"النظر إلى الحقائق المجردة يغنيك عن الإعلام ، لأن الإعلام أكبر عدو للمتداول"
توم وليامز يقول إن الخطأ الأكبر الذي قد يقترفه المتداول هو عندما يظن أنه يحلل السوق باستخدام التحليل الأساسي لكنه بكل أسف يحلل الإعلام لا الخبر ولا يستخدم قوانين الاقتصاد بذلك فيطلق حكم خاطئ على السوق أراه له الإعلام فلا يحقق له غايه ثم يظلم التحليل الأساسي بعد ذلك ، على سبيل المثال قد تعتقد أن القراءة دون التطبيق الرياضي المتمثل بقانون كافي لاستقراء السوق لتصاب بالإحباط فيما بعد من كثرة الإعلام الذي يخابط بينك وبين أهدافك ليحقق أهدافه.
من كتاب Master the Market
آخر التطورات الفنية
بعد أن صدرت بيانات التضخم المتمثلة بمؤشر أسعار المستهلكين بانخفاض قدره 0.1% ظن السوق أن قرار الفيدرالي هو خفض الفائدة ، فارتفع على أثر هذا الظن الذهب نحو 2338 ارتفاعاً لم يدم لسويعات ليأتي الفيدرالي بقرار صدم القطيع ولم يفاجئ صانع السوق بأن الفائدة على حالها ولن تتغير.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" عندما تريد أن تفسر السوق من حيث التحليل الأساسي من المهم جداً أن تكون بارع في الاقتصاد الكلي وإلا ستقع ضحية الإعلام"
ما الذي آل إليه خطاب جيروم باول
في خطابه الأخير في 12 يونيو 2024، أكد باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، على عدة نقاط هامة تتعلق بالاقتصاد والسياسة النقدية للولايات:
1. استقرار أسعار الفائدة: أشار باول إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قرر الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، موضحًا أن الفائدة قد وصلت إلى ذروتها في دورة التشديد الحالية.
ومع ذلك، أشار إلى أن تخفيضات الفائدة قد لا تكون وشيكة، مؤكداً على استعدادهم للحفاظ على الفائدة الحالية لفترة أطول إذا لزم الأمر.
2. التضخم: رغم التراجع الملحوظ في معدلات التضخم، أكد باول أن التضخم لا يزال مرتفعًا وأن هناك حاجة لمزيد من الأدلة على تراجعه بشكل مستدام قبل التفكير في تخفيض الفائدة.
وذكر أن الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بالوصول إلى هدف التضخم بنسبة 2%.
3. النمو الاقتصادي وسوق العمل: أشار باول إلى أن النمو الاقتصادي كان قويًا خلال عام 2023، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تزيد عن 3% وإضافة 3 ملايين وظيفة جديدة.
رغم ذلك، شدد على أن التقدم في خفض التضخم لم ينته بعد وأن مستقبل الاقتصاد لا يزال غير مؤكد.
باختصار، أوضح باول أن السياسة النقدية ستظل مشددة حتى يتم التأكد من انخفاض التضخم بشكل مستدام، مع استعداد الاحتياطي الفيدرالي للتكيف مع الأوضاع الاقتصادية المستقبلية حسب الحاجة.
بعيداً عما تكلم وبعيداً عن الضجة الإعلامية
إن الدور الأساسي من تحديد سعر الفائدة هو للتحكم بالكم النقدي ما بين البنوك التجارية و ما بين المتداولين بتلك الأموال ، فعندما يرى البنك أن الحجم النقدي بدأ يرتفع وهذا يواكب ارتفاع التضخم فإن عليه كبح التضخم برفع الفائدة وذلك لرفع تكلفة الاقتراض ، وتشجيع المتداولين على الادخار بدلاً من الاقتراض ، ومنه يزداد الاقبال على ادخار الدولار وذلك للعائد المرتفع ومنه قوة الدولار وضعف أي سلعة يتم تسعيرها بالدولار وخصوصاً السلع ذات الطبيعة التحوطية مثل الذهب ، الفضة و البيتكوين حديثاً.
إلا أنه في مطلع عام 1993 وفي جامعة ميلون الأميركية نشر جون تايلور للمرة الأولى معادلته في تحديد نسبة الفائدة الأسمية المثالية التي على أساسها يجب تحديد نسبة الفائدة وهي عبار عن:
هذه المعادلة يتم فيها بشكل أو بآخر حساب التوقعات التي نراها في أي أجندة اقتصادية ، وعلى أساسها نبني أن الفيدرالي سيرفع الفائدة أو يقوم بتخفيضها وخصوصاً أن جون تم اختياره من قبل دولاند ترامب ليكون له منصباً في الفيدرالي ، وهذا لأنها تعكس السعر الحقيقي الواجب للدولار ( طبعاً ننوه هنا أن لهذه المعادلة أثبات رياضي طويل جداً ولم يتم تحديدها بهذا الشكل اعتباطياً).
بمرابطة هذه المعادلة مع أهم المؤشرات الاقتصادية التي تقييس التضخم و الناتج الاقتصادي نرى أن :
·ناتج النمو الاقتصادي الأميركي يرتفع بمعدل 0.4 ليقترب من أن يتجاوز عتبة التضخم بمعدل 0.3 ( أي فارق النمو الاقتصادي عن التضخم).
·مؤشر CPI الذي يقيس التضخم يصل إلى 2.6 مع كل الجهود القاسية التي يبذلها الفيدرالي.
ليقودنا الأمر إلى أن نبت أنه باستخدام معادلة تايلور فإن نسب الفائدة ستبقى 5.5% إلى حين انخفاض التضخم إلى 2% وهي النسبة التي أقر بها جيروم بأول منذ أول خطاب له في هذا العام.
الخلاصة
بعد النظر إلى الموضوع من زاوية اقتصادية نرى أن جيروم باول يغير الفائدة حتى ينخفض التضخم إلى الهدف الذي وضعه بالاعتماد على معادلة تايلور فمن البديهي حينها أن نقول أن تحرك الذهب نحو الأعلى في حال صدر خبر التضخم بانخفاض هو ارتفاع لن يدوم طويلاً.
لكن أنوه أن الدولار عموماً يتعرض لضغط كبير من الأقطاب الاقتصادية العالمية كروسيا ، الصين ، و الهند وهذا ما يجعل جهود الفيدرالي في هذه المرة تماماً قد لا تتعدى ولايتها ، ليبقى الدولار قوياً في الزمن الماضي لا في المستقبل ـ وعلى الرغم من كون الدولار قوياً في هذه الفترة إلا أنه ومن منطلق مستشار مالي عاصر تاريخ الدولار بالكتب أقول وأنه بالرغم من ذكائهم الخارق إلا أن هذه المرة تماماً قد لا يحمد عقباهم في المستقبل.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطيب صالح
بالنظر إلى:
1. مؤشر الفوليوم نلاحظ أن الفوليوم لم يتغير أبداً خلال فترة الخبر أو بعدها وبقيت أوامر الشراء المعلقة بنسبة كبيرة عند 2250 ، وهذا ما يجعل صانع السوق يعتقد أن السعر مبالغ فيه.
2. الانحراف المعياري و التوسط السعري يقودان السعر نحو 2220 كأقل تقدير بنسبة تصل إلى 80%.
3. السعر منذ آخر صعود قوي له بدأ من 2000 لم يقم بتصحيح وهذا ما جعلني منذ أن زارد السعر مستوى 2300 أنوه على أن هناك تصحيح عنيف ( راجع آخر خمس مقالات لي ).
الخلاصة:
في مقالي السابق توقعت أن السعر سيهبط نحو 2250 شرط أن يختبر 2330 اختبار الوداع ومن منبري الجميل أقول لك أن الهبوط الذي لطالما نبهتك عنه قد بدأ ، ونحن على استهداف مستويات لا تقل عن 2220 كأقصى حد.
على المدى البعيد
ما زالت نظرتي على الذهب على المدى البعيد ذاتها ، وهي أن الذهب يحمل قمم جديدة لا تقل عن 2700 – 2950 خلال مطلع العامين القادمين ، شرط أن يحصل على السيولة الكامنة في 2220.
رأي المستشار المالي
عزيزي القارئ عندما تتعامل مع السوق عموماً و مع الذهب خصوصاً تذكر ألا تقع ضحية الإعلام الذي يريد أن يخبرك بخبره وحاول أن تفسر السوق من منطلق اقتصادي قابل للقياس حتى تعلم ما هي حتمية السعر الجيد الذي تعكس قيمة ما تتداوله وعندما تحاول تطبيق هذا القانون تذكر ألا تطبقه في الفترة التي تكون فيها السلعة على مرأى الإعلام فحينها تماماً قد تكون الفرصة فاتت....
المستشار عمر جاسم آل صياح
لا تتردد بالتواصل معنا للحصول على أهم التوصيات
X: @omarsyyah