" مشكلة الدولار هو أنه عملة سياسية لا قيمه له، ولكن من يدير هذه السياسة لديه القدرة بأن يقنعك بأن الدولار له قيمه أكثر من أي شيء آخر"
- روبرت كيوساكي
عام 1945 وبعد أيام من اتفاقية Bretton woods والذي تم اعتماد الدولار فيها كعملة بديلة للذهب صرح ونستون تشرشل عبارته الشهيرة حول الحكومة الأميركية التي تقول أن الولايات استطاعت اقناع العالم بأسره بأن يذهب إلى الجحيم و هو مبتسم، لكن لم ندرك معنى هذه العبارة كمحللين حتى عام 1975 وعندما صرح الرئيس السابق للولايات المتحدة عن فصل العلاقة بين الذهب و الدولار ليرتفع سعر الذهب سبع أضعافه اليوم وتصبح العلاقة مع الدولار علاقة كلمات لا أكثر، نرى قوة هذه الكلمات من خلال الخطابات الرنانة و الاتفاقيات السياسة التي تعلوها الكلمات الدبلوماسية.
آخر التطورات الفنية
تداول مؤشر الدولار الأميركي بصعود حتى مستويات 107 في الوقت الحالي لكتابة المقال ليسجل بصعوده خسائر فادحة لكل من الذهب، الفضة، وتراجعات قد تبدو مدروسة للمحلل الاقتصادي إذا ما نظرنا إلى نسب هذه التراجعات وقارناها في الماضي
آخر الأخبار وأثرها على مؤشر الدولار
إن التشديد المستمر الذي يفرضه الفيدرالي لكبح التضخم، بدأت معالمه وآثاره بالظهور وخصوصاً من خلال التراجع في التدفق النقدي ما بين المستثمرين، وهذا يؤول بشكل أو بآخر إلى علائم ركود على الأبواب، ستكون أثاره وخيمة على كل من الأسهم الأميركية، و المؤشرات الاقتصادية، مما يجعل الرابح الواحد من أزمة الركود هو الذهب.
إن ارتفاع مؤشرات الخوف في الوقت الحالي يجعل نخبة من المستثمرين رغم انهيار الذهب تلجئ إليه، وهذا نظرا لكون الذهب في الوقت الحالي يسعر بسعر أقل من قيمته الحقيقة، وهذا باستخدام معادلات التسعير بين الذهب و الدولار فإذا نظرنا إلى الدولار عندما كان بأعلى قيمه تاريخية له وهي 114 كان سعر الذهب 1670 وعليه لا بد أن يكون سعر الذهب في الوقت الحالي لا يقل عن 1880 مما يجعل الضغط السلبي على الدولار على المدى البعيد كبير نوعاً ما.
الدولار في هذا الأسبوع بانتظار خلاصة الخطابات التي ستكون من الفيدرالي، ونتيحه الميزان التجاري للولايات المتحدة والذي من المتوقع بشكل كبير أن تكون لصالحه.
التحليل الفني للمؤشر
بالنظر إلى مؤشر الدولار الأميركي نلاحظ العوامل الفنية التالية:
1. السعر يتداول بفوليوم شرائي عالي جداً وهذا يوضح أن الرالي لم ينتهي بعد
2. السعر يتداول بالقرب من قمة تاريخية مهمة ( 107) بكسرها قد يتوجه السعر نحو مستويات قياسية
3. السعر برالي صاعد طبيعي جداً فنياً ومن الممكن أن يستهدف السعر مستويات قياسية وفقاً للقناة السعرية الصاعدة
الخلاصة الفنية
علائم الصعود واضحة جداً أنها ستستمر بحال اخترقت 107 و أغلقت أعلاها و على الرغم من أن الصعود مؤلم للذهب إلا أنه بكل أسف هذا الصعود للدولار في ظل كارثة لا نعلم ما هي فإنه طبيعي.
المؤشر على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
- مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول:
السيناريو الأول
الشرط: الإغلاق على 107 لمساء اليوم
دقة السيناريو: 70%
بهذه الحالة سنرى استمرار للصعود نحو 108، 109، 110 وهذا له أثر سلبي كبير جداً يدفع بالذهب نحو اختبار 1776، و أن تختبر الفضة مستويات 18$
السيناريو الثاني
الشرط: فشل الإغلاق أعلى 107، و الإغلاق لثلاث شموع أسفل 106.5
دقة السيناريو: 30%
بهذه الحالة سنرى تصحيح لمؤشر الدولار نحو 103، 102، ومنه انتعاش الذهب وارتفاعه نحو 1880، و الفضة نحو 22
رأي المحلل الفني
" تمر معظم أوقات الحياة، والناس تقول لم يحن الوقت ثم يفوت الأوان"
- غوستاف فلوبير
أكثر ما يثير دهشتي من المتداولين في هذا المجال هي أن كل انهيار أو حركة غير متوقعة تكون غريبة عليهم وكأنما انتهى الاقتصاد وذهبت كل الفرص، تذكر عزيزي المستثمر أن الأسواق في بعض المرات لا يهم فيها براعة أن تتوقع بقدر ما يهم أن تكون قادر على التأقلم مع ما حدث لتحول الانهيار الحاصل لفرصة وهذا لا يكون من خلال التوقع و إنما من خلال التقسيم المالي الذي يعطيك الأحقية بأن تدخل بعد انهيار فلا يفوت الأوان.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah