أستبعد أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي على مفاجأة في اجتماعه المقبل ويرفع الفائدة.
عدة عوامل تدعم أن الاحتياطي الفيدرالي سيتريث ولن يرفع الفائدة هذا الشهر، فالاحتياطي الأسترالي والمركزي الكندي كانت لديهما أسباب لرفع الفائدة، ومنها معاودة معدلات التضخم الارتفاع مجددا، وتحسن معدلات النمو أيضا، وهذا ما دفعهما لرفع الفائدة بعد فترة توقف طويلة، فالبنك المركزي الكندي أوقف رفع الفائدة منذ يناير 2023، والاحتياطي الأسترالي تمهل كذلك.
وبنظرة على المشهد العام في الولايات المتحدة، بعد انكماش لستة أشهر متتالية بقطاع الصناعة، أظهر مؤشر مديري المشتريات بقطاع الخدمات هدوءا بالقطاع الذي يساهم بأكثر من 75% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي. كما أنه توجد إشارات على تراجع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع، ومؤشر الأسعار الفرعي ضمن مؤشر مديري المشتريات بقطاع الخدمات تراجع هذا الشهر، كما تراجعت معدلات الأجور، وتلك إشارات لتراجع التضخم. لذلك، فإن الفيدرالي لن يرفع الفائدة خاصة مع تأثر عدة قطاعات في الاقتصاد الأميركي سلبا بارتفاع الفائدة.
إن الاختبار الأخير للدولار قبل اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء المقبل هو أرقام التضخم التي ستصدر في يوم الثلاثاء السابق عليه، وإذا تراجع مؤشر أسعار المستهلكين العام والأساسي فإن هذا سيرفع احتمالية التريث وعدم رفع الفائدة في الاجتماع المقبل ومن ثم سيضعف الدولار، أما إذا ارتفعت ضغوط الأسعار سيرتفع الدولار مع نمو توقعات ارتفاع معدلات الفائدة، والفيدرالي سيتخذ قراره وفقا للبيانات الاقتصادية، وهي حتى الآن تشير إلى عدم وجود حاجة ملحة لزيادة معدلات الفائدة.
بالانتقال الى منطقة اليورو، معدلات التضخم ما زالت مرتفعة جدا عن المستهدف، وإن كانت تتراجع لكنها مازالت الأعلى بين الاقتصادات الأخرى، ومعدلات النمو بدأت تضعف قليلا، إلا أن استمرار التضخم عند هذه المستويات سيدفع المركزي الأوروبي لرفع الفائدة مرتين على الأقل قبل أن يوقف دورة التشديد النقدي.
للتواصل والاطلاع على كل جديد حول الأسواق تابع حسابي الجديد على الإنستغرام habib.akiki.tradepedia@