على الرغم من صعود الدولار وهبوط الذهب ولكن ليس بنفس وتيرة الدولار إلا أن تلك التذبذبات داخل نطاق محدود متمثل في تكون نموذج وتد متسع للدولار على فريم الأربع ساعات ووتد هاب للذهب على نفس الفريم.
ومن تلك السلوكيات من الواضح ينتظروا ما يحدد اتجاههم خلال المدي القصير
ما زلت منتظرا صعود الذهب المتوقع أن يصعد من المستويات الحالية.
لذلك يا تري ما الذي ينتظرونه هذا الأسبوع من قرارات أو بيانات اقتصادية؟
مخاوف الاقتصاد الصيني:
تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، مما يجعل الذهب باهظ الثمن للمشترين الأجانب وذلك عزز من صعود الدولار الأمريكي .
حيث خفضت الصين على نحو غير متوقع أسعار الفائدة الرئيسية للمرة الثانية في ثلاثة أشهر يوم الثلاثاء فيما نما الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في يوليو أقل من التوقعات، مما يشير إلى ضرورة تكثيف صانعي السياسة تدابير الدعم لتعزيز الانتعاش المتعثر في الصين
وقال بنك الشعب الصيني ”إنه خفض سعر الفائدة على قروض قيمتها 401 مليار يوان (بما يقابل 55.25 مليار دولار) ضمن تسهيل إقراض متوسط الأجل مدته عام واحد لبعض المؤسسات المالية بمقدار 15 نقطة أساس من 2.65٪ إلى 2.50٪“.
أسباب تراجع الذهب:
من أسباب تراجع أسعار الذهب الذي يترقب مجموعة من البيانات هذا الأسبوع نتيجة ارتفاع عائدات الدولار الأمريكي وسندات الخزانة، حيث قام المستثمرون بتقييم إجراءات السياسة المحتملة من المنظمين الصينيين لمعالجة المخاطر المالية والممتلكات المتزايدة، وفقًا لأبحاث السلع NAB.
قال أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، SPDR Gold Trust، إن ممتلكاته تراجعت بنسبة 0.4٪ إلى أدنى مستوى لها منذ يناير 2020 يوم الاثنين.
كذلك تراجعت الذهب في نطاق محدود بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الذي أوضح نمو في الإنفاق الاستهلاكي بالولايات المتحدة الأمريكية بأعلى من التوقعات مما ضغط على الذهب بسبب تجاوب الدولار مع تلك البيانات.
الدولار الأمريكي والذهب:
صدرت بيانات أمريكية هامة الأسبوع الماضي من شأنها توضيح مسار السياسة النقدية لدى البنك الفيدرالي الأمريكي الفترة القادمة.
وصدرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الذي يعبر عن معدلات التضخم الأمريكي، حيث جاءت سلبية بأقل من التوقعات مما أنعكس سلبيا على الدولار الأمريكي ولكن في نطاق ضيق محتفظ باستقراره داخل الوتد المتسع حيث الأسواق كانت تنتظر صدور بيانات أخرى للتضخم وهو مؤشر أسعار المنتجين والذي جائت إيجابية للدولار الأمريكي مما جعل سلوك الدولار على تباين ولم يخرج من نطاقه السعري الضيق، بالإضافة إلي صدور بيانات مبيعات التجزئة الذي صدر بأعلي من التوقعات.
من الواضح أن مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي وأسعار المنتجين ارتفعا بشكل معتدل في يوليو، وأشار الاتجاه العام إلى تراجع الضغوط التضخمية، ولكن مبيعات التجزئة توضح زيادة الإنفاق الاستهلاكي بالولايات المتحدة .
استقرار الدولار الأمريكي بعد صدور مجموعة من بيانات التضخم في يومي الخميس والجمعة الماضيين حيث حاول الدولار استيعاب تلك البيانات بعد صدور أحدث القراءات للتضخم.
وفي الوقت الذي حفزت فيه القراءة الرهانات على أن الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة معلقة في سبتمبر، فقد شهدت أيضًا تراجع توقعات الأسواق بخفض سعر الفائدة هذا العام، مع توقع بقاء المعدلات عند أعلى مستوياتها في 22 عامًا.
ما ينتظره الأسواق اليوم:
تتجه الأنظار اليوم إلى بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم.
هذه البيانات إذا فاجأت الأسواق وارتفعت بأعلى من التوقعات، فمن المحتمل أن يكون هناك مزيد من الضغط السلبي على الذهب بسبب المزيد من الأدلة على قوة ومرونة الاقتصاد الأمريكي، مما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بالسماح لأسعار الفائدة بالبقاء أعلى لفترة أطول.
أحداث هامة وحاسمة ستحكم السوق
من الواضح أن الدولار والذهب لديهما استقرار مؤقت يسبق العاصفة الذي سيحدد اتجاههم على المدي القصير لذلك هناك أحداث مهمة جدا قد تكون هي المحرك الرئيسي للأسواق.
قبل أن يتحول انتباه المتداولين إلي الاجتماع السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ في نهاية الشهر، تتابع الأسواق محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوليو عن كثب يوم الأربعاء حيث يبحث المستثمرون عن إشارات حول مسار السياسة النقدية وأسعار الفائدة على المدى القريب.
حيث ترك الفيدرالي المستثمرين في الأسواق في حيرة بعدما ترك الباب مفتوحاً أمام رفع أخر لمعدلات الفائدة قبل نهاية العام .
سيساعد المحضر المستثمرين على قياس احتمالات وجود المزيد من الرفعات لأسعار الفائدة، على الرغم من أن الأسواق تراهن على توقف مؤقت في سبتمبر.
بالإضافة إلي ان الأسواق تترقب بيانات مبيعات التجزئة لشهر يوليو يوم الثلاثاء والتي من المتوقع أن تظهر ارتفاعًا في الطلب في بداية الربع الثالث بعد زيادة أقل من المتوقع في يونيو.
هذا بالإضافة إلى مؤشر الإنتاج الصناعي الذي لا يزال يكافح في ظل السياسات النقدية الانكماشية.
كما من المتوقع أن تكون البيانات الخاصة بقطاع الإسكان أكثر إيجابية، حيث من المتوقع أن تظهر إشارات الاستقرار يوم الأربعاء عن تصاريح البناء و المباني التي بدأ إنشاؤها.
بالإضافة أننا ننتظر أسبوعيا صدور إعانات البطالة الأمريكية القراءة الأسبوعية لسوق العمل الأمريكي.
الخلاصة:
من خلال السلوك السعري للدولار والذهب مكونين أشكال هندسية نسميها النماذج الفنية حيث الدولار مكون نموذج وتد صاعد سلبي ينتظر خبر يؤكد سلبيته على المدي القصير وعلى العكس الذهب لديه نموذج الوتد الصاعد وينتظر نفس الخبر الذي سيحرك الدولار ليحركة.
لعل تلك أهم تلك الأخبار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوم الأربعاء أو لربما يصدر تصريح من أحد مسئولي أعضاء مجلس الفيدرالي الذي قد يعبر عن وجهة نظر الأعضاء من السياسة النقدية المستقبلية للفيدرالي بعدما انخفضت الضغوط التضخمية بشكل ملحوظ
من وجهة نظري الفنية الدولار ينتظره الهبوط والذهب بينتظره الصعود وفق النماذج الفنية والتي قد تتزامن مع صدور أخبار تساعد على تحقق تلك النظرة الفنية .
ومن وجهة نظري بأن الفيدرالي لن يتخلي عن السياسة التشددية إلا بعدما أن يتأكد بأن التضخم فعليا قد استجاب ووصل لهدف وأستقر أيضا حتي يعالج ما قام به من خطأ عند وصف التضخم بأنه مؤقت، لذلك لا أمال في تخفيض الفائدة في عام 2023.