بدأ البيتكوين السنة الجديدة بقوة… ففي 1 كانون الثاني 2024 إخترق مستوى 45، 000$ لأول مرة منذ نيسان 2022- أي لأول مرة منذ أكثر من 20 شهر- إلا أن عملة البيتكوين إنخفضت أكثر من 10% من أعلى مستوى لها عند 45، 922$ خلال 28 ساعة لتستقر في لحظة كتابة هذا المقال عند مستوى 43، 000$... فماذا بعد؟
صناديق الإستثمار المتداولةالبعض ظن أن سبب التقلب هو إنتظار سوق العملات المشفرة الأحكام التي تخضع للمراجعة حول صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) للبيتكوين من قبل هيئة الاوراق المالية والبورصة الأميركية (SEC).
أدى انتشار شائعة إصدار أوامر الموافقة في نهاية هذا الأسبوع إلى إرتفاع سعر البيتكوين لفترة وجيزة بسبب وجود حافز كبير لتحقيق المكاسب، حيث أن موافقة الـ SEC ستؤدي إلى جذب رؤوس أموال ضخمة إلى قطاع العملات الرقمية من أمثال BlackRock وFidelity Investments- وهما من أكبر شركات الاستثمار الأميركية.
وبينما الموافقة متوقعة، إلا أنها ليست أمرًا حتميًا. فكانت الصناديق الاستثمارية للعملات الرقمية مطروحة منذ 2017، وقد جاء قرار الهيئة بالرفض مرةً تلوَ الأخرى، خوفًا من قابلية استخدامها للتلاعب والإحتيال في الأسواق.
وحتى إن تمت الموافقة، يظن بعض الإستراتيجيين أن لحظة الخبر ستكون كارثية… فقد تنبأ الخبراء بأن الصناديق الاستثمارية ستتصدر الأسواق قبل تاريخ 10 من كانون الثاني- والجميع يأمل بأنها في طريقها للموافقة في أوائل عام 2024- مما جعل أسعار البيتكوين ترتفع لعدة أشهر قبل موعد الإطلاق المتوقع. هذا يعني أن بيتكوين معرض لحدث "شراء الإشاعة وبيع الخبر"- وهو حدث يرتفع فيه الأصل قبل الأخبار الإيجابية المتوقعة وينخفض بمجرد تأكيد الخبر- أي قد يتعرض البيتكوين لحركة تصحيحية عنيفة بسبب إرتفاعه السريع في فترة قصيرة.
تأثير شهر يناير
والبعض الآخر ظن أن الفضل يعود إلى ظاهرة "تأثير يناير"، وهي فرضية تقتضي بأن أسعار الأوراق المالية- وغيرها من الاصول المتداولة- يرتفع بشهر كانون الثاني أكثر من أي شهر آخر في السنة، مما يخلق فرصة للمستثمرين لشراء الأصول في شهر كانون الأول بأسعار منخفضة وبيعها بعد زيادة قيمتها.
يعد شهر كانون الثاني مهم تاريخيًا في دورة البيتكوين السعرية. ففي الثالث من كانون الثاني 2009، قام ساتوشي ناكاموتو بتعدين أول كتلة أو "Block" للبيتكوين بعد أشهر من نشره لورقته البيضاء- مما أطلق الشبكة رسميًا. وفي 20 من كانون الثاني 2011، كانت مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) أول منظمة غير ربحية قبلت التبرعات بعملة البيتكوين، مما مهد الطريق للعديد من المنظمات الأخرى في السنوات القادمة.
وبدأ شهر كانون الثاني في عام 2017 السنة بصعود قوي- حيث تجاوز سعر البيتكوين الـ 1، 000$ للمرة الأولى منذ 2014 وواصل صعوده لاحقًا إلى ما قبل الـ 20، 000$ بقليل… ما سبق الهبوط الكبير في أواخر عام 2017.
يعم شهر كانون الثاني بالعديد من اللحظات التاريخية للبيتكوين، مما يجعل المستثمرين ينظرون إليه للبحث عن الفرص في السوق- سواء كانت للبيع أم للشراء.
العد التنازلي لتنصيف البيتكوين (Halving)
في وقت تطوير البيتكوين قام ساتوشي ناكاموتو- مطور البروتوكول - بوضع قواعد معدة مسبقًا، وأهمها هو التنصيف لتحقيق العرض المحدود من العملة.
يقام حدث التنصيف كل أربعة سنوات- ولكل 210، 000 كتلة- وهو يخفض مكافأة التعدين إلى النصف، ويستمر الحدث إلى أن تنخفض مكأفأة التعدين إلى الصفر وتحقق شبكة البيتكوين عرضها الكلي المؤلف من 21 مليون وحدة بيتكوين (BTC)، فالعملات الورقية (كالدولار مثلًا) تعاني من التضخم بسبب عرضها غير المحدود، على عكس البيتكوين؛ حيث يؤدي زيادة الطلب عليه إلى إرتفاع قيمته، وبالتالي حدث التنصيف يمنعه بشكل أو بآخر من فقدان قيمته مع مرور الوقت- أي من التضخم.
كان سعر البيتكوين عند مستوى 13$ عند وقوع أول حدث تنصيف في 28 تشرين الثاني 2012 - حيث إنخفضت مكأفأة التعدين من 50 BTC إلى 25 BTC- وبعد مرور 12 شهرًا إرتفع سعره بشكل ملحوظ ووصل إلى 1، 000$.
وبالمثل، فإن حدثي تنصيف البيتكوين الثاني والثالث- اللذين وقعا في عامي 2016 و2020 على التوالي- تسببا أيضًا في ارتفاع سعر البيتكوين في الأشهر التي تلت الحدث.
سيقع حدث تنصيف البيتكوين التالي في نيسان 2021، وسيتم تخفيض المكافأة الحالية البالغة 6.25 BTC إلى 3.125 BTC، ومن المتوقع أن يرتفع سعر البيتكوين بعد حدث التنصيف القادم كما في المرات السابقة، مما يدفع المستثمرين إلى الشراء في بداية العام.
في الختام
الاستثمار في البيتكوين- كما العملات الرقمية الأخرى- له نصيبه من الأرباح والخسائر، ومزيج من العناصر السابقة يرسم لنا فرص غير مسبوقة في 2024 لمن يقتنصها… فبناءً على البيانات المتاحة نتوقع حدوث حركة تصحيحية قبل الصعود نحو أرقام جديدة.
فما رأيك أنت… هل توافق من يؤمنون بأن البيتكوين سيحقق عوائد كبيرة في عام 2024؟