يشكل الصراع المستمر بين حركة حماس وإسرائيل تهديدًا جيوسياسيًا كبيرًا لأسواق النفط، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي.
وعلى الرغم من أن الصراع لم يؤثر بعد على تدفقات النفط، إلا أن التصعيد محتمل بشكل متزايد.
أولاً، يمكن للولايات المتحدة أن تصعد العقوبات ضد إيران إذا تورطت تلك الدولة في الصراع، مما يزيد من الضغوط على السوق غير المستقرة بالفعل.
ثانياً، أصبح اتفاق تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الذي تفاوضت عليه واشنطن والذي سيسمح للمملكة السعودية بزيادة إنتاج النفط، موضع تساؤل.
ولدعم أسعار النفط، أعلنت السعودية وروسيا عن تخفيضات طوعية في الإمدادات حتى نهاية عام 2023.
وأدت هذه التحركات إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عقد في أواخر سبتمبر.
ومع ذلك، تسببت المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الكلي في انخفاض الأسعار بشكل حاد قبل أسبوعين.
وهناك قلق كبير بشأن إيران، حيث يحتمل أن تقوم بتعطيل تدفق النفط عبر مضيق هرمز، الشريان المهم الذي يحمل خمس إمدادات العالم.
ومن المهم أن نتذكر أن إيران تخضع بالفعل للعقوبات، وأن احتمال فرض عقوبات أمريكية أكثر صرامة يمكن أن يكون له تأثير أكبر على إمدادات النفط وأسعار الطاقة.
وسيحاول الرئيس بايدن تجنب هذا الوضع، خاصة قبل انتخابات 2024.
وقد كانت هناك محاولة للتقريب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، مع قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط.
وبحسب التقارير، فإن الاتفاق يدعو إلى تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل مقابل اتفاق دفاعي مع واشنطن.
وبالإضافة إلى ذلك، أبلغت السعودية البيت الأبيض باستعدادها لزيادة إنتاج النفط مطلع العام المقبل للمساعدة في التوصل إلى هذا الاتفاق.
وفي وقت كتابة هذا التقرير، وصلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 87 دولارًا للبرميل يوم الاثنين، متراجعة للجلسة الثانية على التوالي، حيث أدت الجهود الدبلوماسية لتجنب نشوب حرب بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط إلى تقليل المخاوف بشأن إمدادات النفط في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، وصلت قوافل إنسانية من مصر الدولة المجاورة خلال عطلة نهاية الأسبوع لمساعدة غزة، حيث علقت إسرائيل هجومها تحت ضغط أمريكي.
وتبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها للحفاظ على استقرار أسعار النفط، بما في ذلك رفع العقوبات عن فنزويلا العضو في منظمة أوبك بعد أن تعهدت بإجراء انتخابات ديمقراطية العام المقبل.
وبناءً على ملاحظاتي، أعتقد أن الصراع لا يزال محدودًا بسبب التدخل الأمريكي.
إنهم لا يريدون ارتفاع أسعار النفط ويشاركون حاليا في قضايا مثل الأزمة في أوكرانيا.
ومع ذلك، هناك خطر من أن يتحول إلى صراع إقليمي أوسع إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
وبسبب رفع العقوبات عن فنزويلا وانهيار الطلب على النفط في الولايات المتحدة، فمن المرجح أن تنخفض أسعار النفط أكثر.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تزايد توافر النفط سوف يسهم في هذا الاتجاه الهبوطي.
ومن وجهة نظر فنية، فإن الاتجاه الطويل يفقد قوته، ومع انخفاض التوترات في الشرق الأوسط - وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا - أتوقع أن نرى أسعار النفط حول 82 دولارًا للبرميل في الأرباع المقبلة.