استهل الدولار الأمريكي تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع قوي مع تنامي مخاوف تسارع معدلات التضخم من جديد بعد قرارات منظمة أوبك بخفض معدلات الإنتاج بقيادة المملكة العربية السعودية، وفي حال خفض الإنتاج فمن المتوقع استمرار ارتفاع أسعار النفط وبالتالي تسارع معدلات التضخم من جديد واضطرار الفيدرالي الأمريكي للاستمرار في رفع الفائدة.
حيث أدى قرار منظمة أوبك بخفض معدلات الانتاج بمقدار مليون و 150 ألف برميل يوميًا إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 6% اليوم الاثنين، حيث تم الإعلان عن الخفض حتى قبل اجتماع افتراضي لأعضاء منظمة أوبك بلس، والذي كان من المتوقع أن تلتزم بالتخفيضات البالغة مليوني برميل يوميًا المعمول بها بالفعل حتى نهاية عام 2023، ولكن تم اتخاذ قرار بخفض إضافي بداية من مايو المقبل وحتى نهاية 2023.
ويأتي هذا القرار لدعم الأسعار التي تراجعت لأدنى مستوى لها في 15 شهر قرابة المستوى 70 دولار للبرميل بعد أزمة القطاع المصرفي التي دعمت مخاوف الأسواق بشأن ركود عالمي وضعف معدلات الطلب على النفط بسبب تباطؤ النمو.
من ناحية أخرى، ارتفعت العائدات على السندات الأمريكية الآجلة لعامين بمقدار 2.7 نقطة أساس إلى 4.08% كما ارتفع العائد على السندات الآجلة لعشرة أعوام بمقدار 2.1 نقطة أساس إلى 3.51%.
وكان ارتفاع العائد مدعومًا بتوقعات الأسواق برفع الفيدرالي لمعدلات الفائدة خلال اجتماع شهر مايو بمقدار 25 نقطة أساس، فقد ارتفعت احتمالات رفع الفائدة من 48% يوم الجمعة إلى 61% اليوم.
من ناحية أخرى، قد تعلن الإدارة الأمريكية عن الإفراج عن جزء من الاحتياطي الاستراتيجي الذي يبلغ حوالي 370 مليون برميل وذلك بعد الإفراج عن 180 مليون برميل، ويُذكر أن البيت الأبيض ردا على قرار أوبك بلس العام الماضي بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً، إلى أنه قد يدعم التشريعات التي من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة باتخاذ الخطوة الدراماتيكية لمقاضاة دول "أوبك" . لكن في نهاية المطاف ، تراجعت الإدارة عن دعم مشروع القانون - "قانون حظر إنتاج وتصدير النفط" أو "نوبك" - وسط تحذيرات من الآثار المترتبة لذلك على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
من الناحية الفنية، يجري تداول أسعار خام تكساس قرابة نطاق المقاومة 81.00 /82.65 دولار للبرميل ومن المتوقع أن تشهد الأسعار حركة تصحيحية هابطة في حال فشلت الأسعار في تجاوز هذا المستوى، ومن المتوقع أن توفر مستويات 72 /71 دولار للبرميل دعمًا في حال التصحيح الهابط.
ومن المتوقع أن تواصل الأسعار ارتفاعها إلى المستوى 90 دولار للبرميل في حال اختراق نطاق المقاومة الموضح على الرسم البياني.
