الذهب وشبح الهبوط إلى 1800 دولار.. مؤشرات تدعم سقوط المعدن الأصفر

من المتوقع أن ينخفض الذهب إلى 1800 دولار للأوقية بحلول نهاية العام مع استمرار نمو الاقتصاد الأمريكي وانخفاض ضغوط التضخم وارتفاع مؤشر الدولار.

منذ ارتفاعه إلى حوالي 2000 دولار للأوقية عند الطلب على الملاذ الآمن (بسبب مخاوف بشأن استقرار البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا) في مارس ومايو من هذا العام، واصل الذهب انخفاضه.

ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، انخفض الطلب العالمي على الذهب بنحو 5٪ على أساس سنوي في النصف الأول من هذا العام، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض طلب المستثمرين عبر الصناديق المتداولة في البورصة، بينما زاد عرض الذهب بشكل طفيف.

ومن المتوقع حدوث المزيد من الانخفاضات في الطلب على المعدن الثمين، بسبب قلة طلب المستثمرين على الذهب كتحوط ضد الانكماش الاقتصادي الحاد وارتفاع التضخم. وتتوقع "كابيتال إيكونومكس" انكماش الاقتصاد الأمريكي بشكل هامشي في الربع الرابع، قبل أن يتعافى العام المقبل. كما يتوقعون أن ينخفض التضخم في الولايات المتحدة بالقرب من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ بحلول منتصف عام 2024.

كانت أسعار الذهب كانت مرنة بشكل ملحوظ منذ بداية عام 2022 حتى مع ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية بشكل حاد. وكان أحد أسباب ذلك هو أن المستثمرين، بعد بناء حيازاتهم من الذهب في صناديق الاستثمار المتداولة إلى مستويات قياسية خلال الجائحة، كانوا مترددين في خفضها عندما ارتفعت أسعار الفائدة.

وهذا منطقي بالنظر إلى وجود الكثير من عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية.

كما يتوقعون أن يؤثر ضعف العملتين الصينية والهندية أمام الدولار الأمريكي في على الطلب على الذهب على المجوهرات خلال النصف الثاني من هذا العام بعد أن انخفض بنسبة 1٪ على أساس سنوي في النصف الأول من العام.

الدولار.. إشارة نادرة الحدوث

تجاوز الدولار الأمريكي معلمًا رئيسيًا آخر بعد أن كرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي التزامه بارتفاع أسعار الفائدة، وقد يخلق ذلك ضغوطًا في أماكن أخرى من الاقتصاد العالمي. 

سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى له منذ 9 مارس يوم الخميس، مما دفع متوسطه المتحرك لمدة 50 يومًا إلى التحرك فوق نظيره في 200 يوم.

يُعرف هذا الإنجاز بالنسبة للمتوسطات المتحركة باسم «التقاطع الذهبي»، والذي يؤدي عادةً إلى ارتفاع الدولار أكثر في الأشهر المقبلة، وفقًا لبنك أوف أمريكا. وهو ما يؤكد وجهة النظر المتفائلة للبنك على المدى القريب للعملة.

يحدث التقاطع الذهبي في حالة يتم فيها تداول متوسط ​​متحرك لمدة 50 يومًا أعلى من المتوسط ​​المتحرك لمدة 200 يوم. أي عندما يكون معدل الحركة الصعودية في فترة زمنية قصيرة أسرع من الحركة طويلة المدى، حيث يعتبرها المستثمرون علامة على أن هذا هو الوقت المناسب للشراء.

ومع أحجام التداول المرتفعة وأسعار التداول المرتفعة، فإن التقاطع الذهبي هو علامة على أن سوق الأسهم مهيأ للتحسين.

في المرة الأخيرة التي تشكل فيها تقاطع ذهبي في مؤشر الدولار، ارتفع بنسبة 24٪ أخرى قبل أن يبلغ ذروته، وفقًا لتحليل لرويترز.

مثل هذه الخطوة الآن سترفع مؤشر الدولار إلى أكثر من 129 نقطة، أعلى بكثير من أعلى مستوى له في 2022 عند 114.78 نقطة. وهو ما قد يعرض الذهب لخسائر حادة إذا ما ارتفعت العملة الأمريكية بهذه النسبة.