أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض متوقع بمقدار 25 نقطة أساس في سعر الفائدة الرئيسي، ليصل إلى نطاق جديد يتراوح بين (4.50% - 4.75%). هذا الخفض يمثل الخطوة الثانية منذ سبتمبر، وهو جزء من جهود الفيدرالي لتحفيز النمو الاقتصادي في ظل تراجع التضخم وضعف سوق العمل.
في سبتمبر 2024، قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ليخفض سعر الفائدة من النطاق المرتفع لهذا العام، الذي كان يتراوح بين (5.25% -5.50%). تأتي هذه التخفيضات بعد فترة من تشديد السياسة النقدية بدأت في 2022 عندما بلغ التضخم ذروته عند 9.1% في يونيو. ومنذ ذلك الحين، تراجع التضخم ليصل إلى 2.4%، مقترباً من هدف الفيدرالي البالغ 2%.
التوقعات الاقتصادية وتوجه السياسة النقدية للفيدرالي
أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على أهمية التزام الفيدرالي بتحقيق استقرار الأسعار والتوظيف الكامل، مشيراً إلى أن التخفيضات الأخيرة تهدف للوصول إلى "سياسة محايدة" توازن بين التضخم المتراجع وتحديات سوق العمل. في حين امتنع باول عن الالتزام بخفض إضافي مستقبلي، إلا أنه أشار إلى احتمال خفض آخر في ديسمبر بناءً على البيانات الاقتصادية.
تناول باول تأثير الإدارة القادمة بقيادة ترامب على سياسة الفيدرالي، مؤكدًا أن الانتخابات لن تؤثر على قرارات أسعار الفائدة على المدى القريب، وأنه يعتزم إكمال فترة ولايته. وأوضح أن هناك قيوداً قانونية تمنع الرئيس من إقالته، مما يبرز استقلالية الفيدرالي والتزامه بنهج يعتمد على البيانات.
ردود فعل المحللين في وول ستريت
محللو وول ستريت قدموا توقعات متباينة بشأن اتجاه السياسة النقدية للفيدرالي بعد خفض الفائدة الأخير. يرى محللو سيتي أن الفيدرالي يركز على استقرار التوظيف والأسعار، متوقعين خفضًا إضافيًا في كل اجتماع قادم، مع احتمال خفض بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر إذا تباطأ سوق العمل بوتيرة أسرع من المتوقع. أما مورجان ستانلي (NYSE:MS)، فيتوقعون استمرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ويرون أن موقف الفيدرالي متوازن، حيث يعتبرون المخاطر المتعلقة بالتوظيف والتضخم متعادلة. من جانب آخر، يحتفظ ماكواري بتوقعه لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، لكنه يلاحظ زيادة الشكوك حول المزيد من التخفيضات، حيث قد تتغير توقعات الفيدرالي لتعكس نظرة أكثر تشدداً. بينما تتوقع نومورا تخفيضات إضافية في ديسمبر ومارس مع توقف في يناير، كما يرون أن السياسات الجمركية قد تؤدي إلى تضخم مستقبلاً في 2025 مما قد يدفع الفيدرالي إلى التوقف عن دورة التيسير لفترة أطول. وأخيراً، يتوقع بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) خفضاً في ديسمبر، ويشير إلى أن الفيدرالي يسير بخطى ثابتة نحو مستوى الفائدة "المحايد"، مما يتماشى مع توقعات السوق الحالية.
التوقعات المستقبلية
مع اقتراب التضخم من هدف الفيدرالي البالغ 2% واستمرار إشارات ضعف سوق العمل، ستظل قرارات الفيدرالي المستقبلية معتمدة على البيانات الاقتصادية. وقد تؤثر السياسات التي ستتبعها الإدارة القادمة على تقييم الفيدرالي للوضع الاقتصادي، مما قد يؤثر بدوره على تحقيق هدفي استقرار الأسعار والتوظيف. ويظل احتمال خفض الفائدة في ديسمبر قائماً، فيما سيتم تحديد وتيرة ومسار التعديلات المستقبلية بناءً على البيانات الاقتصادية القادمة وتطورات السوق.
وفقًا لأداة FedWatch من مجموعة CME، هناك احتمال بنسبة 71.3% أن يقوم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بتخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و 4.50% في الاجتماع قادم في ديسمبر. في المقابل، هناك احتمال بنسبة 28.7% أن يبقى السعر دون تغيير ضمن النطاق الحالي بين 4.50% و 4.75%.
إخلاء المسؤولية:
هذا التحليل لأغراض إعالمية فقط وليس نصيحة مالية. ينطوي التداول على مخاطر، والاداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يمكن أن تتغير ظروف السوق، لذا قم دائما بإجراء بحثك الخاص أو استشر مستشارا مالًيا قبل التداول. الكاتب غير مسؤول عن أي خسائر ناجمة عن استخدام هذا التحليل.