"المتداول الذي يربح هو ليس المتداول الذي يملك وجهة نظر ثابتة لا تتغير حول السوق وإنما هو المتداول الذي يكون على أهبة الاستعداد لأي سيناريو سيء قد يحدث في السوق وإن جميع الخيارات الواردة هي ضمن المتوقع"
- مارك دوجلاس في كتاب Trading in the Zone
يتفق كبار أباطرة التداول على أن الدخول إلى المجال هو مجموعة قواعد الشذوذ عنها كارثة تؤدي بنا إلى خسارة حتمية، ولكن الفكرة تكمن أن هل هذه الخسارة هي حقاً شذوذ عن القاعدة أم هو شذوذ السوق ذاته!؟ فإن تراجع أسعار الذهب في الآونة الأخيرة جلعت نسبة كبيرة من المتداولين تخرج من الأسواق وهذا وفقاً لمؤشرات قياس نعتمدها حيث بلغت الخسارة في الحسابات الصغيرة فقط 12 مليون دولار بتاريخ الأمس وهذا إن دل فهو يدل على سوء التعامل مع السوق أو سوء التعامل مع الفرصة، وخصوصاً أننا جميعاً نعرف عبارة ورن بافيت الشهيرة والتي تقول: "استغل الأزمة لصالحك في التداول", وها نحن في أزمة... لماذا خسرنا إذاً؟
الذهب وآخر التطورات
هبط الذهب في الآونة الأخيرة من 1900 حتى 1870 ليستقر في الوقت الحالي عند 1974 بتداول عرضي ذو نطاق ضيق جداً، وعلى الرغم من أننا نوهنا في مقالنا السابق أن عدم تحقق شرط الصعود يعني بكل بساطة حالة من الغموض، وبكل أسف هبط الذهب بقوة ضمن إطار من التوقعات المستبعدة إلا أننا نوهنا عليها في مقال الذهب الأسبوعي.
حالياً نتوقع استمرار الهبوط على الأقل نحو 1850، قبل اتخاذ أي إجراء حاسم فيما يتعلق بالصعود وخصوصاً أن الذهب بهذا الهبوط يكتسب عزم دافع، أي بهذا الهبوط نقول أن السيناريو سيكون مشابه تماماً لما حدث العام الماضي عندما هبط بقوة من 1900 إلى 1790 ثم أعلنت أوكرانيا أنها تبيع ما لديها من ذهب ولكن هذا الهبوط لم يستمر أكثر من 48 ساعة ليعود فيها الذهب إلى سعره الطبيعي.
الفشل المعلوماتي في السوق
"عدم تناسق المعلومات في السوق، قد يجعلنا نواجه حالات من الانهيارات التي لا مبرر لها"
- تشارلز ويلان
إن نظرنا إلى الأسواق في الوقت الحالي لوجدنا ارتفاع أسعار النفط، في ظل قوة الدولار، وتراجع الذهب في ظل أنه بالأساس غير مرتبط مع الدولار في الوقت الحالي، وتماسك أسعار الفضة في ظل قوة الدولار، هذا كله يثير بداخلنا سؤال واحد وهو ماذا يحدث؟
إذا أردنا أن نجيب بأبسط تقدير وانطلاقاً من عبارة تشارلز ويلان يكفينا أن نقول أن هناك شيئاَ لا نعرفه، ولكن مع بساطة هذه العبارة إلا أنها قد تذكرنا بما حدث منذ أعوام مضت عندما صعد النفط بقوة عام 1973 بعد أن قطع الملك فيصل النفط عن الولايات وارتفع سعر النفط بعد القطع في ظل قوة رهيبة للدولار حيث كانت تعادل على الأقل أربع أضعاف قوتها اليوم، ليقال أن المحللين آنذاك وفقاً لقاعدة الفشل المعلوماتي (سلعة تسعر بالدولار ترتفع رغم قوة الدولار) تنبؤوا بأن كارثة ستقع وكانت هذه الكارثة هي صدمة نيكسون عام 1974 عندما ارتفع الذهب و النفط 6 أضعاف سعره خلال شهر واحد فقط بعد ظاهرة الفشل المعلوماتي.
أحد أكثر نظريات الاقتصاد غموضاً والتي قد تبدو مجرد صدفة بحتة، هي أن الدولار صمم لكي يعمل الجميع من أجله ولكي ينافي مفهوم العرض والطلب، لكن ما إن بدت هذه المجابه علناً حتى توقعنا كارثة على الأبواب.
لربما يبدو الموضوع دجلاً مالياً ومجرد مقاربات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن عدة فرضيات تقودنا إلى أن نؤمن بأن هذه النظرية على أبواب أن تجرب، فاليوم نرى الدولار يصعد ويصعد معه النفط ونرى تماسك الفضة رغم هبوط الذهب، ونرى عدة أمور تتوقع لنا ركوداً تضخمياً مثل ارتفاع مستويات البطالة مع التضخم، وارتفاع قوة الدولار في ظل ارتفاع مستويات التضخم على أرض الواقع وارتفاع عائد السندات قصير المدى أكثر عائد السندات بعيد المدى، كلها عوامل لصراحة لا تبشر بالاستقرار الاقتصادي...
أهم النصائح للتداول، في ظل هذه العشوائية وفي ظل انهيار لم يكن بالحسبان
" الأهم من الكارثة هي أن نتعلم من هذه الكارثة للمستقبل"
حقيقة إضراب السوق، وتراجع الذهب الغريب دفعني إلى صياغة مجموعة من النصائح التي أرى نسبة كبيرة من متداولي السوق يفتقرون إليها:
1. المستثمر البارع هو الذي لا يعامل الصفقة على أنها حتمية، ولا يبالغ في رأس المال المخصص للصفقة.في تداولات اليوم وفي الصفقات الاستثمارية إقسم المبلغ المخصص للاستثمار في الصفقة الواحدة إلى ثلاث أقسام وأدخل في القسم الأول وأبقي القسم الثاني لتقليل التكلفة وأبقي الثالث بحال خسرت تماماً القسم الأول والثاني وهنا نرشح لك أفضل قانون لمعرفة التوزيع الصحيح لكل صفقة. المبلغ المخصص لكل صفقة = ( الرصيد الكلي * 0.001 ) / 4
2. إذا كان ولا بد من المخاطرة فخاطر بالقسم الثالث من مخصصات الصفقة الواحدة في حال ربحت أربع صفقات متتالية. ومع المخاطرة لا تقم نهائياً بالتعزيز أو إعادة الاستثمار فهي مخاطرة فأنت المفروض مستعد لخسارة هذا المبلغ إذا كنت تنوي أن تخاط.
3. قم بالتوزيع المالي الصحيح. فلا تبالغ بالتوزيع مالياً نحو الأصول، ولا تبالغ في التوزيع مالياً نحو صفقة تبدو أنها فرصة مثالية فلا وجود لصفقة مثالية مهما بدت أنها مثالية, فكل الصفقات في الأسواق وباختلافها سواسية من حيث إدارة المخاطر، ونحن نرشح لك هذا التوزيع المالي: · 40% مخصصة للتداول في حساب الفوركس
·20% مخصصة للطوارئ
·30% مخصصة لأصول ذو قيمة
·10% مخصصة لمصاريف تعليم، استشارة ...
4. لا تستحقر الأرباح الصغيرة فهي التي تساهم في إنماء الحساب وليست الأرباح الكبيرة و المفاجئة (Gain)
5. لا تنتظر أن تحصل على مبلغ كبير ثم تتبع القواعد المالية ، اتبع القواعد المالية حتى تكون مؤهل للحصول على المبلغ الكبير
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ إن التعامل مع أسواق المال لا يتطلب منك براعة بقدر ما يتطلب منك معرفة لقواعد السوق التي تجعل من الانهيارات فرص لتعزيز دخولك فلو كنت على سبيل المثال تتبع القواعد السابقة لكان انهيار الذهب فرصة بدلاً كارثة...
المحلل عمر آل صياح
للمزيد تابعنا على التويتر
Twitter: @omarsyyah