- استمرار سياسة الفيدرالي المتشددة تعني هبوطًا محدودًا لمؤشر الدولار
- مؤشر الدولار قد يجد دعمًا من عودته كملاذ آمن
- مؤشر الدولار داخل مستوى كبير طويل المدى
ظل الدولار الأمريكي تحت ضغط في آخر جلسات التداول من عام 2022، وأنهى العام على وتيرة منخفضة بعد الأداء المذهل الذي أوصله لأعلى مستوياته في سبتمبر. وبينما ننتظر العام الجديد أرى بأن الدولار الأمريكي سيسجل عودة قوية للارتفاع مع اختباره مستوى دعم هام. كما أن الدولار الأمريكي ما زال في بيئة اقتصاد كلي محابية لارتفاعه.
قبل مناقشة تداعيات الاقتصاد الكلي، إليك نظرة على مؤشر الدولار على مدى الطويل من خلال الإطار الفني الأسبوع.
بينما لا توجد علامات على عودة الدولار أثناء كتابة التقرير إلا أن مؤشر الدولار الأمريكي ما زال داخل منطقة دعم طويلة المدى في المنطقة المظللة على الرسم البياني بين 101.95 و103.80. وعند الطرف الأعلى من النطاق تقع مناطق ارتفاع السوق منذ 2017 و2020، بينما الطرف الأدنى هي منطقة فيبوناتشي 50% مقابل حركة الدولار الصاعدة خلال العامين الماضيين. ولهذا فهناك احتمالية لتعافي كبير لمؤشر الدولار الأمريكي.
ولكن يجب أن نرى انعكاسًا أولًا للاتجاه. فمع تشكيل شمعة المطرقة داخل منطقة الدعم طويلة المدى، أو بعض التشكيلات التي تؤكد الصعود، ربما على سبيل المثال نرى اختراقًا للارتفاع قصير المدى حول 105.23.
ومع هبوط الدولار بنهاية سبتمبر، هناك الكثير من الدلائل على وصول التضخم لذروته، مما قاد السوق لتوقع تراجع وتيرة تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية قريبًا، واقتراب تخفيض الفائدة، بعد أن رفع الفيدرالي الفائدة بأقل مما اعتاد السوق في اجتماع ديسمبر ليرفعها بـ 50 نقطة بدلًا من 75 نقطة.
ولكن الفيدرالي أشار إلى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول. وفي اجتماع ديسمبر أشارت لجنة السوق المفتوح التابعة للفيدرالي إلى أن أسعار الفائدة ربما ستظل في نطاق 5.00%-5.25% طول عام 2023. وحاول رئيس الفيدرالي، جيروم باول، أن يهدئ توقعات السوق، لحين انخفاض التضخم صوب الهدف المحدد. وقادت تصريحات باول السوق للعودة إلى التصفية، ويعني هذا أن مؤشر الدولار الأمريكي قد يرتفع هو الآخر ويعود لمركز الملاذ الآمن.
وعلى جانب آخر هناك دعم للدولار يستمده من ضعف العملات الأجنبية. ومن بينها الجنيه الاسترليني. وأرى بأن الاسترليني سيهبط وسيظل عند 1.20 دولار. وسيظل الاسترليني تحت ضغط أمام العملات الرئيسية، مع تراجع النشاط الاقتصادي. وصوت اثنان من أعضاء لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا ضد رفع الفائدة 50 نقطة أساس في الاجتماع الماضي. وهذا الانقسام يعني ارتفاعًا أكبر في معدلات التضخم البريطانية التي ستضر الإنفاق الاستهلاكي ونشاط الأعمال في النصف الأول من العام.
لذا عليك أن تتابع انعكاس مسار الدولار ببداية العام. وعلى المتداول المحافظ انتظار تشكل قاع قبل اعتبار الدخول في أي مراكز شراء على الدولار. وأفضل بيع زوج الاسترليني دولار، أو عملات السلع.
عام سعيد.
إفصاح: كاتب التقرير لا يتداول على أي من الأوراق المالية المذكورة.