ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد أن هاجمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة المتمردين الحوثيين. ويعتقد المحللون أن المزيد من التصعيد في الصراع قد يدفع خام برنت إلى ما فوق مستوى 80 دولارًا.
ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بعد أن هاجمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أهدافاً للحوثيين في اليمن، رداً على هجمات الحوثيين السابقة على السفن التجارية. إذا استمر الصراع، يعتقد المحللون أن أسعار برنت وخام غرب تكساس الوسيط قد تتجاوز 75 دولارًا و80 دولارًا على التوالي. وقد يؤدي هذا أيضاً إلى إشعال الضغوط التضخمية من جديد وتعقيد هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في الهبوط الناعم بالاقتصاد الأمريكي.
الصراع في البحر الأحمر يمثل تصعيداً في التوترات في الشرق الأوسط
شنت القوات الأمريكية والبريطانية غارات جوية على أكثر من عشرة أهداف للحوثيين في اليمن في أحدث تطور في الصراع المستمر في البحر الأحمر.
وتشير التقارير إلى أن الهجمات الأخيرة جاءت ردا على سلسلة هجمات الحوثيين على السفن التجارية في الأسابيع القليلة الماضية. ويمثل هذا الصراع أحدث تصعيد كبير في التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، وهو الوضع الذي ظل يغلي منذ أشهر.
منذ اندلاع الحرب في غزة، كشف المتمردون الحوثيون عن سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وهو طريق شحن دولي رئيسي. وأدت هذه الهجمات إلى تعطيل التدفقات التجارية، مما زاد من الضغوط الصعودية التي تفرضها قيود الإمدادات على التضخم العالمي.
يقول المحللون إن المزيد من التدهور قد يدفع برنت إلى ما يزيد عن 80 دولارًا
وقد أثر الهجوم الانتقامي الذي شنته الولايات المتحدة وحلفاؤها على معنويات المستثمرين، حيث كانت أسعار النفط هي الحركة الأكثر وضوحًا.
وقد ارتفعت أسعار النفط الخام يوم الجمعة وسط مخاوف من أن يؤدي المزيد من التصعيد في الصراع إلى مزيد من تعطيل الشحن أو حتى إشعال حرب إقليمية أوسع. وقفز خام برنت أكثر من 2.8% إلى 79.58 دولارًا، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 3% إلى 74.22 دولارًا.
وقال جيوفاني ستونوفو، استراتيجي السلع في يو بي إس، إن ارتفاع أسعار النفط كان مدفوعًا بمخاوف السوق بشأن المزيد من التصعيد. ومن ناحية أخرى، قال: "إن أي علاوة مخاطرة لن تستمر إلا في حالة حدوث انقطاع في إمدادات النفط".
وأضاف ستونوفو "نتوقع ارتفاع الأسعار خلال الأشهر المقبلة، ونتوقع أن يتحرك برنت فوق 80 دولارًا للبرميل، نتيجة لتخفيضات إنتاج أوبك + التي ستبقي سوق النفط تعاني من نقص طفيف في المعروض."
وقال روبرت ريني، رئيس قسم أبحاث السلع والكربون في مجموعة وستباك المصرفية ، إن الأسواق كانت تركز للغاية على زيادة العرض العالمي حتى نهاية العام الماضي. وفي الوقت نفسه، تم التقليل من أهمية التدهور المستمر في الصراع في البحر الأحمر في عام 2024. ومع ادعاء قادة الحوثيين أنهم سيردون على أي هجوم أمريكي، يمكن أن يقفز خام غرب تكساس الوسيط فوق 75 دولارًا للبرميل، وقد يتجاوز برنت 80 دولارًا، حسبما أشار ريني.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المزيد من تفاقم الوضع يمكن أن يصبح أيضًا مصدر قلق من وجهة النظر التضخمية، حيث يلعب النفط دوراً حيوياً في الاقتصاد العالمي وكان من بين محركات التضخم الرئيسية خلال العامين الماضيين.
وعلى هذا فإن الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط قد يزيد من الصعوبات التي يواجهها بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم إلى المستوى المرغوب عند 2% وتنظيم ما يسمى الهبوط الناعم. وقال البنك المركزي الأمريكي الشهر الماضي إنه يعتزم البدء في خفض أسعار الفائدة في عام 2024، لكن الضغوط التضخمية غير المتوقعة قد تجبر صناع السياسات على تأخير هذه التحركات.