من المتوقع أن تشهد أزواج العملات الرئيسية مثل اليورو/الدولار الأمريكي أسبوعًا أهدأ من الأسبوع الماضي الذي شهد نشاطًا كبيرًا للبنوك المركزية، على الرغم من أنه من المرجح أن يستحوذ زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني وأزواج الين الياباني مع العملات الأخرى على العناوين الرئيسية وسط التدخلات الكلامية المتتابعة من المسؤولين اليابانيين - بل قد نشهد تدخلًا فعليًا إذا ما زاد ضعف الين بشكل ملحوظ.
وبالنسبة للتوقعات الأخرى، سيعتمد ذلك كثيرًا على ما إذا كان الدولار الأمريكي سيتمكن من الحفاظ على مكاسبه الأخيرة. وسيراقب المتداولون الفنيون زوج اليورو/الدولار الأمريكي كمقياس لمؤشر الدولار وسيتساءلون عما إذا كان الانهيار تحت متوسط 200 يوم كان حركة مؤقتة أم حركة دائمة بالنسبة للزوج الأكثر تداولاً في العالم.
ماذا سيشاهد المتداولون هذا الأسبوع؟
سيعتمد الأمر كثيرًا على اتجاه الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، والذي سيعتمد بدوره على مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة، وبعض بيانات الاحتياطي الفيدرالي على مدار الأسبوع.
الإصدار الرئيسي يوم الجمعة هو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة لشهر فبراير، والذي يأتي وسط توقعات إجماع على قراءة شهرية تبلغ 0.3%، وهو ما قد لا يتماشى مع رواية الاحتياطي الفيدرالي بشأن تراجع التضخم. من بين المتحدثين من الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، الذي سيتحدث يوم الأربعاء، بينما سيتحدث رئيس مجلس الإدارة جيروم باول يوم الجمعة. دعونا نرى ما إذا كانوا سيتطرقون إلى تلك القراءات القوية للتضخم في بداية العام أم لا. على أي حال، أعتقد أن الدولار الأمريكي سيكافح من أجل مواصلة الارتفاع بمرور الوقت هذا العام، بعد أن أصبح الاحتياطي الفيدرالي يستعد لخفض أسعار الفائدة.
قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، يحتوي التقويم الاقتصادي الأمريكي ليوم الخميس على بيانات الناتج المحلي الإجمالي النهائي للربع الرابع، والمتوقع أن يظل دون تغيير عند 3.2%، بالإضافة إلى إعانات البطالة، ومؤشر شيكاغو لمديري المشتريات، ومبيعات المنازل المعلقة، واستطلاعات UoM المعدلة.
وفي منطقة اليورو، لا يوجد الكثير من البيانات الرئيسية هذا الأسبوع، ولكن كان لدينا مؤشر جي إف كيه الألماني لمعنويات المستهلكين يوم الثلاثاء، والذي جاء أفضل قليلاً بعد استطلاع أيفو الألماني في الأسبوع السابق. وجاء مؤشر أسعار المستهلكين في إسبانيا أكثر سخونة هذا الصباح عند 3.2% مقابل 2.8% في السابق. وفي المستقبل، لدينا مبيعات التجزئة من ألمانيا يوم الخميس تليها بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الفرنسي وبيانات الإنفاق الاستهلاكي يوم الجمعة.
وقد شهد الأسبوع الماضي صدور استطلاع معهد أيفو الألماني متجاوزًا التوقعات وأظهر أعلى قراءة له منذ 10 أشهر. وبعد عام مروع إلى حد ما بالنسبة للاقتصاد الألماني في عام 2023، يجب أن يحتفل متداولو اليورو بكل نقطة بيانات إيجابية من الآن فصاعدًا. ويُعد ارتفاع مؤشر أيفو تطورًا إيجابيًا، وإن كان من الضروري تحقيق المزيد من التقدم للنهوض بالاقتصاد من الحضيض الحالي إلى التعافي.
هل سيتراجع الدولار الأمريكي مرة أخرى؟
في الأسبوع الماضي، ارتفع الدولار الأمريكي على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي كان يميل إلى التيسير، حيث حافظت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على توقعاتها بتخفيض أسعار الفائدة 3 مرات هذا العام. وقد حصل الدولار على بعض الدعم من العوامل الخارجية الحذرة بشكل متزايد، بما في ذلك الخفض المفاجئ لسعر الفائدة من قبل البنك الوطني السويسري، بالإضافة إلى المواقف المخففة من بنك إنجلترا والبنك الاحتياطي الأسترالي.
كما عززت الانخفاضات التي شهدها الين والجنيه الإسترليني والفرنك واليورو والدولار الأسترالي من ارتفاع الدولار مؤخرًا، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية الأمريكية المشجعة مثل مؤشرات مديري المشتريات ومبيعات المنازل القائمة ومطالبات البطالة. ومع ذلك، من غير المرجح أن تثني هذه البيانات الاقتصادية الكلية مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن التفكير في خفض أسعار الفائدة بدءًا من شهر يونيو، لا سيما في ظل تراجع التضخم.
بعد صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي المرتقبة هذا الأسبوع، سيتحول الاهتمام إلى تقرير الوظائف غير الزراعية وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الأسابيع اللاحقة. وتؤثر بيانات شهر مارس الأمريكية المقرر صدورها في أوائل شهر أبريل تأثيرًا كبيرًا على مسار الدولار. وقد يؤدي ضعف هذه الأرقام، لا سيما بيانات التضخم القادمة، إلى تعجيل انخفاض الدولار بشكل مستمر.
التحليل الفني لزوج اليورو/دولار أمريكي وأفكار التداول
لم ينخفض زوج اليورو/الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ حتى الآن، وذلك بعد أن اخترق متوسط 200 يوم (1.0835) لأسفل يوم الجمعة. دعونا نرى ما إذا كان سيتمكن من العودة إلى مستوى متوسط 200 يوم مرة أخرى. ستكون نتيجة صعودية إذا حدث ذلك. إذا تحقق ذلك، فإن ما يحتاج الثيران إلى رؤيته لتأكيد الصعود هو الاختراق فوق خط الاتجاه الهبوطي الذي يقع عند منطقة 1.0925 إلى 1.0950.
وعلى الجانب السفلي، يمثل المستوى 1.0795 الآن المستوى الرئيسي التالي الذي يجب مراقبته. وكان هذا هو القاع الأخير الذي تشكل في نهاية الشهر الماضي. ومن الناحية المثالية، لن يرغب الثيران في رؤية الأسعار تعود إلى ما دون هذا المستوى الآن. ومع ذلك، فإن الاختراق المؤكد دون هذا المستوى قد يمهد الطريق لهبوط أكبر نحو مستوى 1.0700.
وبالنظر إلى بيئة المخاطر الإيجابية بشكل عام وإشارة الاحتياطي الفيدرالي القوية إلى أنه سيخفض أسعار الفائدة 3 مرات هذا العام، فإنني أميل إلى توقع صعود زوج اليورو/الدولار الأمريكي أكثر من العكس. وقد يوفر لنا الصعود الحاسم مرة أخرى فوق مستوى 200 يوم إشارة صعودية جيدة، خاصة إذا كان مدعومًا ببيانات التضخم الأمريكية الأضعف يوم الجمعة.