أود أن أشارككم اليوم بعض المعلومات العميقة حول ظاهرة معروفة في عالم البيتكوين تسمى "Bitcoin Halving" أو تقسيم البيتكوين. هذه الظاهرة تحدث تلقائياً كل 4 سنوات تقريبًا، حيث يتم تخفيض مكافأة الكتلة التي يحصل عليها المعدنون إلى النصف. وهذا يؤدي بدوره إلى تقليل العرض الجديد للبيتكوين مما يؤثر على السوق بشكل عام.
التقسيمات لم تعد تؤثر بشكل مباشر وكبير على الأسعار كما كان يُعتقد سابقًا. بدلاً من ذلك، هناك عوامل أخرى ذات تأثير أكبر قد تشكل تصورات المستثمرين وسلوك السوق. أحد الجوانب الرئيسية التي تبرو هنا هو التغير في دور المعدنين داخل النظام البيئي للبيتكوين. بينما كان المعدنون في الماضي يملكون تأثيراً كبيراً على الأسعار من خلال قرارات بيع البيتكوين التي يجمعونها، فإن تأثيرهم هذا بدأ يتضاءل بمرور الوقت. هذا الانخفاض مرتبط جزئيًا بتزايد تنوع حائزي البيتكوين وتطور الأدوات المالية ضمن سوق العملات المشفرة.
توقيت التقسيمات مرتبط بالتغيرات في السياسة النقدية العالمية، مشيرًا إلى أن هذه التقسيمات غالباً ما تتزامن مع نقاط تحول حرجة تعزز من الصورة الذهنية للبيتكوين كأصل نادر ومستقل عن التحكم المركزي، وخاصة خلال الفترات التي تشهد ضغوطاً على الأنظمة النقدية التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، الظروف الاقتصادية الكلية، مثل التوسعات النقدية الكبرى التي شهدتها البنوك المركزية مؤخرًا، قد تكون لها تأثيرات أكثر أهمية على سعر البيتكوين من التقسيم نفسه.
وهذا يدفعنا للتفكير في كيف أن المستقبل قد يشهد تحول العوامل الاقتصادية الكلية لتصبح العامل الأكثر تحكمًا في تحركات أسعار البيتكوين بدلاً من العوامل الميكانيكية للتقسيم. من خلال هذه الرؤى، نستطيع أن نفهم أن التقسيمات القادمة للبيتكوين قد لا تحمل نفس الأهمية السعرية كما في الماضي، لكنها ستظل نقطة محورية تسلط الضوء على الخصائص الأساسية للبيتكوين كأصل مستقل وذو عرض محدود في مشهد اقتصادي سريع التطور.
ظاهرة تقسيم البيتكوين، أو "Bitcoin Halving"، هي عملية تحدث تلقائيًا في شبكة البيتكوين كل 4 سنوات تقريبًا. هذه العملية تُخفّض مكافأة الكتل التي يتلقاها المعدنون لتأكيد العمليات وإضافة كتل جديدة إلى سلسلة الكتل (Blockchain) إلى النصف. في بداية البيتكوين، كانت المكافأة 50 بيتكوين لكل كتلة. وبعد الحدث الأول للتقسيم في عام 2012، انخفضت المكافأة إلى 25 بيتكوين. واصلت هذه المكافأة في الانخفاض بنفس النسق في الأحداث اللاحقة للتقسيم.
الهدف من هذا التقسيم هو السيطرة على التضخم داخل النظام. بما أن العدد الإجمالي للبيتكوين المتاح للتعدين محدود بـ 21 مليون بيتكوين، فإن تخفيض المكافآت يساعد في إطالة فترة التعدين ويؤخر تحقيق الحد الأقصى لعدد البيتكوينات. بكل بساطة، تقسيم البيتكوين يعمل كآلية لتقليل عدد البيتكوين الجديد الذي يدخل السوق، وهو يمثل جزءًا هامًا من الأسس الاقتصادية التي تُحافظ على قيمة البيتكوين على المدى الطويل.
الموعد: 19 أبريل 2024