الذهب يصارع للبقاء

 " إن تقلب أصل مالي بشدة هو أمر طبيعي بحال كان هذا الأصل المالي لا يدل على أي شيء سياسي أو اقتصادي فهذا هو حال الأسواق ، لكن إن تقلب هذا الأصل بقوة وكان هذا الأصل انعكاس لواقع سياسي أو اقتصادي حينها ليست على ما يرام أبداً "

 مقتبس من كتاب Security analysis لمؤلفه بنجامين جراهام

 مورجان هوسل في كتابه psychology of money  ، في فصله الرابع عشر ، يقول إن للاقتصاد المالي مكونات و أحد هذه المكونات هي الفقاعات الاقتصادية التي تنهار فجأة ودون أي سابق إنذار ( Bubble ) ، لكن ما يجعل فئة قليلة جداً تنجوا من الخسارة من هذه الفقاعة هو أصابع السخرية التي يوجهها الجميع لمن كان يشارك بدلاً من أن يدرسوا ما الذي أدى إلى هذا الهبوط المفاجئ ، وهذا ما يذكرني بما حصل مع الذهب في الآونة الأخيرة فكلنا ودون استثناء كنا نتوقع صعود الذهب ، ولهذا كنت دوما أرفق في أي مقال لي شرط صعود وأن السوق معرض لبيئة قد تعكس الظروف في أي لحظة 

آخر التطورات الفنية

بعد أن هبط الذهب بقوة كبيرة ( ارتفاع الزخم أثناء الهبوط هو ما يجعلنا نقول أن الهبوط قوي)   من 2050 إلى 1945 حتى الوقت الراهن لكتابة المقال ، يجعلنا أمام السيناريو الثاني و الذي ذكر في مقالي السابق بعنوان الذهب ولعنة اليقين ، حيث كانت تدور فكرة المقال على أن للصعود شرط وإن لم يتحقق فهذا يجعلنا أمام سيناريو آخر

آخر التطورات على الصعيد الأساسي

على مدار أشهر كانت هناك أزمة سقف الدين الأميركي ،  وحل هذه الأزمة ما بين الرئيس الأميركي جو بايدن و ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي إلى اتفاق من حيث المبدأ حول سقف الدين ، عزز من قوة الدولار الأميركي مما جعل الذهب يتراجع حتى هذه اللحظة إلا أنه ومن حيث التحليل الأساسي وعلى رأي الرئيس الديمقراطي أن رفع سقف الديون على الرغم من أنه منع كارثة من أن تحصل إلى أنه مجرد تسوية ولن يحصل أحد على ما يريد وهذا ما يجعلني بناء على التاريخ المعروف للكونجرس الأميركي أن  نقول أن ما حصل هو مجرد هدنة لا أكثر.

 سقف الدين الحكومي الأميركي وتاريخه وأهم القواعد

 ·  عام 1917 وبعد تأسيس الفيدرالي ( كمنشئة مالية خاصة مستقلة عن الحكومة) ، تم إقرار من الكونجرس الأميركي حجم الأموال التي يمكن للحكومة استدانتها من الفيدرالي ويجري ذلك لمجرد سد العجز التي تمر به الولايات

·  عندما يصف الدين الحكومي إلى السقف لا بد من قرار من الكونجرس حتى يرتفع سقف الديون

·  منذ عام 1960 تم رفع سقف الدين 79 مرة وهذا ما يجعلنا على يقين أن الأزمة التي تحصل حول سقف الدين في كل مرة نهاياتها التسوية ، إلا أنها تقود لارتفاع الأسعار

أثر الأخبار على المدى القريب

 إن الذهب في هذا الأسبوع ينتظر الكثير من الخطابات الصادرة من الفيدرالي ، والتي قد تهمش جميع الأخبار الأخرى باستثناء الأخبار التي تعكس الواقع الحكومي بشفافية وعليه نقول:

 1. الذهب بانتظار الخطابات التي قد تعزز من الدولار

2. الذهب بانتظار مؤشر ثقة المستهلك والذي انخفض كما هو متوقع تعني ضعف الدولار

3. الذهب بانتظار أخبار البطالة والتي لها علاقة طردية مع الذهب

 السعر فنياً في الوقت الحالي

وفقاً لآخر التطورات

وفقاً لآخر التطورات، فإن الذهب على الرغم من أن التحليل الفني يشر إلى تماسكه وصعوه نحو مستويات قياسية ، إلا أن هذا الصعود لن يتحقق إلا بتحقق الإغلاق السعري والذي يعد شرطنا الأساسي في التحليل وعليه نقول

 على المدى المتوسط

( الإغلاق يومي)

السيناريو الأول

بحال استطاع الذهب الإغلاق مساء يوم الثلاثاء أعلى 1950 ، حينها نتوقع بداية تشكل موجة إليوت الخامسة الصاعدة و الأخيرة باستهداف 2000 كأقصى حد

السيناريو الثاني

بحال لم يتماسك الذهب أعلى 1950 ، وأغلق أسفل 1940 حينها نتوقع أن يزور 1900 ، وإن اخترقها قد نرى 1800 قريبة جداً. 

مرابطة مع الدولار

إن الدولار الأميركي ضمن منطقة تحيز سعري ، فهذا يجعنا على يقين شرطي وهو أنه بحال أغلق أسفل 103.5 فهذا هبوط قوي للدولار نحو 99 مكملاً بذلك التصحيح السعري منذ آخر صعود قوي له

خلاصة القول ورأي المحلل الفني

في الختام عزيزي المستثمر التعامل مع الأسواق يتطلب منك أن تكون واعي جدا لكامل المتغيرات التي توجد في الأسواق و ترقبونا بلايف مباشر على  التويتر في تمام الساعة الرابعة بتوقيت السعودية

المحلل: عمر الصياح

للمزيد....

 Twitter: @SyyahOmar