دعونا نبدأ من حيث انتهينا في المقال السابق
حين صدر المقال السابق كانت الأسعار تتداول عند مستوى 1985 ... وكانت خارطة الطريق واضحة سواء للمشتري أو البائع ... وكانت المستويات السعرية فعلا فاصلة ومهمّة منذ ذلك الحين ولغاية الآن.
ماذا بعد بيانات التضخم بالأمس؟
· صدرت البيانات بالأمس لتظهر تراجع التضخم السنوي في أمريكا إلى 4.9% وذلك انخفاضا من 5.0%.
· هذا التراجع وعند الدخول في التفاصيل يظهر أن أسعار الطاقة كانت المحرّك الأوضح لهذا التراجع ... مع مساهمة من أسعار السيارات والشاحنات المستعلمة بدرجة أقل في انخفاض التضخم.
· أمّا بقيّة التفاصيل فمن الواضح أنها شهدت ارتفاعا واضحا .. أي أن التضخم فعليا يرتفع على المستهلك الأمريكي في حياته اليومية .. باستثناء الطاقة التي انخفضت .. وباستثناء أسعار السيارات المستعملة والتي لا يشتريها بكل تأكيد المستهلك بشكل متكرر.
· بالإضافة إلى تغيير طريقة احتساب التضخم التي أصبحت تقارن أسعار سنة واحدة فقط عوضا عن الطريقة السابقة التي كانت تقارن سنتين.
· نحن هنا لا نتحدّث عن نظرية مؤامرة أو تلاعب في القراءة إطلاقا .. إنما صناع القرار الاقتصادي بكل تأكيد يعلمون هذه التفاصيل .. ولن يعتبروها إنجازا أو انتصارا يسمح لهم بخفض أسعار الفائدة على الأقل في المستقبل القريب.
أزمة سقف الدين الأمريكي:
- لايزال كلا الحزبين يرمي الكرة لملعب الحزب الآخر .. ويتّهمه بأنه يعرقل رفع سقف الدين.
- لكن من الواضح في الصورة أعلاه أن هذه المرة الأسواق تشعر بالقلق والتوتّر أكثر من المرات السابقة، ولهذا ارتفعت تكلفة التأمين ضد التخلف عن السداد في أمريكا.
- في أول تصريح رسمي صدر اليوم من جانيت يلين أشارت فيه إلى إمكانية الاعتماد على التعديل الدستوري رقم 14 يبدو أنه ساهم بتخفيف حدّة القلق التي كانت حاضرة بالأسواق .. وذلك أن هناك على الأقل مخرج قانوني لعدم التخلّف عن السداد.
- لكنها أشارت أيضا أنها لا تعتبره استراتيجية على المدى القصير .. وقالت أنه قد يؤدّي إلى "انكماش كبير جدا".
ماذا عن بيانات التضخم اليوم؟
· بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي صدرت بالأمس تعتبر هي الأكثر أهمية بشكل عام للأسواق.
· لكن البيانات التقديرية تظهر توقعات بارتفاعات كبيرة عن القراءة السابقة بشكل واضح .. هذا الارتفاع الكبير إن حصل قد يحدث تأثيرا فعليا في الأسواق مماثل لتأثير الأمس وربما أكبر منه.
· لأن هذا يعني تضاربا في البيانات ما بين الأمس واليوم .. ويعني أيضا أن ارتفاع أسعار المنتجين قد ينعكس ارتفاعا على الأسعار بشكل عام .. مما يعني ارتفاعا على أسعار المستهلكين لاحقا.
· الارتفاع في القراءات يعني أن الفيدرالي لن يبدأ بتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل القريب أيضا .. مما يعني إيجابية للدولار وسلبية على الذهب [والعكس صحيح إن صدرت البيانات بانخفاض مفاجئ].
الذهب فنيا:
- يمكن ملاحظة أن الأسعار اختبرت في أكثر من مناسبة المستوى السعري الواقع ما بين 2048 إلى 2053 وحافظت على استقرارها أدناه لغاية الآن بشكل واضح.
- أيضا على الإطار الشهري يمكن ملاحظة أن الأسعار قامت بثلاث اختبارات لنفس القمّة السعرية أدنى أو أعلى بقليل من مستوى 2075 ... حيث أن هذه القمم الثلاث كانت على الترتيب: ذروة كورونا – بداية الأزمة الروسية الأوكرانية – أما الثالثة فلا يوجد سبب رئيسي يمكن الاعتماد عليه [يمكن القول أنها مزيج من أزمة سقف الدين، تلميح الفيدرالي لوقف رفع أسعار الفائدة، والأرجح أنها لعبة من ألعاب صناع السوق الذين استغلوا ضعف السيولة مع الافتتاح واستهدفوا أكبر قدر ممكن من أوامر وقف الخسارة وتفعيل أوامر الشراء المعلقة .. وإذا كنت لا تؤمن بألعاب صناع السوق أدعوك لقراءة مقال " تلاعب صناع السوق بالأسعار .. خرافة أم حقيقة؟"
- أما على الإطار الزمني لأربع ساعات .. يبدو واضحا أيضا من الرسم البياني أن الأسعار اختبرت المحور السلبي في أكثر من مرة، ووحدها محاولة الاختبار بالأمس نجحت في اختراق هذا المحور لكن بذيل الشمعة فقط.
- وحتى بالعودة لبداية تداولات هذا الشهرنلاحظ أن الأسعار تحترم هذا المحور السلبي بشكل كبير [والذي يمثل تقريبا مستوى 2038] حيث أنها عندما استقرت أعلاه كانت تختبره وترتد منه صعودا.
- إلى أن كسرته بشمعة كبيرة يوم الجمعة الماضي بعد صدور بيانات سوق العمل .. وهي إشارة فنية أيضا أن هذا المستوى يعمل بشكل صحيح.
- النقطة المحورية لتداولات اليوم عند مستوى 2030.
- مستويات الدعم الرئيسية 2019 | 2006 | 1993
- مستويات المقاومة الرئيسية 2044 | 2057 | 2073
- مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى المقاومة الفرعي والذي يمثّل مستوى المحور السلبي 2038.
خلاصة القول
1- الذهب لغاية الآن يحاول التماسك والحفاظ على مكاسبه السعرية بطريقة يمكن وصفها بالرقصة الأخيرة ... وعليه تقرير المصير في المستقبل القريب.
2- الفضة الذي تفاعل بالأمس بشكل سلبي أوضح وأوسع من الذهب .. لازال يستقر بشكل سلبي لغاية الآن أدنى من مستوى 25.0 لغاية لحظة كتابة هذا المقال .. وهذا ما يعطي إشارة إضافية ربما إلى أن السلبية قد تظهر بشكل أوضح على أسعار الذهب لاحقا.
3- لتأكيد السلبية يجب أن تكسر الأسعار مستوى 2013 .. ومن ثم فإن هدف الأسعار التالي في المستقبل القريب هو مستوى 1973.
4- حاليا نحن في مجال عرضي أقرب للسلبية .. لاستمرار السلبية يجب على الأسعار الحفاظ على استقرارها أدنى من المجال السعري 2038 – 2044 وهو ما تقوم به الأسعار حاليا بشكل مثالي لغاية الآن.
5- السيناريو البديل هو اختراق مستوى 2044 .. وهذا يقود الأسعار لاختبار مستويات المقاومة الرئيسية المذكورة أعلاه.
6- حتى نكون دائما واضحين كما تعودنا سويّة في المقالات أو التغريدات .. الذهب للبيع من المستوى الحالي [لحظة كتابة المقال] 2038 .. وقف الخسارة 2043
7- إذا تم استهداف وقف الخسارة نعود للبيع مجددا بعودة الأسعار لكسر مستوى 2038 وبنفس مستوى وقف الخسارة 2043
8- هذا السوق متقلب ويحتمل الخطأ والصواب .. يحتمل الربح والخسارة .. بالأمس كنّا موفقين ببيع الذهب وذلك بمجرّد عودة الأسعار لكسر مستوى 2038 وتم الخروج من الصفقة عند مستوى 2024 ... ونسأل الله تعالى أن نكون موفقين اليوم أيضا وكل يوم.
9- إذا كنت ترى أن الذهب مناسب للشراء فكل الآراء موضع احترام عزيزي ... لكن شخصيا أنصحك بالخروج من صفقات الشراء ووقف الخسارة عند مستوى 2019 أو بحد أقصى مستوى 2013 ... على أن تعود للشراء لاحقا بعودة الأسعار لاختراق مستوى 2038.
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على تويتر
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.