"الحقيقة تكمن في التفاصيل"
يوجين فاما
فاما هو عالم اقتصادي أميركي حاصل على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ)، اشتهر بأبحاثه النظرية و التجريبية في نظرية المحفظة وتسعير الأصول، وقام بتطوير فرضية كفاءة السوق، والتي تكلم عنها العالم الاقتصادي Muth، وتكلم عنها ورن بافيت، وذكرها الدكتور عبد اللطيف مصطفى في كتابه أساسيات النظام المالي، والتي تعد أحد أكثر النظريات ألماً في القبول كونها تقوم على مفهوم يرفض أنك تستطيع معرفة الأسعار في المستقبل ما لم يكن لديك ما لا يمتلكه الجميع، وإذا كانت المعلومات على مرأى من الجميع حينها تماماً لا يمكنك أن تسبق السوق، وعلى هذا لا بد أن نبحث في التفاصيل عما يخفى عن الجميع، لأن حقيقة كل سوق تكمن في تفاصيله.
آخر التطورات الفنية
ارتفعت أسعار البيتكوين في الآونة الأخيرة من بعد هبوط دامي، إلى 48k، ليصارع السعر حالياً مستوى ( 49 – 50 )، والذي يشكل مستوى الانطلاق الحاسم لاعتبار السوق الصاعدة Bull run قد بدأت، وهنا تماماً تكمن المخاوف لكون الجميع يتوقع.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" البراعة تكمن في القدرة على الربط بين الأحداث "
1. في ظل كون الجميع يترقب الصعود هذا إذا لم يكن أساساً يشتري بدافع الصعود الحتمي، وكون العرض ثابت والطلب ارتفع فهنا نتوقع انزلاقاً سعرياً حتى يستطيع السوق تغطية المطلوب من العرض، وما يؤكد هذه النظرية أنه في الحالة التي يرتفع فيها الطلب عن العرض نتيجة المبالغة في التوقعات نرى ارتفاع في مؤشر الطمع، وبالنظر إلى المؤشر في وقت كتابة المقال نرى أنه بدء بالاقتراب من الذروة.
2. مازال البيتكوين حتى هذه اللحظة خاضع لأثر التوريق الذي ذكر في مقال بعنوان ( لعبة كبيرة قد تؤثر على سعر البيتكوين )، وهذا يجعل تذبذبه أكبر.
2. بدء زيادة أثر BTC Halving على الأسعار وهذا يجعلنا نترقب آخر تصحيح.
في الخلاصة، جميع الأخبار عموماً تميل للتأثير على سلوك السعر لا التأثير على السعر والفارق هنا يكمن بأن التأثير على السلوك يعني تغير سريع في الاتجاه ثم العودة إلى الاتجاه المسيطر على السعر وهذا يمثل الانزلاق السعري أو تصحيح طفيف، وهذا يؤكده ارتفاع الطمع.
التحليل الفني للسعر
"المتداول الناجح هو المتداول الذي لا يحلل السوق على أنه اتجاه واحد وإنما يدرس جميع الخيارات الممكنة"
مارك دوجلاس
بالنظر فنياً إلى الشارت نلاحظ:
1. أنهى السعر أول دورة إليوت متكاملة على الشارت الشهري، و الأسبوعي لأول مرة في تاريخه منذ وجوده وهذا يعني أننا نترقب علائم تشكل موجة إليوت جديدة وأشهرها وجود انزلاق نحو الأسفل.
2. يشكل السعر نموذج استمراري ( راية )، وإن شرط اكتمال هذا النموذج هو اختبار الشق العلوي من الراية، والتي هي عند مستوى 47.
3. ارتفاع الفوليوم، وأوامر الشراء عند مستوى 47، وانحسارها عند 50 مع وجود أوامر بيع عند 50 وهذا يجعلنا نقول أن مستوى 50 مستوى منيع جداً.
الخلاصة:
على المدى المتوسط و البعيد لا بد من تشكل موجة سعرية قوية كبيرة تحقق مستويات تستهدف 55، ثم 65، ولكن نظراً لارتفاع الطمع، ونظراً لانحسار الفوليوم فلابد من تصحيح يستهدف مستوى ( 45 – 47 ) وهذا المستوى الذي يشكل سعر الشراء الآمن، والذي يشكل شرط الصعود.
شرط تحقق التحليل الفني إذا:
يتحقق الصعود نحو ( 55 – 60 ) بحال صحح السعر نحو 45 – 47، ثم يغلق بعد التصحيح أعلى المستوى ( 47 – 49 ).
بحال عدم تحقق الشرط:
نظراً لأن عوامل التحليل الأساسي لا تدعم الهبوط فإن عدم تحقق الشرط كاملاً وإنما تعني التداول العرضي
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي القارئ، إن التعامل مع السوق من منظور التدقيق في التفاصيل ودراسة جميع الاحتمالات الواردة هي الطريقة الوحيدة التي تخرجك من أن تعامل السوق من منظور ما تريد أن ترى إلى منظور السوق الحقيقي القائم على الاحتمالات والتفاصيل، خصوصاً أنك في بيئة محدودة الفرص ينافسك عليها آلاف مؤلفة من الأشخاص التي أعدت الكثير لهذه اللحظة، لذا اجعل العلم عدتك وزادك.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
تابع أهم المستجدات والتوصيات عبر الحساب الرسمي لنا على التويتر، علما ً أننا سنتابع نتائج المقال على التويتر
X: @omarsyyah