"فاتورة الحرب لا تدفع في وقت الحرب وإنما تدفع لاحقاً "
بنجامين فرانكلين
في ظل اختلاف العقائد بين بقاع الأرض تصبح الحروب أمر حتمي ، وفي كل حرب هناك من يدفع الثمن ، وهناك من ينتصر ،وبالرجوع إلى ماضي الذهب نرى أنه يتصدر المرتبة الأولى بتأثره بأي حرب ، ففي حرب الولايات مع العراق ارتفع بنسبة 20% ، وفي ظل حرب الولايات مع روسيا تأثر بنسبة 10% ، وفي ظل كوننا مستثمرين علينا أن نعي التصرف التصحيح لأثر الحرب حتى ندرك الخروج منها سالمين لأن ضريبة الحرب كمحللين نراها أعقد من مجرد ارتفاع في سعر الذهب.
آخر التطورات الفنية
في مقالنا السابق بعنوان الذهب يستعد للأسوأ ، نوهنا أن الإغلاق المتتالي للسعر أعلى 1950 تعني الوصول إلى 2000 ، وحتى لحظة كتابة المقال صعد الذهب إلى 1980 ، لنجد أن الزخم انحسر نحو الأسفل مما قد يجعلنا نغير وجهة نظرنا وفقاً لمستجدات التحليل.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" في ظل الحروب يبحث المستثمر الذكي عن السبب الرسمي الذي ستتخذه الحكومة حجة لتدهور الأسواق ، وهذا الخبر يكون بالأخبار بالبسيطة"
·الحوثين يدخلون الحرب بشكل رسمي بعد أن احتجزوا سفينة تابعة للكيان.
·إيران تصرح بأنها غير مسؤولة عن تصرف الحوثين ، وهذا ما يجعل الوضع حتى هذه اللحظة محصور ضمن إطار مقاومة لا يخيف إلا بحال تدخلت دول أكبر حول الحرب إلى حرب إقليمية.
·الحكومة الأميركية تتفاوض مع الكونجرس من أجل أزمة سقف الديون، وهذا يجعل الولايات تحت عبء كبير.
·هذا الأسبوع بانتظار أخبار تعكس الواقع الاقتصادي الحقيقي للولايات من خلال مؤشرات الحركة الاقتصادية ونحن بانتظارها.
الخلاصة:
لا أرى من حيثية التحليل الأساسي أي أمر يدفع بسعر الذهب نحو الهبوط ، فإن الحرب على شفى أن تتصاعد وهذا يدفع بأسعار الذهب نحو الارتفاع أو البقاء مرتفعة على الأقل ، أضف على ذلك أن الولايات في أساسها تتعرض لضغط مالي يكلفها الكثير فهي أكبر داعم لأوكرانيا وحرب أوكرانيا لم تنتهي بعد ، وهي أكبر داعم لإسرائيل ، وهي تدعم أساساً في ظل أكثر فترة تحتاج فيها للدعم ، هذه كلها أمور تدعوا للقلق بشأن الاقتصاد الأميركي ، وأنا هنا لا أقول الانهيار ، ولكن قد نرى فترة ركود نظراً لضعف الضخ وهذا ما حدث بعد كل حرب خاضتها الولايات ، ليبقى هنا الفارق هنا في هذه المرة أن هذا الركود في هذه المرة سيكون تضخمي " Stagflation "
الركود: هو ضعف حركة الاقتصاد ويصاحبها انخفاض بالأسعار مع انخفاض الدخل.
الركود التضخمي: ضعف في حركة الاقتصاد مع ضعف بالعملة وارتفاع بنسب البطالة
التحليل الفني للسعر
بالنظر فنياً على السعر ضمن الشارت اليومي:
·الهبوط الأخير الذي حدث في بداية شهر 11 حقق اختبار لنموذج الراية الصاعد.
·الزخم بدأ بالانحسار عند مستوى 1985 والزخم الطبيعي للذهب هو حركة الشمعة بمعدل ثلاث نقاط خلال الثانية الواحدة ، فإذا انخفض في ظل منطقة مرتفعة فإن هذا دليل على أن صناع السوق " الحيتان " بدؤوا يصنفون السعر على أنه مرتفع وإذا كان السعر لابد أن يبقى مرتفعاً نظراً للظروف عليه أن يقوم بإعادة اختبار لآخر مستوى فيبوناتشي صعد منه وبهذا يحصل على العزم الكافي لاختراق المنطقة ، والزخم المرتفع للذهب هو أربع حركات في الثانية الواحدة.
الخلاصة الفنية: على الذهب أن يعيد اختبار مستوى 1955، ويناور للصعود مرة أخرة نحو 1985 ، فإن أغلق أعلى 1950 بعد أن اختبرها بشمعة ذات ذيل طويل ، سيستهدف 1985 كأول مرحلة ، وإن اخترق مستوى 1985 و أغلق أعلاها تعني أن السعر متوجه إلى 2030 كأقصى جد بحال تحقق .
الشرطين السابقين ، علماً أن البقاء ضمن هذه المستويات ليس آمن ـ أي قد يتعرض للعودة لأسعاره الطبيعية في أي لحظة
لذا بناء على التحليل نصيغ التوقع على المدى المتوسط
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
"السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي "
مارك دوجلاس
كوننا نعامل السوق على أنه بيئة احتمالية و أي احتمال بها وارد ، ولا يمكن تفادي كثرة هذه الاحتمالات إلا من خلال أسلوب الشرط و النتيجة و الذي يقتضي بدراسة كل احتمال و شرط تحققه ، وبحال لم يتحقق الشرط فإن الاحتمال لن يرد.
السيناريو الأول
الشرط: اختبار 1950، ثم الإغلاق اليومي أعلى 1955
دقة السيناريو: 65%
بحال تحقق الشرط: سيصعد الذهب بزخم كافي لأن يعيد استهداف 1985 ثم 1990 وهناك تتشكل شروط أخرى لاستمرار الصعود أهمها الإغلاق أعلى 1985 مع الحفاظ على زخم الذهب الطبيعي.
السيناريو الثاني
دقة السيناريو: 45%
بحال فشل الشرط السابق ، ولم يستطيع الذهب الإغلاق أعلى 1955 فإننا لا نتوقع الهبوط القوي للذهب وإنما تداول عرضي ما بين 1940 – 1951
رأي المحلل الفني
حقيقة إني أرى أن أسعار الذهب في الوقت مبالغ فيها وهذا ما يفسر أن الزخم بدئ بالانحسار ، ولو لم تكن الظروف الجيوسياسية ، والضغط المالي على الولايات موجود لكانت أسعار الذهب كأقل تقدير عند 1700 ، لتبقى النصيحة المثالية عندما تتعامل مع الذهب أن تصنف أسلوبك بعناية فائقة فإذا كنت مضارب قد من الجيد الشراء من مستوى 1950 ، وإذا كنت مستثمر متوسط وبعيد المدى قد تجد هذه الأسعار مبالغ فيها وقد ترفع تكلفتك لذا تذكر في كل مرة تعامل فيها الذهب أن تقارنه بالتكلفة و المدى الزمني حتى يسهل تعاملك معه وترى أنه يحقق غايتك.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
X: @omarsyyah