النفط بمواجهة الندرة

 "إن الاتفاقيات التي تجري حول النفط هو الذي يجعل للدولار قيمة لا أكثر، وهذا بيدنا إلا أننا قد نحتاج لشجاعة الملك فيصل لوقف هذه المهزلة"

معمر القذافي في أحد اجتماعاته في القمة العربية

بعد أن تم فصل الدولار عن الذهب نيف صدمة نيكسون عام 1974 بدأت الحكومة الأميركية تجمع  ما تبقى من قوة الدولار وهذا من خلال اتفاقيات ابرمت حول أكثر السلع استهلاكاً في العالم ألا وهو النفط....

آخر الأخبار

بعد أن خفضت أوبك الإنتاج في بداية هذا الأسبوع وللمرة الثانية على التوالي افتتح سعر النفط الخام على صعود قوي ليستقر في الوقت لكتابة المقال أعلى ترند هابط بالغ الأهمية وذلك بعد أن كسره بشمعة قوية نتيجة التخفيض الغير متوقع

أثر الأخبار على المدى القريب و المتوسط

في الوقت الحالي لكتابة المقال ، ينتظر النفط خبر (مخزون النفط الأميركي الخام) ، والذي له أثر بالغ جداً على سعر النفط حيث أن العلاقة بينهما عكسية ( أي إذا انخفض المخزون ارتفع سعر النفط الخام ومشتقاته نحو الأعلى لكن التركيز بشكل أكبر سيكون على النفط الخام (Brent Oil) حيث على الأقل سنرى ارتفاعاً يقدر ب 3%.

إلا أننا ننوه ووفقاً لما لدينا من قواعد من التحليل الأٍساسي على مجموعة من أهم النصائح:

1.  بحال انخفض المخزون أكثر من المتوقع سيكون الأثر على النفط الخام مبالغ فيه حيث سيرتفع سعر النفط على الأقل نحو 80 خلال أيام

2.  بحال انخفض المخزون أقل من المتوقع سيكون هناك تماسك في السعر أعلى 75 إلا أن الارتفاع سيكون وهمي ولحظي أي سيرتفع السعر خلال لحظات صدور الخبر ثم سيعود لما كان عليه سابقاً

3.  بحال لم ينخفض لمخزون ( أثر غير متوقع) سيعود سعر النفط لما كان عليه سابقاً أي سيختبر 70

هذه القواعد السابقة تم اشتقاقها من نظرية التوقعات العقلانية في الاقتصاد و التي تنص على أن أي تغيير متوقع في الاقتصاد لم يحدث ذات الأثر الذي يحدثه التغيير الغير متوقع ( أي أن الخبر بحال تم توقعه لن يكون له أثر اقتصادي وهذا لكون الاقتصاديين في الأساس تحوطوا ضد هذا الأثر ويبقى الأثر الأكبر للتغير ( الخبر) العير متوقع) 

آخر التطورات الفنية

يتداول النفط الخام في الوقت الحالي لكتابة المقال أعلى منطقة بالغة الأهمية وهذا لكونها منطقة ارتداد شهرية 75$ ، إضافة إلا أنه يتداول أعلى ترند هابط خرقه بعد تخفيض الإنتاج ، إلا أنه لم يختبره

نضيف على ما سبق بالنظر إلى  الشارت من بعيد نرى أنه مشكل قاع مزدوج ، القاع الثاني على ارتفاع من القاع الأول بشكل ملحوظ وهذا يوافق نظرية إليوت في تفسير السوق الصاعدة.

بالنظر لجميع العوامل الفنية السابقة يمكن أن نستقرأ  أن السعر صاعد  إلا أنه نظراً لكوننا نعامل السوق من منظور احتمالي ، ومن منظور الشرط و النتيجة التي تقتضي بأن نعامل السوق على أساس اقتصادي في كل صعود أو هبوط نقول

السوق على المدى المتوسط

منطقة التحيز السعري لدينا 76.5

الإغلاق لمساء اليوم

الخبر المهم لدينا هو مستوى المخزون

السيناريو الأول

بحال أغلق السعر أعلى 76.6 ، ومع انخفاض المخزون فإننا نتوقع صعود قوي ، نحو 80 ، ثم 85 وصولاً إلا 90

السيناريو الثاني

بحال أغلق السعر أعلى 76.6 ، ومع  بقاء المخزون كما هو فإننا نتوقع صعود متذبذب ، نحو 80 كأقصى حد

السيناريو الثالث

بحال أغلق السعر أسفل 76.6 ، ومع  بقاء المخزون كما هو أو انخفاضه  فإننا نتوقع تداول عرضي ما بين 70 ، و75  وهذا لضعف الدولار في الآونة الأخيرة فإننا نستبعد الهبوط في جميع السيناريوهات إلا أننا نقول إما تداول عرضي أو صعود بصعوبة او صعود قوي.

إن ذكري لعدة سيناريوهات يعود لمجموعة من الأسباب أهمها

1.  أني أرى السوق من وجهة نظر احتمالية ( كل احتمال هو وارد ) ، وهذا ما وضحته في مقال بعنوان لن تربح من الأسواق أنصحك بقراءته بشدة بحال استهجنت الفكرة

2.  اعتمادي على أسلوب تداول يسمى أسلوب الشرط و النتيجة وهو أسلوب يقتضي على أنه لا يمكن حدوث احتمال معين في السوق إلا بحال تحقق شرط معين كأن لا يصعد السوق إلا إذا أكتسب عزماً وأغلق أعلى منطقة معينة

3. صعوبة النشر المتتابع الذي يواكب الاختلاف المستمر للأسعار

مرابطة سريعة مع الدولار

بالنظر إلى مؤشر الدولار وعلى الشارت الأسبوعي نرى نموذج الرأس و الكتفين الانعكاسي ، على توافق مع أمواج إليوت وهذا يجعلنا أمام حالة تدعى أكاديمياً حالة قلق الموجة الأخيرة ، وهي حالة تجعل من الموجة الأخيرة من أمواج إليوت تتشكل بصعوبة فائقة جداً ( الموجة C الأخيرة الهابطة) وهذه الحالة تتشكل لأن نسبة كبيرة من المحللين تتوقع هبوط الدولار وعليه لن يهبط الدولار بهذه السهولة ، لذلك سيواجه صعوبة قبل الهبوط ولكن إن أغلق في نهاية هذا الأسبوع أسفل 103.5 فإننا نتوقع سلبية شديدة للدولار ومنه ارتفاع سعر النفط الخام ، و الذهب على حد سواء.

نصيحة المحلل

نصيحتي على المدار البعيد  بأن تتحوط بأي شي باستثناء الدولار ، وهذا يتمثل بشراء الذهب و عقود النفط فإن الدولار يضعف باستمرار أما من حيث المضاربة فإن أفضل سعر لشراء النفط بدافع المضاربة هو أسفل 75 ، وبدافع الاستثمار أسفل 80 علماً أن الهدف كأقصى حد هو 110$.

رأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ إن التعامل مع السلع وخصوصاً السلع التي تتأثر بالاتفاقات السياسية ، مثل النفط تجعل من تداوله عالي المخاطر بحال لم تكن مدركاً للأساس الاقتصادي الذي يحرك السعر ولذلك دائماً ما أخبرك أن ليس السوق ما ينطوي على مخاطر ولو كان السوق هو الذي ينطوي على مخاطر لما وجدت من يربح من الأسواق وإنما الجهل هو الذي ينطوي على مخاطر.

المحلل: عمر الصياح

للمزيد ، تابعنا على التويتر، فنحن لا نقوم بنشر أي شيء سوى على التويتر الشخصي أو الموقع هنا...

Twitter: @SyyahOmar