لا تزال أجندة البيانات هادئة عبر الأسواق المتقدمة، لكن هناك المزيد من البيانات من محافظي البنوك المركزية. وقد أدلى المتحدثون باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتعليقات متشددة، مؤكدين على مكافحة التضخم وإبقاء الخيارات مفتوحة لشهر ديسمبر. وعليك توقع المزيد من التراجع ضد الرهانات الحذرة مع ظهور باول على المسرح اليوم وغدًا: فقد يكون هناك المزيد من الوقت لتعافي الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي: تدخل متشدد من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي
بدأ ارتداد الدولار في اكتساب بعض الزخم. وتعتبر التصريحات المتشددة عمومًا التي أدلى بها أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي أمس، هو ما قد ساعد على الأرجح الدولار الأمريكي حيث أكد كل من المتشددين- نيل كاشكاري - والمتفائلين- أوستان جولسبي - على معركة التضخم وتركوا جميع الخيارات مفتوحة لاجتماع ديسمبر. وردد عضوان آخران من المتشددين وهما، ميشيل بومان ولوري لوغان، الرسالة. وقد استعادت مقايضات الدولار الأمريكي لمدة عامين المسجلة لليلة واحدة الآن بعض مكاسبها، حيث تم تداولها بحوالي 4.75% هذا الصباح، على الرغم من استمرار الطلب على سندات الخزانة لمدة 10 سنوات أمس وتحوم حول 4.60% الآن. وعلى أية حال، تستمر حساسية الدولار تجاه عائدات الولايات المتحدة في الانخفاض عندما يتم احتواء تقلبات الأسعار.
وسيظل الحديث الفيدرالي هو الموضوع الرئيسي اليوم، وربما لبقية الأسبوع نظرًا لهدوء البيانات الأمريكية. كما سيلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بعض الملاحظات الافتتاحية في حدث اليوم، على الرغم من أن حلقة النقاش التي سيعقدها في مؤتمر صندوق النقد الدولي غدًا هي المكان الذي يمكننا فيه سماع المزيد عن السياسة النقدية. أما اليوم، فمن المقرر أن يتحدث كل من ليزا كوك، وجون ويليامز، ومايكل بار، وفيليب جيفرسون عن مواضيع اقتصادية مختلفة. وهم مجموعة من المتحدثين يجلسون إلى حد كبير في المنطقة المحايدة من الطيف المتفائل للمتشددين، لذلك سيكون من المثير للاهتمام سماع وجهات نظرهم حول الظروف المالية، خاصة بعد الانخفاض الأخير في العائدات.
ونحن نميل إلى الاعتقاد بأن التراجع ضد التفسير المتشدد لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير سيستمر، وعلى الرغم من بعض المقاومة ضد العودة إلى مركز الدفع في أسعار الفائدة طويلة الأجل، يبدو أن أسواق العملات الأجنبية تستجيب بسرعة أكبر لهذا السرد. كما يمكننا أن نرى الدولار يجد المزيد من الدعم في بقية الأسبوع. حيث تبدو العودة إلى 106.00 في مؤشر الدولار مرجحة خلال الأيام المقبلة، على الرغم من أن الانتقال إلى 106.50 قد يتطلب على الأرجح عودة سعر مبادلة الدولار الأمريكي لمدة عامين إلى 5.0%، وهو ما قد يحدث فقط بعد بعض الطمأنينة في البيانات التي تأتي من خلال الولايات المتحدة.
اليورو: يجب متابعة العديد من متحدثي البنك المركزي الأوروبي
لا نتفاجأ برؤية زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي يعود إلى ما دون 1.0700. فقد كان فارق المبادلة على المدى القصير يشير إلى تصحيح في الزوج حتى قبل انتعاش سعر صرف الدولار الأمريكي لمدة عامين - كما ناقشنا يوم الاثنين.
ومع معارضة مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي لإعادة التسعير الحذرة مؤخرًا، نعتقد أن هناك مجالًا أكبر قليلًا لاستمرار تصحيح زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي. وفي منطقة اليورو، سيتم اليوم مراقبة توقعات التضخم الاستهلاكي من البنك المركزي الأوروبي لشهر سبتمبر. وستكون القيمة المتوسطة لمدة 3 سنوات مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها ارتفعت في يوليو وأغسطس، إلى 2.5٪ بعد انخفاضها من قمم 2022 البالغة 3.0٪.
أما على جانب السياسة النقدية، يستعد العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي للتحدث اليوم وهم: المتفائلون فيليب لين وبابلو هيرنانديز دي كوس، والمتشددون بيير وونش، ويواخيم ناجل، ومارتينز كازاكس، بالإضافة إلى غابرييل مخلوف وبوريس فوجيتش الأكثر اعتدالًا. وقد أضافت الأسواق حوالي 20 نقطة أساس من التيسير إلى منحنى مقايضات الدولار الأمريكي المفهرسة لليلة واحدة بحلول منتصف عام 2024 خلال الأسبوعين الماضيين، وربما هذا هو ما ستركز عليه رواية المتحدثين عن البنك المركزي الأوروبي (خاصة المتشددين)؛ التراجع عن تخفيضات أسعار الفائدة. ومع ذلك، على عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي، تعتمد إعادة تسعير البنك المركزي الأوروبي الحذرة على أدلة أكثر قوة على التباطؤ الاقتصادي، مما يعني أنه سيكون من الصعب على أعضاء البنك المركزي الأوروبي إقناع الأسواق بتسعير التخفيضات. وقد يواصل زوج العملات اليورو مقابل الدولار الأمريكي عودته التدريجية نحو 1.0600/1.0650 في الأيام القادمة.
الجنيه الإسترليني: مجال أكبر لإعادة التسعير المتشدد
ارتفعت سندات الخزانة عبر المنحنى أمس وقفز زوج العملات اليورو مقابل الجنيه الاسترليني فوق 0.8700 أمس بعد جولة من التصريحات الحذرة التي أدلى بها كبير الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا هيو بيل أمس. وقال بيل إنه سيكون هناك "انخفاض حاد آخر" في التضخم في أكتوبر، وألمح بشكل حاسم إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في منتصف العام المقبل. وهذا يتناقض إلى حد ما مع الجهود السابقة لدفع رواية الارتفاع لفترة أطول من قبل مسؤولي بنك إنجلترا.
ومع ذلك، تتوقع الأسواق تخفيفًا بمقدار 30 نقطة أساس في المملكة المتحدة بحلول أغسطس 2024، وهو ما يبدو متواضعًا إلى حد ما مقارنة مع 50 نقطة أساس + المتوقعة للولايات المتحدة ومنطقة اليورو. ونعتقد أن هناك مجالًا لمزيد من إعادة التسعير الحذرة في توقعات بنك إنجلترا في المستقبل.
واليوم، ستتجه كل الأنظار نحو خطاب محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي. وليس من الواضح ما إذا كان سيناقش السياسة النقدية، ولكن إذا فعل ذلك، فقد يميل إلى تخفيف موقفه بشأن تخفيضات أسعار الفائدة التي اقترحها هيو بيل أمس.
أوروبا الوسطى والشرقية: خفض سعر الفائدة في بولندا، ولا تغيير في رومانيا
اليوم لدينا جدول أعمال مزدحم في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية. وفي الصباح سنرى أرقام البيع بالتجزئة من رومانيا والمجر. وفي وقت لاحق اليوم سنرى نتائج اجتماعات البنك المركزي في بولندا ورومانيا. أما بالنسبة للبنك الوطني البولندي، نتوقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم، وهو ما يتماشى مع توقعات السوق والاستطلاع، لكننا نرى خطرًا يتمثل في بقاء أسعار الفائدة دون تغيير. وعلاوة على ذلك، فإن التوجيهات المستقبلية للاجتماع القادم ستكون أساسية. ومع ذلك، كما هو الحال دائمًا، من المقرر عقد المؤتمر الصحفي غدًا. حيث سيكون لدى البنك المركزي أيضًا توقعات جديدة. ومن المتوقع أن يترك البنك الوطني الروماني أسعار الفائدة دون تغيير، وهذه المرة ينبغي أن يكون الأمر غير حدث. كما نعتقد أن البنك المركزي الهندي سينتظر حتى أبريل من العام المقبل لإجراء أول خفض لسعر الفائدة. ولكن، على الأقل، سيكون لدينا هنا أيضًا توقعات جديدة للبنك المركزي.
وقد كان الزلوتي مستقرًا إلى حد ما خلال الأسابيع القليلة الماضية عند مستوى زوج العملات اليورو مقابل الزلوتي البولندي عند 4.450. وما زلنا إيجابيين بشأن PLN ونعتقد أن اجتماع اليوم يجب أن يكون حافزًا لأسعار الفائدة لإعادة تقييم وجهة النظر الحذرة. كذلك، من المفترض أن يدفع هذا زوج العملات اليورو مقابل الزلوتي البولندي للأسفل واختبار مستوى 4.420 لن يكون مهمة صعبة. ومع ذلك، فإن المفتاح سيكون اتصال المحافظ غدا. وفي المقابل، يبدو أن زوج العملات اليورو مقابل الليو الروماني يستقر بأمان في نطاق ضيق يبلغ 4.960-4.975. ولا تزال السيولة الفائضة في النظام قريبة من مستويات قياسية، لذا لا نتوقع أي تغيير على الوضع الحالي. ومن المرجح أن يكون الاندفاع نحو ضعف الليو الروماني فرصة للبنك المركزي للحفاظ على فائض السيولة عند المستويات الحالية على الأقل، وإلى أن يصبح التضخم تحت السيطرة الكاملة، لا يمكننا أن نتوقع الكثير من الحركة هنا.