على الرغم من انحياز بنك الاحتياطي الفيدرالي المتشدد، إلا أنها مسألة وقت فقط قبل أن يضطر البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة، وهذا التحول المتوقع هو الذي سيدفع أسعار الذهب لمواصلة صعودها القوي فوق 2000 دولار للأوقية.
لم يكن للسوق سجل حافل هذا العام في محاولة توقع تحول سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي النقدية. ومع ذلك، فإن تباطؤ الاقتصاد يوضح أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية قد بلغ ذروته.
يمكنك الاستمتاع بخصم استثنائي يصل إلى 55% على أداة InvestingPro ويمكنك الحصول على خصم إضافي 10% عند استخدام كوبون SAPRO
السوق دائمًا يتطلع إلى المستقبل، لذلك لا نحتاج فعليًا إلى أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة حتى يتحرك الذهب. هناك فقط تصور بأن ذلك سيحدث. فالناس يشترون الذهب لأنهم يعتقدون أن تخفيضات الفائدة قادمة لا محالة.
في حين أن الذهب لم يتمكن من الحفاظ على مكاسبه فوق 2050 دولارًا للأونصة، إلا أن الأسعار أنهت شهر نوفمبر عند أعلى سعر شهري لها على الإطلاق. فيما يتم تداول أسعار الذهب الفورية عند 2038 دولارًا للأوقية، بارتفاع بنسبة 0.11% خلال تعاملات اليوم.
يكمن الخطر بالنسبة للذهب في الوقت الحالي في أن الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو بوتيرة كبيرة، الأمر الذي سيجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوى مقيد، لكن حتى التوقف المتشدد لن يغير السرد القائل بأن الخطوة التالية ستكون خفض سعر الفائدة.
وإلى جانب الفائدة المرتفعة، تؤدي هذه التوقعات المتغيرة بشأنها إلى خلق حركة سعرية صحية ذهابًا وإيابًا في السوق. إذ لم نشهد فترة شهدت نشاطا كبيرا على الجانبين، حيث كان الناس يبيعون ويشترون على حد سواء. وهذا يوضح مدى تنوع الآراء في السوق. إذا حافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي على تقييده للسياسة النقدية كما هو الآن على مدى السنوات العشر المقبلة، فمن المحتمل أن يكون امتلاك سندات الخزانة هو الصفقة الأفضل بدلاً من الذهب. ولكن هل يمكن أن يحدث هذا السيناريو؟ لا لن يحدث. وبالتالي فتخفيض الفائدة قادم لا محالة وحينها سيقفز الذهب.
فقد الدولار الأمريكي الكثير من قوته في الأسابيع الثلاثة الماضية حيث بدأت الأسواق في تسعير خفض أسعار الفائدة خلال النصف الأول من العام المقبل، وهو الأمر الذي يبشر بارتفاع قادم للذهب.
على الرغم من أن بعض المستثمرين متفائلون بأن البنك المركزي الأمريكي يمكنه تنظيم هبوط سلس للاقتصاد، إلا أن هناك بعض الشكوك، ومع هذا القدر الكبير من عدم اليقين، فمن المنطقي أن يكون لديك محفظة متنوعة بشكل جيد تشمل الذهب. إذ إننا بصدد مواجهة ركود أكثر حدة مما يتم تسعيره حاليًا في السوق، مما يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر. وهذا فقط لأنه، من الناحية التاريخية، هناك دائمًا هبوط ناعم قبل أن يكون هناك هبوط صعب.
مشتريات البنوك المركزية
بيد أن مشتريات البنوك المركزي المرتفعة والمستدامة تعد بمثابة عامل آخر يدعم أسعار الذهب. حيث إن المستويات المرتفعة بشكل غير طبيعي من مشتريات البنوك المركزية قد تساعد في تفسير سبب تحدي سعر الذهب للضغوط النزولية الناجمة عن قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عائدات السندات حتى الآن هذا العام، إذ أضافت البنوك المركزية أكثر من 800 طن من الذهب إلى احتياطياتها خلال هذا العام.
من المتوقع أن تظهر البنوك المركزية انحيازًا قويًا لشراء الذهب هذا العام، على الرغم من أنه من غير المتوقع أن تطابق المستوى القياسي للعام الماضي. ومع ذلك، إذا كان الربع الرابع قويًا مثل الربع السابق، فإن صافي مشتريات البنوك المركزية العالمية ستتجاوز الرقم القياسي المسجل في العام الماضي البالغ 1082 طنًا.
بين مارس ومايو 2023، كان البنك المركزي التركي يبيع الذهب في الأسواق العامة المحلية لتلبية الطلب القوي على السبائك والعملات والمجوهرات بعد حظر جزئي مؤقت على واردات الذهب، لكنه بعد ذلك استأنفت مشترياته قوي وكانت هناك ثلاثة أشهر متتالية من الشراء.
فيما كانت الحكومة الصينية من بين أكبر مشتري الذهب في العام الماضي، حيث قامت دول من بولندا إلى سنغافورة بتنويع احتياطياتها المالية عن طريق إضافة المعدن الثمين. حيث انتعشت مشتريات البنوك المركزية في الربع الثالث إلى أعلى مستوى هذا العام، وفقا لمجلس الذهب العالمي.