انتظروا عودة الذهب من الباب الكبير.. بعد الإطاحة به من الفيدرالي والدولار

أثبتت الرياح المعاكسة من القوة المستمرة في الدولار الأمريكي وعوائد السندات لأجل 10 سنوات التي تزيد عن 4.5٪ أنها أكثر ضررًا من اللازم بالنسبة لسوق الذهب، حيث انخفضت أسعار المعدن الأصفر إلى أدنى مستوى لها منذ مارس.

ومن المتوقع أن يدفع الزخم الهبوطي في الذهب الأسعار إلى التراجع إلى أدنى مستوياتها في عام 2023 عند 1810 دولارات في السوق الفورية. حيث يتم تداول الذهب الفوري  حاليًا حول مستوى  1870 دولارًا للأوقية.

حركة هبوطية سريعة

كانت حركة الذهب هذه سريعة جدًا منذ قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأن سعر الفائدة. حيث اكتسبت عمليات البيع زخمًا يوم الثلاثاء بعد أن انخفضت الأسعار إلى ما دون أدنى مستوياتها في أغسطس عند 1885 دولارًا.

وتأتي عمليات بيع الذهب هذه بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه يتوقع الحفاظ على سياسة نقدية تقييدية في المستقبل المنظور حتى مع انتهاء دورة التشديد. وهو الأمر الذي دفع عائدات السندات إلى أعلى مستوياتها في 16 عامًا والدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر.

بيد أن قوة الدولار، المدعومة بارتفاع أسعار الفائدة، والتي تعكس مرونة الاقتصاد الأمريكي والزيادة الهائلة في العرض، فضلاً عن التحوط أو التصفية من قبل الآخرين، قد استنزفت قوة الذهب السابقة. فيما اعتقد الكثيرون أن ارتفاع التضخم سيدعم الذهب، لكن ارتفاع التضخم يعني ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل المعدن غير الحامل للفوائد أقل قيمة إلى حد ما.

بيد أن ضعف الاقتصاد الأوروبي هو أيضًا عامل مهم في قوة مؤشر الدولار الأمريكي الأخيرة. حيث سيكون من الصعب على المستثمرين التخلص من الدولار مع استمرار مرونة الاقتصاد الأمريكي بشكل معقول مقارنة بالدول الأخرى.

وفي الوقت نفسه، قد يكون الذهب عرضة لمزيد من عمليات البيع الفني الآن مع استمرار قوة الدولار، وارتفاع عوائد السندات، وصدور بيانات اقتصادية تدعم تشديد السياسة النقدية من حين لآخر.

الذهب لديه مجال للصعود

وعلى الرغم من أن الذهب لا يزال تحت ضغط على المدى القريب، إلا أن المعدن الثمين ما زال لديه مجال للارتفاع مرة أخرى.حيث سيحتاج الذهب إلى الهبوط إلى أقل من 1800 دولار للأوقية قبل أن تتغير توقعاته الأساسية.

بيد أن ارتفاع أسعار الطاقة إلى جانب تباطؤ النمو الاقتصادي يخلقان بيئة مضطربة، والتي يتوقع أن تدفع أسعار الذهب في النهاية إلى ما يزيد عن 2000 دولار للأوقية.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الذهب عمليات شراء مكثفة مع انخفاض الأسعار، وفي حين أن أسعار الذهب لا يزال لديها مجال للانخفاض، لا ينبغي للمستثمرين تجاهل القيمة طويلة الأجل في السوق، حيث يعتبر بعض المحللين أن هذا الانخفاض فرصة للشراء.