سيتابع العالم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في وقت لاحق من هذا الأسبوع في ندوة السياسة الاقتصادية والتي تحمل عنوان "التحولات الهيكلية في الاقتصاد العالمي"، والتي تقام بشكل سنوي في قاعة جاكسون هول حيث يجتمع مسؤولو البنوك المركزية والاقتصاديون لمناقشة السياسة النقدية، وقد لا تحب الأسواق ما سيسمعونه خاصة بعدما تراجعت سوق الأسهم بعد خطاب باول في قاعة جاكسون هول العام الماضي، حيث أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في خطابه التزامه بمكافحة التضخم الذي بلغ مستويات تاريخية مرتفعة، مع وجود نسبة تضخم أساسي تقريبية تبلغ حوالي 4% سنويًا.
هذا العام سيتابعون المستثمرين خطاب باول يوم الجمعة القادمة بحثًا عن تلميحات حول ما إذا كان المسؤولون يعتقدون أن البنك المركزي بحاجة إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة أو الإبقاء عليها عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من أجل تحقيق هدفه في الحفاظ على نسبة التضخم عند 2%.
يعتقد الكثيرين أن باول لن يرغب في إحداث صدمة ثانية للسوق وللعام الثاني على التوالي في جاكسون هول، خاصة بعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة لمدة خمسة أسابيع متتالية، لكنه بالتأكيد سيريد أن يوضح موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة القادمة، إنها لعبة توازن صعبة يصفها بعض المهتمين كالذي يمشي على الحبل المشدود.
في حين أن الظروف مختلفة هذا العام إلا أن تعليقات باول قد تظل أكثر تشدداً مما تتوقعه الأسواق، فبعد مرور عام والمعضلة التي يواجهها المستثمرون ليست حول مدى ما ستصل إليه أسعار الفائدة ولكن إلى متى ستظل مرتفعة.
تحول التركيز مؤخرًا على إمكانية خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، وهو أمر توقعته السوق (بشكل غير صحيح) في وقت سابق عن موعد خفضها بنهاية العام الجاري، حاليًا يقوم المستثمرين بوضع احتمالات لأول خفض في أسعار الفائدة خلال مايو/ أيار من عام 2024، بينما ذكر اقتصاديون من جولدمان ساكس (NYSE:GS) الأسبوع الماضي أنهم يتوقعون أن يكون الخفض الأول في الربع الثاني، تليها 25 نقطة أساس من الخفض في كل ربع.
استمر باول في القول مراراً وتكراراً بأن معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم لم تنته بعد، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ قراراته بناءً على البيانات الاقتصادية المستحدثة، لذا فهناك احتمال أن يقلص أو حتى يستبعد توقعات خفض أسعار الفائدة، ويتوقع المستثمرون أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت ويشعرون بالقلق من أن ذلك قد يدفع الاقتصاد إلى الركود، يأتي ذلك بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي مرة أخرى في يوليو/ تموز لتصل إلى النطاق المستهدف من 5.25٪ إلى 5.5٪، وهو أعلى مستوى لها في 22 عامًا.
سيناقش مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أيضاً في تلك الندوة ما إذا كان الاقتصاد سيعود إلى معدلات التضخم المعتدلة وبيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي شوهدت قبل جائحة Covid-19.
كيف يتصرف سوق الأسهم بعد ندوة جاكسون هول وفقًا للتاريخ
انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1,008 نقطة بعد أن اتخذ باول موقفًا أكثر تشددًا بشأن التضخم مما كان متوقعًا في العام الماضي، كان ذلك انخفاضًا كبيرًا حيث دفعت كلمات باول مؤشر داو جونز في الدخول بالاتجاه الهابط بعد شهر واحد فقط من الخطاب، لكن لا ينبغي للمستثمرين أن يتوقعوا تكرار أداء العام الماضي إذا كان التاريخ يمكن الاسترشاد به.
فوفقًا للبيانات التاريخية تشهد مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 غالباً مكاسب إيجابية في الأسابيع الأولى التي تلى تلك الندوة وبعد شهر واحد من الاجتماع وحتى بعد ثلاثة أشهر من جاكسون هول.
ينبغي أن ننوه هنا أن سوق الأسهم قد افتقد الزخم الإيجابي الذي شوهد منذ بدايات هذا العام، فقد انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 4٪ تقريبًا هذا الشهر بعد ارتفاعه بنسبة 14٪ خلال الأشهر السبعة الأولى من العام.
لهذا فإن لم يقوم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأي مفاجآت خلال الندوة التي ستقام يوم الجمعة القادمة بقاعة جاكسون هول، فقد نشهد سوق الأسهم وهي تسلك طريقها لاستعادة قوتها مرة أخرى.