمار هو وضع أموالك في أحد الأصول بهدف تحقيق الدخل الإضافي من هذه الأصول، عن طريق ارتفاع قيمتها في المستقبل.

فوائد البنوك

بكل بساطة، يكون لكل استثمار معدل عائد، أو معدل زيادة قيمة الاستثمار بمرور الوقت. لن نتحدث هنا عن الحلال والحرام فهدا موضوعا آخر.

على سبيل المثال، قد يدفع حساب التوفير فائدة 2٪ في السنة. هذا يعني أنك إذا وضعت مبلغ 10,000 دولار في هذا الحساب، فستحصل في عام واحد على عائد قدره 200 دولار فقط، وبذلك يصل إجمالي استثماراتك إلى 10200 دولار.

إذا بقيت الأموال على حالها، فستكسب 2٪ أخرى في العام التالي. ومع ذلك، نظراً لأن رصيدك المبدئي للسنة الثانية هو 10200 دولار، فسيتم تقدير فائدة 2٪ عند 204 دولارات. وبذلك يرتفع رصيد حسابك الإجمالي إلى 10,404 دولارات.

كل عام سوف تستمر في كسب الفائدة على رصيد حسابك المتنامي.

عوائد سندات الخزينة

السندات عبارة عن شهادات فائدة تصدرها المؤسسات الحكومية كالبنوك المركزية دون وجود مخاطر. تمتلك الحكومات آليات طباعة النقود ويمكنها طباعة المبالغ التي تحتاجها لتسديد رأس المال مما يجعل هذه الاستثمارات آمنة بشكل نسبي ويجعلها طريقة رائعة لتنويع الاستثمارات.

تعطي سندات الخزانة الأمريكية مثلا عائد يتجاوز 4٪، بمعنى إذا وضعت مبلغ 10,000 دولار في هذا الحساب، فستحصل في عام واحد على عائد قدره 400 دولار، وبذلك يصل إجمالي استثماراتك إلى 10400 دولار.

عوائد الأسهم

من ناحية أخرى، قد ينمو سوق الأسهم بنسبة 8٪ في السنة. هذا يعني أنك إذا استثمرت 10000 دولار في سوق الأوراق المالية، فسيبلغ استثمارك في عام واحد 10800 دولار.

إذا تركت أموالك في الاستثمار لعام آخر، فستكسب 8٪ أخرى. نظراً لأن استثمارك يبلغ 10,800 دولار، فإن 8٪ هو 864 دولارا وبذلك يصل المجموع الكلي إلى 11,664 دولارا. بعد 10 سنوات، سيكون لديك 21,589.25 دولارا، حتى لو لم تقم مطلقاً بزيادة استثماراتك بأموال إضافية.

الاسثمار في المعادن الثمينة

حينما نتحدث عن المعادن الثمينة فإن الذهب يأتي على رأس هذه المعادن، وهو يعتبر الملاذ الآمن، خاصة في فترات الأزمات لكنه يتأثر كثير بسياسات الفيدرالي، لذلك فهو يحقق أرباحا جيدة أن ساعدته الساسة المالية والنقدية الأمريكية، وقد يحقق ربح أكثر من 10٪ في السنة.

من هنا يتبين أن هناك فرقا واضحا في الأرباح بين من استثمر أمواله في الأسهم ومن استثمرها لدى بنك بفائدة سنوية.

الاستثمار في العملات الرقمية

خلال السنة الماضية 2021 ارتفعت أغلب العملات الرقمية بنسبة 100٪ وزيادة، وباستثمار 10000 دولار فإن قد حصلت على 20000 دولار.

لهذا السبب عليك أن تختار أين تستثمر أموالك، والسؤال الصعب هو أين يجب على أن أستثمر أموالي؟

الجواب هو أن كل ما كانت المخاطر أكبر كان المكاسب أكبر، وعند الأزمات تصنع الثروات.

أين نستثمر إذن هل في فوائد البنوك أم الفوركس أم الأسهم أم العملات الرقمية أم المعادن الثمينة؟

حقيقة لا توجد إجابة صارمة أو مطلقة على السؤال السابق ألا وهو ما هو أفضل استثمارا؟، لأن الأمر يتعلق بمجموعة من الأمور قد تناسب البعض ولا تناسب البعض الآخر، منها مثلا هل أنت محتاج لأموالك وممكن أن تسحبها في أي لحظة؟ هل تستطيع تركها هناك لسنتين أو ثلاث، هل تريد أن تغامر بها كاملة أم بجزء من أموالك فقط.

مثلا من يريد ربحا مضمونا وقليل سيتج للفوائد السنوية إلى قدمها البنوك، من يريد مخاطر قليلة مع أرباح أكثر مما قد تعطيها البنوك قد يتجه لسندات الخزانة أو الأسهم، من كان يريد المغامرة ورفع المخاطرة سيتجه للعملات الرقمية لكونها سوقا عالي المخاطر عالي التذبذبات ومن يحقق لك أزيد من 1000٪ ربح صاف في نفس الوقت قد تضطر للبيع بخسارة كل المبلغ الذي معك خاصة إن لم تكن على دراية جيدة بخصوصيات تداول العملات الرقمية وخاصية الرافعة المالية وللفيوتشر ولللونغ والشورت وسعر الصفية.

الاستثمار في الفوركس

ما قيل عن العملات الرقمية يقال عن الفوركس بحدة أقل.

بعدما أخذنا فكرة عن الاستثمار وأرباح بعض الأسواق الآن يجب أن تركز معي جيدا لأن هذا هو صلب الموضوع.

كي تكون مستثمرا ناجحا عليك أن تفهم جيدا كيف تعمل الأسواق، وما هي العوامل المؤثرة فيه، لهدا عليك أن تستثمر في نفسك أولا وتتعلم أساليب الاستثمار والتداول.

يجب أن تتابع السياسة المالية للدولة التي أنت بصدد الاستثمار في عملتها أو أسهمها، ولا بد متابعة وفهم السياسة المالية والنقدية للولايات المتحدة.

مثلا نحن حاليا في سنة 2022 وصرح الفيدرالي الأمريكي أنه سيرفع الفائدة عدة مرات للسيطرة على التضخم، وقد تم رفع الفائدة عدة مرات، فمدا يحصل في هاته الحالة، تسحب الأموال من الأسهم وتذهب للدولار ومؤشر الدولار ويرتفع معها عوائد السندات الأمريكية، وعلى العكس من ذلك ستتراجع الأسهم والعملات الرقمية والمعادن الثمينة، لهدا لا معنى لأي استثمار عكس ذلك، وإلا فإنك تبحر عكس التيار وستتكبد خسارات متلاحقة.

خلال سنة 2023 غالبا سنشهد عكس ذلك وسيعمل الفيدرالي على إبقاء سعر الفائدة كما هو، خاصة في الربع الأول وربما الثاني، ثم سيبدأ بتخفيض سعر الفائدة بشكل تدريجي وستسحب السيولة أنذاك بشكل تدريجي أيضا من الدولار وسندات الخزانة وتضخ في أسواق أخرى لذا كن متابعا وفطنا لهذه الأمور، مع الأخذ بعين الاعتبار البيانات الاقتصادية التي ستصدر خلال الأشهر المقبلة والتي من خلالها يتم اتخاذ قرارات مالية ونقدية من طرف الفيدرالي الأمريكي.

بين سياسة رفع الفائدة وتخفيضها هناك مرحلة مهمة لتحويل الأموال من سوق لآخر في أفضل توقيت ممكنا، لتحقيق أفضل عائد، وهذه المرحلة لا يعرفها إلا من كان متابعا للأسواق وله تجربة لهذا قلت في البداية استثمر في نفسك.

خلاصة التدوينة:

من المعلوم أن الاستثمار يحتمل الربح والخسارة، ماعدا حينما تترك أموالك عند بنك معين فأنت تأخذ ربحا بسيطا ومضمونا، ومعلوما أن كل ما كانت المخاطر أكبر كانت الأرباح أكبر والخسارة كذلك، ولا تنسى أن أفضل استثمارا هو الاستثمار في نفسك أولا.

بالتوفيق للجميع