في الشهر الماضي، تسببت المشكلات المتعلقة بارتفاع الإيجارات وأسعار المواد الغذائية في ارتفاع معدل التضخم الإجمالي في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين سنويًا إلى 3.4%. وكان ذلك قفزة بنسبة 0.3٪ من معدل التضخم في نوفمبر البالغ 3.1٪، وأعلى بكثير من معدل التضخم المستهدف لمجلس الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪. كما أنه يزيد بنسبة 0.2٪ عما توقعه الاقتصاديون في ديسمبر.
ويشير هذا الارتفاع غير المتوقع إلى أن الطريق إلى خفض التضخم قد يكون وعراً، وأن الشكوك الاقتصادية لا تزال تلوح في الأفق. وعندما تظهر هذه الأنواع من القضايا الاقتصادية، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سوق الأوراق المالية والاقتصاد الكلي. وهذا بدوره يقود العديد من المستثمرين إلى البحث عن الأصول الآمنة التي يمكنها حماية محافظهم الاستثمارية.
هذا هو المكان الذي يميل فيه الذهب إلى التألق. حيث يميل هذا المعدن الثمين، الذي يتمتع بسمعته التاريخية كأداة للتحوط ضد التضخم، إلى اكتساب اهتمام متجدد من المستثمرين خلال أوقات التضخم المرتفع.
ولكن هل يعني تقرير التضخم لشهر ديسمبر أنه يجب عليك الاستثمار في الذهب الآن؟ سنوضح ما يجب أن تعرفه عن الاستثمار في الذهب الآن بعد أن ارتفع التضخم مرة أخرى.
هل يجب أن أستثمر في الذهب الآن بعد أن ارتفع التضخم؟
في حين أن كل مستثمر لديه أولوياته الخاصة - وبالتالي احتياجاته الخاصة لمحافظه الاستثمارية - فإن الذهب يمكن أن يكون إضافة جيدة في كثير من الحالات. تاريخ الذهب باعتباره أحد الأصول الآمنة خلال حالات عدم اليقين الاقتصادي والضغوط التضخمية يضعه كخيار استثماري جيد. وهناك أسباب أخرى للاستثمار في الذهب خلال فترات التضخم المرتفع أيضًا.
لماذا الاستثمار في الذهب أثناء التضخم؟ فيما يلي خمسة أسباب وجيهة للاستثمار في الذهب خلال فترات التضخم:
التضخم كمحفز
لطالما اعتبر الذهب وسيلة تحوط طبيعية ضد التضخم، لذلك يمكن أن يكون الاستثمار في المعدن الثمين خطوة ذكية عندما تكون معدلات التضخم مرتفعة. وذلك لأنه مع انخفاض القيمة الحقيقية للعملة العادية، يميل الطلب على الذهب إلى الزيادة، مما يدفع سعره إلى الارتفاع. ويرى المستثمرون أن الذهب ملاذ يمكنه تحمل آثار ارتفاعات التضخم السلبية، مما يجعله خيارًا جذابًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
تنويع المحفظة
لا يمكن المبالغة في أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتخفيف الخسائر. والذهب، مع ارتباطه المنخفض تاريخياً بالأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات، يوفر فرصة فريدة للتنويع. حيث إن إدراج الذهب في محفظة متوازنة يمكن أن يعزز المرونة ويوفر حاجزًا ضد المخاطر المحتملة للتضخم.
الاضطرابات الاقتصادية العالمية
يسطع بريق الذهب بشكل أكبر خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وكلاهما نشهده حاليًا بين معدل التضخم المتقلب والقضايا السياسية العالمية. والمستثمرون الذين يبحثون عن الاستقرار ومخزن آمن للقيمة غالبًا ما يلجأون إلى الذهب كملاذ آمن. وفي الأوقات التي تشهد فيها الأسواق التقليدية تقلبات، غالبًا ما يكون الذهب بمثابة منارة للاستقرار، مما يجعله خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الأذكياء.
وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تعاملات، اليوم الجمعة، مع تزايد المخاوف من تفاقم الصراع في الشرق الأوسط بسبب الضربات الجوية على اليمن من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، مما أدى إلى ارتفاع جاذبية المعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا.
العوائد المرتبطة بالتضخم
على عكس العديد من الأصول الأخرى، لا يعتمد الذهب على توليد الدخل من خلال توزيعات الأرباح أو مدفوعات الفائدة. وبدلا من ذلك، ترتبط قيمته ارتباطا وثيقا بديناميكيات العرض والطلب في السوق. ويمكن أن يكون هذا مفيدًا خلال فترات التضخم.
سياسات البنك المركزي
تلعب البنوك المركزية دورا محوريا في تشكيل السياسات النقدية. وفي أوقات ارتفاع التضخم، قد تتبنى البنوك المركزية تدابير تيسيرية، مثل أسعار الفائدة المنخفضة، لتحفيز النمو الاقتصادي. ومن الممكن أن تساهم هذه السياسات في تهيئة بيئة مواتية لازدهار أسعار الذهب، مما يزيد من جاذبيته للمستثمرين.
ولكن هل يوجد عيوب بشأن الاستثمار في الذهب عندما يرتفع التضخم؟ في حين أن الذهب يمكن أن يكون إضافة ذكية لمعظم المحافظ الاستثمارية، فمن المهم أيضًا مراعاة العيوب المحتملة للاستثمار فيه. والتي تشمل:
قيود توليد الدخل
في حين أن الذهب يوفر مخزنًا للقيمة، فإنه لا يدر دخلاً مثل الأسهم التي تدفع أرباحًا أو السندات التي تحمل فائدة، وهو ما يمكن أن يكون جانبًا سلبيًا لبعض أنواع المستثمرين. على هذا النحو، يجب على المستثمرين المفاضلة بين زيادة رأس المال المحتمل وتوليد الدخل بناءً على أهدافهم المالية وقدرتهم على تحمل المخاطر.
مخاوف من تقلب الأسعار
يعد التقلب التاريخي لأسعار الذهب عاملاً يجب على المستثمرين الاعتراف به. حيث يمكن أن تؤدي معنويات السوق والأحداث الجيوسياسية والتغيرات في أسعار الفائدة إلى تقلبات في أسعار الذهب، مما يمثل تحديات لأولئك الذين يسعون إلى عوائد مستقرة.
فائدة صناعية محدودة
في حين يتم استخدام الذهب في بعض العمليات الصناعية، فإن قيمته تعتمد في المقام الأول على دوره كمخزن للقيمة وأصل آمن. وهذا بدوره قد يجعل الذهب أكثر عرضة للتغيرات في معنويات المستثمرين، لذلك من المهم الموازنة بين هذا العامل.