"التاريخ وحده كفيل بأن يخبرنا بأننا نعيش كذبة كبيرة بأن الدولار لا يستحق كل هذا العناء "
فلاديمير بوتن
إذا نظرت إلى تاريخ الدولار سترى أنه مجهز بعناية فائقة لكي يستمر أبعد بكثير مما تعتقد ، إذا أخبرتك أن الحرب العالمية الأولى والثانية كانت مخططاً بسيطاً لأجل اتفاقية Bretton wood ، عام 1944 والتي بفضلها اعتمد العالم أسره الدولار كعملة تجارة عالمية وبديلة للذهب ، إذا أخبرتك أن كل صراع كنا نعتقد أنه من أجل الحدود أو الغذاء أو الاحتكار لم يكن لذلك وإنما لهيمنة الدولار ، إذا أخبرتك أن كل هيئة أو منظمة ترعى النفط هي لصالح الدولار ، إذا أخبرتك كل هذا ستقول لا محال أن الدولار قد ينهار يوماً ، لكن ما أن أخبرك أنه رغم كل هذا فهو ورقة لا مخزون قيمة لها ستدرك أننا بكذبة كبيرة صدقناها كلنا ، وكذبها الذهب.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
1. الولايات الأميركية تسلح تايوان والصين تصرح أنها الحرب خصوصاً أني أرى أن حركة الصين بشراء كمية كبيرة من الذهب ، وتقليل استثماراتها في الولايات خلال السنوات الماضية ما هو إلا خطوة بسيطة جداً أنها التهيئة الاقتصادية للحرب.
2. توسع الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط بتدخل الولايات كورقة تهديد ضد إيران ما هو إلا مزيد من التوتر الإقليمي.
3. تحسن الناتج الاقتصادي GDP في الولايات ، يدل على جودة ما توقعه جولدمان ساكس (NYSE:GS) بأن الولايات ستستطيع تأجيل وقوع الركود لمدة لا تقل عن 12 شهراً على الأكثر ، ولكن مازلنا نراقبه كأول عامل حاسم لوقوع الركود.
الخلاصة:
استبعاد فكرة أن يقع ركود على مدار الأشهر 12 المقبلة هو بحد ذاته إيجابي للذهب ، وكذلك توسع الصراعات التي تجعلنا نقول أننا أمام مستقبل مرعب بكل حرفية ، وهذا ما يحمل للذهب المزيد من رحلة الصعود التي ستنتهي بإعلان الركود التي ستسببها الحروب.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. مؤشرات الخوف والطمع على الذهب تشير إلى طمع مرتفع على الشموع الساعية ، وتشير إلى خوف كبير على الشموع الشهرية وهذا إن دل فهو يدل على أننا أمام فترة من أعنف الفترات التي ستقدم على الذهب ، أي صعود مليء جداً بالتقلب ولهذا نوصي في الوقت الراهن بأن تحصر عمليات الذهب على التداول بعيد المدى فقط.
2. احصائياً وفقاً لنموذج التوزيع الطبيعي يحمل الذهب المزيد من الصعود نحو 2775.
3. عملية التداول العرضي في الفترة الماضية ما بين 2600 – 2650 أعطت الذهب عزماً لكي يستهدف مستوى جديد خصوصاً أن هناك فوليوم مرتفع جداً عند 2630.
4. وصلت قيمة الانحراف المعياري إلى 5% من متوسط سعر الذهب وهذا يعني أن الذهب لم يعد ملاذاً آمناً على المدى القريب لأن التذبذب عالي جداً.
الخلاصة:
استقرار الذهب أعلى 2650 ، هو أول شرط لتحقق الصعود نحو 2750 ، ثم قد نعود لتداول عرضي لفترة طويلة.
على المدى البعيد
بعد استهداف 2750 ، ستكون 3000 ضمن الاحتمال الرياضي ، ولكن ما أن يقع ركود وهذا سيكون في النصف الثاني عام 2025 سنرى انهيار رهيب ، وهذا لأن الركود يجلب المستثمرين نحو سلع أخرى أكثر جاذبية خصوصاً بعد انتهاء الحروب التي يميل الأغلب بعدها للإعمار.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر قد يبدو الحديث على نطاق زمني كبير مبالغ فيه ، لكن في التجارة عموماً ، وفي أسواق المال خصوصاً ما لم تعلم ما هي أبعد خطوة وماهي الخطوة التالية لن تكون قادرا ً على استغلال الخطوة الحالية ، وأضف على ذلك أن استقراء المستقبل يحمل لك إلى أي مدى تستطيع استغلال الفرصة الحالية ، لتبقى نصيحتي لك في أسواق المال وخصوصاً في هذه الفترة أن الذهب لم يعد مجدياً فقد بدأ يخضع لأثر القطيع التداولي ، وليس لأثر صانع السوق لتبقى نصيحتي لك هي أن ترى سلع أخرى وهناك الكثير من السلع التي ستلاحق الذهب مثل الفضة.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي، تابعني الآن
X: @omarsyyah