غالبًا ما تدفع تقلبات الأسواق المستثمرين إلى إعادة تقييم أداء محافظهم الاستثمارية، مما يعني بالنسبة للمستثمرين الأمريكيين اللجوء بشكل متكرر إلى صناديق الاستثمار المتداولة، بهدف تعديل مراكزهم الاستثمارية أو تجربة استراتيجيات جديدة.
منذ انتشار جائحة كورونا، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة نمواً كبيراً، حيث تضاعف حجم السوق تقريباً. بنهاية الربع الأول، بلغ إجمالي قيمة صناديق الاستثمار المتداولة 7.1 تريليون دولار، وهو ما يمثل 13% من سوق الأسهم الأمريكية و2.8% من سوق السندات الأمريكية، مقارنة بـ 3.5 تريليون دولار في عام 2019، وفقاً لشركة بلاك روك.
وفي هذا السياق، يمكن الإشارة إلى بعض المزايا والعيوب لصناديق الاستثمار المتداولة. الميزة الرئيسية تكمن في انخفاض التكاليف، حيث شهدت الرسوم المفروضة على المستثمرين انخفاضاً بسبب المنافسة بين الوسطاء للوصول إلى عمولات صفرية. حيث يمكنك شراء صندوق S&P 500 مقابل 2 أو 3 نقاط أساس فقط. هذا مبلغ ضئيل جداً.
تكرار شراء جميع مكونات S&P 500 سيكلف حوالي 105,000 دولار. ولإعادة بناء المؤشر بالكامل بناءً على وزن كل سهم، سيكلف ما لا يقل عن 15.5 مليون دولار، وهو ما لا يشمل عمولات الوساطة. في المقابل، فإن الرسوم السنوية البالغة 3 نقاط أساس - أي 0.03% - على وثائق صناديق الاستثمار المتداولة تعني أن المستثمر سيدفع فقط 3 دولارات لكل 1000 دولار مستثمر.
تتيح صناديق الاستثمار المتداولة أيضاً فرصة الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأسواق والاستراتيجيات، وهو أمر ضروري لتنويع المحفظة. بيد أن هذه الصناديق تتيح للمستثمرين "الوصول إلى أي سوق تقريبًا في العالم".
إلى جانب التنويع الجغرافي وفئات الأصول، تطورت صناديق الاستثمار المتداولة لتضم استراتيجيات تحاكي صناديق التحوط. فمثلاً، هناك صناديق استثمار متداولة ذكية تستخدم قواعد محددة مسبقاً لاختيار الاستثمارات ضمن الصندوق.
مزايا عديدة
من بين المزايا الأخرى، يمكن الإشارة إلى الشفافية كعنصر رئيسي، حيث تُقدّم صناديق الاستثمار المتداولة تقارير يومية عن حيازاتها.
تتشابه صناديق الاستثمار المتداولة مع صناديق الاستثمار المشتركة، لكن الفارق الأساسي يكمن في السيولة المتاحة على مدار اليوم. إذ يمكن تداول صناديق الاستثمار المتداولة طوال اليوم، بينما لا يمكن شراء أو بيع صناديق الاستثمار المشتركة إلا عند الإغلاق.
علاوة على ذلك، توفر العديد من صناديق الاستثمار المتداولة مزايا ضريبية كبيرة.
وفي أوقات التقلبات والضغوط السوقية، يمكن لصناديق الاستثمار المتداولة أن تلعب دور "ممتص الصدمات". وإذا كان المستثمر قلقاً بشأن تراجع أحد الأسهم، فإنه يمكنه شراء صندوق متداول في البورصة يتضمن أقرانه لتوزيع المخاطر وتخفيفها.
تعد صناديق الاستثمار المتداولة ذات فائدة كبيرة في أوقات التقلبات، فهي لا تزيد من حدة تقلبات السوق، بل تساهم في تهدئة الأوضاع.