" غرور الولايات دفعها إلى أن تجعلنا نؤمن كعرب بأن الدولار له قيمة تدوم دائماً ، وهذا بحد ذاته الذهاب لجحيم وهذا ما أخبرنا به ونستون تشرشل إلا أننا لم نعره الكثير من الاهتمام"
معمر لقذافي في القمة العربية الأخيرة له
فئة كبيرة من المحللين و الاقتصاديين يعلمون أن لا قيمة للدولار وخصوصاً عندما صرح الرئيس الأسبق للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون للعالم أنه قد طبع الكثير من الدولار دون تغطية (_ صدمة نيكسون عام 1974) ، وما يجعل ركائز الدولار قوية في الوقت الحالي ما هو إلا حرب أقل ما يقال عنها أنها في منتهى الذكاء، مثل اتفاق البترودولار أو الدعم اللفظي للمؤسسات النقدية ( الفيدرالي) من حين لآخر والتي تجعل الذهب يسعر بقيمة أقل كثير من قيمته الحقيقة.
أقرأ القصة كاملة في مقالنا السابق بعنوان العملات الرقمية وجحيم الاقتصاد الحديث
آخر الأخبار
حقيقة أن الأسواق عموماً على بعد أسبوع من تحديد سعر الفائدة يجعل من هذا الأسبوع حيادي رغم زخم الأخبار الذي فيه ، حيث ينتظر السوق في هذا الأسبوع مؤشر مديري المشتريات و الذي يعكس التضخم ، إضافة إلى مستويات و تداعيات البطالة من يوم الخميس و عليه نقول
أثر الأخبار على المدى القريب والمتوسط
إن العلاقة بين الذهب و التضخم تكون طردية بحال لم يكن هناك تحديد لسعر الفائدة ولكن بحال هناك تحديد لسعر الفائدة حينها ستكون العلاقة عكسية وعليه بحال ارتفع مؤشر مديري المشتريات تعني أن التحليل الأساسي يخبرنا بأن سعر الذهب سوف ينخفض وذلك لأن الفيدرالي سيكون ميال لرفع سعر الفائدة
إضافة إلى أن ارتفاع مستويات البطالة ستجعل الفيدرالي بحيرة حول سعر الفائدة وهذا ما يجعل سعر الذهب ضمن حيرة
لذلك من حيث التحليل الأساسي ونظراً لتضارب الأخبار لا يمكن البت بقرار في هذا الأسبوع وسيترك الأمر للأسبوع الذي ينتظر فيه الذهب سعر الفائدة.
آخر التطورات الفنية
يتداول السعر في الوقت الحالي لكتابة المقال عند 1940 بضغط سلبي عليه نتيجة لرفع سقف الدين الأميركي ، إضافة إلى استقرار الدولار أعلى 104 ولكن نظراً لكثرة العوامل الفنية التي تخبرنا بأن السعر قد يشكل موجة صاعدة يجعلنا علمياً أمام حالة تحيز سعري ضمن المناطق التالية وهي 1927 ، 1950 ، 1985
ما الذي يخبرنا به التحليل
نظراً لأن السعر ضمن موجة إليوت الرابعة ، وضمن الشق العلوي لنموذج استمراري، فإنه في بادئ ذي البدء عليه أن يختبر 1927 ، كأول خطوة قبل أن نجزم بأي اتجاه ، وعلى الرغم من كون الشارت يدعم الصعود من خلال ( نموذج الراية الصاعد ، أمواج إليوت ) إلا أن نظرتنا للسوق على أنه بيئة من الاحتمالات تجعلنا أمام السيناريوهات التالية
السوق على المدى المتوسط
منطقة التحيز السعري الأولى 1927
منطقة التحيز السعري الثانية 1950
الإغلاق يومي ، لمساء يوم الإثنين
السيناريو الأول
بعد أن يختبر السعر مستوى 1927 ، فإن أغلق أعلاها فإنه سيعاود الصعود حينها نحو 1950 ، وإن أغلق في مساء الثلاثاء أعلى 1950 فإنه سيتوجه نحو 1985 والتي ستكون منطقة التحيز في الأسبوع الذي سيتحدد فيه سعر الفائدة
السيناريو الثاني
بعد أن يختبر السعر 1927 ، وإن لم تستطيع المنطقة رده و أغلق أسلفها فإن جميع العوامل الفنية المناصرة للصعود ستنعكس تماماً ويصبح السوق تحت مسمى ( انعكاس لصالح صانع السوق) وهنا في هذه الحالة تنطبق القاعدة التي تقول أن صانع السوق يريد تحقيق اتجاهه ، وبهذه الحالة سيزور الذهب مستويات متدنية مثل 1854 ، والتي ستكون منطقة تحديد سعر الفائدة في السيناريو الثاني.
لماذا أتبع هذا الأسلوب
" يسود معظم الأنشطة الاقتصادية عدم التأكد ، وهذا لأن معظم القرارات يتم اتخاذها بواسطة الخبرة و البداهة"
جون كنيز
إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها
1. أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة
2. اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة
3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار
مرابطة سريعة مع الدولار
بالنظر إلى مؤشر الدولار وعلى الشارت الأسبوعي نرى نموذج الرأس و الكتفين الانعكاسي ، على توافق مع أمواج إليوت وهذا يجعلنا أمام حالة تدعى أكاديمياً حالة قلق الموجة الأخيرة ، وهي حالة تجعل من الموجة الأخيرة من أمواج إليوت تتشكل بصعوبة فائقة جداً ( الموجة C الأخيرة الهابطة) وهذه الحالة تتشكل لأن نسبة كبيرة من المحللين تتوقع صعود الذهب وعليه لن يصعد الذهب بهذه السهولة.
على المدى البعيد
نتوقع خلال نهاية السنة أن يحقق الذهب مستويات سعرية جديدة ، وذاك نظراً لارتفاع مستويات التضخم عموماً ، إضافة إلى مناصرة التحليل الفني على المدى البعيد ولكن هذا الصعود لن يكون إلا بحال فُقد الأمل منه.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ ، إن الأسواق وكما أرها بمنظوري الشخصي أنها تعارض الفطرة البشرية التي تبحث عن أسهل الطرق ، لذلك لا تظن ان اقتناص الفرصة قد يكون بهذه السهولة وإنما لصراحة قد يتطلب الكثير من الخبرة و الكثير الأكثر من الصبر ، لذلك لا تتردد أبدا في طلب المعونة...
المحلل: عمر الصياح
للمزيد....
Twitter: @SyyahOmar