آخر التطورات
في ظل ارتفاع الذهب لمستويات لم يصل إليها منذ صيف السنة الماضية، وفي ظل ارتفاع أسواق العملات الرقمية بعد هبوط دام لأكثر من سنة، يرتفع هنا وبشكل ملحوظ مؤشر الطمع والخوف وينخفض مؤشر التقلب إلى مستويات قياسية، قد تبدو للوهلة الأولى الأرقام مبعثرة إلا أن ما يبدو للمحلل أمر مختلف تماماً فنحن أمام استقراء لأكثر حالات السوق شذوذاً وأكثرها خطراً وإن لم أبالغ أكثرها دمويةً لكوننا سنشهد الكثير من حالات الخسارة المتتالية.
تدقيق فني
الذهب
يتداول الذهب في الوقت الحالي لكتابة المقال عند 1923 وهو بمستويات فرط تشبع، وشرط اكتمال الصعود هو إعادة اختبار 1865 مع الإغلاق أعلاها.
1057391|البيتكوين}} يتداول البيتكوين في الوقت الحالي لكتابة المقال عند مستويات 22500 مع زخم قوي ودافع للأعلى، إلا أن شرط الصعود كما ذكر في المقالات السابقة لي، هو إكمال دورته الزمنية الهابطة علماً أن الاكتمال لن يكون إلا بملامسة 13000 وبحال صعد من هذه المستويات فإن الحد الأقصى هو 25000,30000 بحال أغلق أعلى 23000 لثلاثة أيام متتالية.
مؤشر الطمع ومؤشر التقلب
في قاعدة قد مرت علي أثناء مسيرتي الأكاديمية في مجال التحليل تبلغ نسبة شذوذ هذه القاعدة 95%، أي هناك احتمال فقط 5 % أن تحدث على مدار العالم، مع العلم أني لم أقابل تطبيق هذه القاعدة على مدار مسيرتي في الاستثمار سوى مرة واحدة فقط.
القاعدة بشكل بسيط:
"عندما تكون جميع الأسواق وباختلافها توحي لك أن هناك المزيد من الربح فاعلم أن هناك كارثة مرتقبة"
القاعدة بشكلها الفني:
عندما ترتفع أسواق مضادة لبعضها بوتيرة صاعدة مثل ارتفاع الذهب، وارتفاع البيتكوين وارتفاع عائدات السندات فانظر إلى مؤشر الطمع والتقلب فبحال انعكاسهما، فإن هناك انهيارا متوقعا عند نسب التشبع.
نلاحظ ارتفاع مؤشر الطمع في الوقت الحالي ليصل إلى 59، وهي نسبة مربكة لكل الأصول المتداولة.
ونلاحظ انخفاض مؤشر التقلب لنسبة تصل إلى 20، علماً بأن انخفاض مؤشر التقلب هو دليل على أن الأسواق لن تحترم التحليل الفني في هذه الفترة وهذا ما ينعكس إحصائيا على أن الأسواق تترقب حركة غير متوقعة.
المرابطة عزيزي المتداول تكمن بأن التحليل في هذه الأسواق لا يتطلب ربما أن تنظر إلى السعر مباشرة، فما لا تراه أقوى بكثير مما تراه في الأسواق وهي قاعدة لطالما عمل عليها كبار صناع السوق مثل مارك دوجلاس مؤلف كتاب فن التداول في المنطقة والخلاصة إذاً أن هناك حركة غير متوقعة في السوق، نظراً لأن الارتفاع الحاصل هو ارتفاع ناتج عن طمع لا ارتفاع قيمة حقيقية وتذكر دائماً وأبداً أن الشراء إن لم يكن قائما على قيمة فصفقتك خاسرة عزيزي المستثمر.
أسواق السندات
بمرابطة سريعة عزيزي المستثمر، ودون أن أطيل عليك هذا الأسبوع ينتظر أخبار عوائد السندات وهناك قول مأثور لأعظم الاقتصاديين الذين شهدتهم أميركا يقول لو كنت أتمنى أن أكون شيئاً مرعباً لفضلت أن أكون سوق سندات لما فيه من رهبة ترهب الجميع (جيمس كارفيل).
القاعدة عند ارتفاع عوائد أكثر الأسواق أماناً (السندات) فإن الأسواق عالية المخاطر (العملات، الذهب، الأسهم) ليست بالأمان أبداً.
الحل إذاً:
سأرفق لك مجموعة من الحلول عليك التقيد بها في ظل هذا التقلب المتوقع:
1. وزع استثماراتك من حيث الأصل.
2. وزع الدخول ولا تدخل دفعة واحدة.
3. لا تعتمد على التحليل الفني فقط.
4. لا تشتر أثناء ارتفاع الطمع وإنما اشتري أثناء ارتفاع الخوف.
يتبع بتفصيل أكثر دقة...
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر كان مقالاً مليئاً بالمعلومات ليس هدفه الترهيب من المجال وإنما هدفه زيادة الوعي بالمجال وخصوصاً خلال الفترة القادمة حيث إننا مقبلون على فترة لا نحسد عليها لن يستغلها بالشكل الصحيح إلا من يعي السوق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
تنويه: أطرح في التعليقات أفكار المقالات القادمة.
المحلل: عمر الصياح
Twitter: @SyyahOmar