البيتكوين الناجي الوحيد من مجزرة الدولار

"إن الطريق الاستثماري الناجح والذي يحوي حاوية كبيرة من الأرباح، هو ذات الطريق الذي يحوي الكثير من التعرجات والتصحيحات السعرية وهذا لا يكون إلا من خلال تقنية جديدة تصارع حتى البقاء"

- بنجامين جراهام

عندما نتكلم عن قطاع العملات الرقمية، فإننا نتكلم عن أكثر القطاعات حداثة في أسواق المال، وقد يبدو لنا للوهلة الأولى كمستثمرين أن أسواق المال لم تألف التعامل مع التقنيات الحديثة أو على الأقل ليس هناك قواعد تحكم التعامل مع التقنيات الحديثة، إلا أن هذا خاطئ تماماً، حيث أن هناك قواعد تحكم الاستثمار بالتقنيات الحديثة تبدئ من قواعد كلاسيكية في توزيع الأصول وصولاً إلى فهم التقنية و مرابطتها بالثغرة التي حلتها في أسواق المال، على سبيل المثال إن شركات الأنترنت عام 1990 مقاربة تماماً في سلوكها للعملات الرقمية وعليها نقيس القواعد الكلاسيكية ليبقى الإبداع هو بالمرابطة مع أهل الاختصاص كأن نسأل الأخصائي في الأنترنت عن الطفرة في هذا القطاع فنرابطها مع الماضي حتى نعرف كيف نتصرف كمحللين.

آخر التطورات الفنية

"إن السوق الصاعدة تأتي باكراً لمن خطط جيداً لها، وفي الحقيقية هذا الأمر مزعج جداً لمن لم يواكب خطته و مزعج أكثر لمن لا يمتلك خطة"

- روبرت كيوساكي

في الأسبوع الماضي صعد مؤشر الدولار بنسبة لا تقل عن 3%، في حين كون هذا الصعود أقرب إلى أن يقال طبيعي إلى أنه أدى إلى تراجع السلع التحوطية كالذهب، والفضة لتسجل تراجعها خسارات ضخمة، وكذلك تراجعت المؤشرات والأسهم الأميركة حيث بلغ تراجع مؤشر {{8873|عقود داو جونز الاجلة}} الصناعي لوحده 4%.

كنظرة أولى يبدو سوقاً دموياً في كل ما تحمله الكلمة من معنى، إلا أن نظرتنا كمحللين في أسواق المال دفعنا إلى تحري بعض التفاصيل والتي وحدنا من خلالها تماسك بعض الأصول وترجع أصول أكثر لنستنتج أننا أمام فشل معلوماتي ذكرناه أكثر في مقالنا السابق بعنوان الذهب يعلمنا درسًا مهمًا، ولكن في نظرتنا للسوق اليوم وجدنا أن قطاع العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين، اللايتكوين، واللإيثيريوم يحققان تقدماً ونمواً في ظل سوق دموي وهذا يجعلنا نقول أن العملات كانت الناجي الوحيد من مجزرة الدولار.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

الآونة الأخيرة لقطاع العملات الرقمية كانت مليئة بالأحداث التي قد تدفعه نحو التضارب فقسم منها زاد تشاؤم المستثمرين كتعرض ثالث منصة للعملات الرقمية للاختراق CoinEx، وقسم منها دفعنا إلى أن نعيد الأمل نحو العملات الرقمية مرة أخرى مثل موافقة هيئة الأوراق المالية على اتاحة العقود المباشرة لتداول البيتكوين لأشهر المحافظ في الولايات المتحدة.

فشل هيئة الأوراق المالية و البورصات الأميركية SEC في قضيتها على Binance جعل من عملة BNB تعاود الانتعاش لتتداول بارتفاع 6%.

بدئ دخول المحافظ الشهيرة مثل BlackRock الأسواق بشكل فعلي و ذلك بعد أن قدمت طلب لهيئة الأوراق المالية sec، علماً أن دخولهم الفعلي للأسواق يكون من خلال ارتفاع الفوليوم الملحوظ.

التحليل الفني للسعر

بالنظر إلى البيتكوين، كونه المتحكم الأكبر في قطاع العملات الرقمية نلاحظ العوامل الفنية التالية:

1. السعر بقاعه الأخير يشكل قناة سعرية واضحة المعالم، تشكلت ذاتها عندما تداول السعر قبل الهالف الأخير قبل ثلاثة أعوام وقبل الصعود نحول 68 للمرة الأولى.

2. ارتفاع نسب الفوليوم الشرائي بشكل ملحوظ عند تداول السعر بالقرب من الشق السفلي للترند الصاعد .

3. السعر يشكل مجموعة من الشموع عند مستوى 25 ذو سلوك تداولي معروف بمناطق ارتداد قوية، وهذا واضح من خلال من الشموع التي لها ذيول طويله و التي تعبر عن مناطق مقاومة قوية.

4. السعر يسلك سلوك الموجة السعرية الثالثة من أمواج إليوت الصاعدة وهذا دليل على قرب تشكل الموجة السعرية الثالثة.

الخلاصة الفنية

عوامل بدئ السوق الصاعدة واضحة، وخصوصاً إذا أغلق السعر في نهاية هذا الأسبوع أعلى من 28000 ليستهدف مستوى 30، 34، إلا أنه وبالمرابطة مع التحليل الأساسي فإن السوق والتي لها الزخم المعروف بالصعود نحو استهداف مستويات جديدة ستكون في بداية السنة القادمة وخصوصاً بعد HALFING

السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني

" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"

- مارك دوجلاس في كتابه Trading in the Zone

كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول:

السيناريو الأول

الشرط: الإغلاق أعلى 27 لمرتين متتاليتين

دقة السيناريو: 70%

بهذه الحالة سنرى استهداف لمستوى 30، 34، 37.

السيناريو الثاني

الشرط: فشل الإغلاق أعلى 27

دقة السيناريو: 30%

بهذه الحالة سنميل للتداول العرضي.

توصية المحلل

" تمر معظم أوقات الحياة، والناس تقول لم يحن الوقت ثم يفوت الأوان"

- غوستاف فلوبير

فيما يتعلق بالعملات الرقمية دوماً ما كنت أميل إلى فكرة التقسيم المالي كون التقسيم المالي الصحيح هو الذي يجعلك الناجي الوحيد في سوق مليء بالتخبط وعلى هذا أوصيك بهذا التقسيم:

· 40% للعملات الرقمية اللامركزية الأساسية و التي يقوم عليها السوق ,مثل ETH , BTC

· 20% للعملات الرقمية التي تسابق البيتكوين في تقنيتها مثل Matic

· 20% تخصص للاحتياط

· 10% تخصص للمخاطرة و الفرص عالية المخاطر

رأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ تذكر تماماً أن الأسواق تتطلب براعة في التخطيط وليست براعة في التوقع فأفضل ما يربح في الأسواق هو ما ليس متوقع فلم نكن لصراحة نتوقع أن تنجو العملات الرقمية من مجزرة الدولار، ولكن من كانت استثماراته موزعة جيداً نجى....

المحلل: عمر الصياح

للمزيد تابعنا على التويتر...

Twitter: @omarsyyah