"مشكلة الاقتصاديون أنهم مجبرون على الانصياع لأوامر رجال السياسة وهذا ما يجعل حقيقة القانون الاقتصادي يتأخر حتى يبدو صحيحاً"
تكمن المشكلة الأكبر في أوراق المال أن القانون الاقتصادي يأخذ حيزاً زميناً طويلا ً حتى يبدو صحيحاً وهذا ما يجعل التحليل على المدى الزمني البعيد يبدو أكثر دقة فيما لو كنا نضارب وهذا لكون رجال السياسة أمثلة جيروم بأول، يؤثرون شفوياً على الأسواق، وحتى نخرج من هذه المعضلة لا بد لنا من إدراك حقيقة ما نعامله و تاريخ ما نتداوله، وهذا المفهوم هو الذي انطلق من روبرت كيوساكي لشراء السلع و الاستغناء عن الدولار هو أن حقيقة الدولار ورقة سياسة لا أكثر لكن مع ذلك هو لم يسغني نهائياً عن الورقة هو مجرد أنه اكتفى بعدم الادخار بهذه الورقة وهذا لكون رجال السياسة لا يمكن أن تجابه، وإذا أردنا أن نجابههم فنتبع رأي هتلر بأن رجال السياسة لا تجابه بالمال وإنما بالزمن.
آخر التطورات الفنية
صعد مؤشر الدولار في الآونة الأخير بنسبة ملحوظة من مستويات 105 إلى مستوى 106 في الوقت الحالي والذي يعد مستوى بالغ الأهمية لكون المؤشر لم يزر هذا المستوى في هذه السنة سوى مرة واحدة ومرتين خلال سنة 2022، مما يجعلها منطقة ذو تركيز إعلامي بحت، ونضيف على ذلك أن هذه المنطقة هي الفاصلة ما بين بدء التضخم من عدمه، وهي المنطقة التي يبدأ عندها الدولار دورته الزمنية المعتادة وهي المنطقة التي يفقد فيها الذهب مرونته مع الدولار.
ما هي مرونة الذهب والدولار:
كلنا يعرف العلاقة الكامنة بين الدولار و الذهب بأنها عكسية، ولكن هذه العلاقية ليست عكسية بالمطلق، فقد نرى في بعض الحالات ارتفاع الدولار وارتفاع الذهب وهذا يعود لمعادلة المرونة الخاصة بالذهب والتي تعبر عن مدى تأثر الذهب بارتفاع الدولار وفي حالتنا تلك نقول إن ارتفاع مؤشر الدولار أعلى 106 تعني بدء انحسار مرونة الذهب.
آخر الأخبار وأثرها على مؤشر الدولار
"الاقتصادي البارع هو الاقتصادي القادر على استقراء ما تخفيه الأسعار"
تشارلز ويلان
الدولار بانتظار الأخبار التالية:
1.مبيعات المنازل والتي ارتفاعها يشير إلى بدء تحسن الواقع الاقتصادي مما ينعكس إيجاباً على الدولار
2.مؤشر ثقة المستهلك والذي من المتوقع انخفاضه بشدة و هذا ينعكس سلباً على الدولار
3.حديث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، و الذي سيناصر استمرار التشديد
الخلاصة:
نتوقع من حيث النظرة الأساسية و التشديد الذي اتبعه باول في خطابه الأخير أن الفيدرالي رغم سياسته الشديدة التي اتبعها منذ منتصف السنة السابقة حتى هذه اللحظة إلا أن التضخم لم ينخفض كثيراً وهذا سيبقى الفيدرالي على سياسته دون أي تغير وقد نرى زيادة وهذا ما يجعلنا نتوقع علائم ركود تضخمي، كون الفيدرالي يكابد لكبح التضخم و إن التضخم إذا كبح بهذه القساوة سنرى نظير الاقتصاد الطبيعي وهو الركود، وهذا ما يجعلنا نقول أن المدى القريب للدولار ( شهر) سيكون بمرحلة اضطراب سعري واضحة من خلال التذبذب الشديد، مقارنة بالمدى البعيد الأكثر وضوحاً لبدء الدولار بدورة ركود
التحليل الفني للمؤشر
بالنظر فنيا على المؤشر نلاحظ التالي:
1.تداول السعر وفق سلوك القمم، وهي شموع قليلة في المستوى الواحد ذو نطاق كبير وهذا يعطينا دليل أولي بأننا في نهاية اتجاه
2.السعر يتداول عند الشق العلوي لترند هابط
3. السعر لا بد له من تشكيل موجة سعرية هابطة توافق فيبوناتشي و إليوت
الخلاصة:
رغم قلة العوامل الفنية التي تشير إلى الهبوط إلا أنها تعد شرطية في الاستقراء السعري أي لا يمكن اتخاذ قرار بدون النظر إليها، ورغم كون المنطقة مهمة إعلامياً سنعتمد على سعر الإغلاق وكون التذبذب كبير على هذه المنطقة سنأخذ سعر الافتتاح التالي ونقول أن شرط الهبوط هو سعر إغلاق و افتتاح أسفل 106، أي شمعة كاملة أسفل 106
المؤشر على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط: شمعة كاملة أسفل 106، انخفاض مؤشر ثقة المستهلك
دقة السيناريو: 68%
بهذه الحالة سنرى استهداف هابط لمستوى 104.5
السيناريو الثاني
الشرط: 30%
دقة السيناريو: فشل تحقق الشرط السابق كاملاً
بهذه الحالة سنرى استمرار الصعود للمؤشر نحو 107، 108، 110
الأثر على الذهب:
تحقق السيناريو الأول يجعل الذهب يصعد باستهداف 1950
تحقق السيناريو الثاني يجعل الذهب يتداول عرضياً لأنه فقد المرونة
الأثر على الفضة
تحقق السيناريو الأول يجعل الفضة تصعد باستهداف 24
الأثر على النفط
تحقق السيناريو الأول يجعل النفط يصعد باستهداف 100
الأثر على الأزواج
تحقق السيناريو الأول يجعل الأزواج التي يكون فيها الدولار العملة المقابلة تهبط بقوة شديدة، لأن أثر المؤشر أقوى على العملات مقارنة بالسلع
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر تذكر أن التعامل مع الأسواق يتطلب براعة تاريخية واسعة، ببساطة يتطلب منك أن تكن مثقفاً بتاريخه وهذا تكون حتى تكون قادراً على الحكم عليه، فإن الحكم على شخص دون معرفه ماضيه أمر فيه من الظلم بشكل كبير وكذلك الأٍسواق لذلك دوماً ما نخبرك بألا تستهين بالأسواق حتى لا تستهين الأسواق بك.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah