"من حظ الحكام أن الشعب لا يفكر كثيراً"
أدولف هتلر
إذا أمعنت النظر في الحقيقة التي قام عليها الفيدرالي لراهنت بكل ما لديك على أن الذهب هو الذي سينجو، ولكن ما أن تقرأ عن العقول التي تعمل بالفيدرالي حتى تتراجع عن قرارك. وما إن أمنعت النظر في القيمة الحقيقية للدولار حتى تلوذ بالفرار إلى الذهب، لكن ما إن تقرأ كيف نجا الدولار أمام أكثر من 10 محاولات لقمعه حتى تعيد النظر مرة أخرى.
إن صراع الذهب مع الدولار هو حقيقة صراع يتعدى كونه صراع سعر وقيمة ليصل إلى صراع عائلات تبنت الدولار منذ أكثر من 100 عام على يد عائلة روتشيلد. هذا الصراع يتعدى بكثير مسألة وجود غطاء ذهبي للدولار، ليصل إلى حروب قامت وانتهت، إلى رؤوس عينت، إلى حياة بدأت، وتكنولوجيا وجدت وقواعد أنشئت من أجله.
دخول ترامب برفقة أغنى رجل في العالم نحو الرئاسة سيقلب الموازين بعنف هذه المرة.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
الخبر الوحيد الذي يسيطر على كل الأسواق في الوقت الراهن هو فوز دونالد ترامب.
أثر فوز ترامب على الأسواق
في ولاية ترامب الأولى (2017-2021)، كان أسلوبه يتميز بالتركيز على "أمريكا أولاً"، وهو ما انعكس في سياسات اقتصادية وتجارية تتسم بالحمائية، مثل زيادة الرسوم الجمركية على واردات من دول مثل الصين، وتشجيع التصنيع الأمريكي. هذا الأسلوب له آثار متباينة على الأسواق المالية وأسعار السلع.
أسلوب ترامب في السياسة الاقتصادية في ولايته السابقة
-
التخفيضات الضريبية: قام ترامب بتخفيضات ضريبية كبيرة للشركات والأفراد من خلال "قانون تخفيض الضرائب والوظائف" عام 2017. هذه التخفيضات شجعت الشركات على الاستثمار، وساهمت في نمو الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير بشكل ملحوظ.
-
الحرب التجارية مع الصين: فرض ترامب تعريفات جمركية على بضائع صينية بهدف تقليل العجز التجاري مع الصين، مما أثار سلسلة من الردود المتبادلة بين الدولتين. هذه الحرب التجارية أدت إلى تقلبات كبيرة في الأسواق المالية، حيث أثرت على ثقة المستثمرين وعلى القطاعات الاقتصادية المختلفة، مما رفع من أسعار الذهب.
-
الضغط على الاحتياطي الفيدرالي: مارس ترامب ضغطًا علنيًا على البنك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، مما أدى إلى تخفيض معدلات الفائدة عدة مرات خلال فترة ولايته. ساهم ذلك في رفع أسعار الذهب ومختلف السلع الصناعية، وأيضًا في تعزيز الاقتصاد.
أداء الأسواق في ولايته السابقة والتوقعات للمستقبل
-
الدولار: تأثرت قوة الدولار بشكل متباين خلال فترة ترامب؛ فقد شهد صعودًا في بعض الفترات نتيجة التخفيضات الضريبية ونمو الاقتصاد، إلا أن عدم اليقين الناتج عن الحرب التجارية أدى إلى ضغوط على العملة أحيانًا. هذا السيناريو من المتوقع تكراره خلال ولايته الجديدة، حيث من المتوقع إعادة فرض الضرائب على الواردات الصينية وتقليل الفائدة، مما سيؤدي إلى تراجع قيمة الدولار، وهذا إيجابي لكل من الذهب والعملات المقابلة والعملات المشفرة.
-
الذهب: شهد سعر الذهب ارتفاعًا متقطعًا في ظل الحرب التجارية، حيث اتجه المستثمرون إليه كملاذ آمن. من المتوقع أن يبقى الذهب ضمن رالي صاعد حتى يزيد التركيز عليه بشكل كبير بسبب ميل ترامب لتخفيض الفائدة ونزعته للحوار العنيف في التفاوض.
-
الأسهم الأمريكية: حققت الأسهم الأمريكية مكاسب كبيرة خلال معظم فترة ترامب، خاصة بعد التخفيضات الضريبية، إلا أنها شهدت انخفاضًا حادًا في بداية جائحة كوفيد-19. من المرجح أن تشهد انتعاشًا كبيرًا في فترة ولايته الجديدة، خاصة خلال السنة الأولى، لكن من غير المتوقع أن يستمر هذا الانتعاش طويلًا.
الخلاصة
مما سبق نستنتج أن الذهب شارف على نهاية مسيرته الفنية برحلة صعود كانت الأروع منذ عام 1973. لكن هذا لا يعني انهياره، وإنما يعني عودته لتداول العرضي بين أسعار ثابتة، وهذا إيجابي جدًا للسلع التي تصعد باستقرار الذهب وانتعاش الاقتصاد مثل الفضة، والنحاس، والألمنيوم.
التحليل الاقتصادي
النظر إلى المؤشرات الاقتصادية يحمل مستقبلًا مشرقًا للدولار خصوصًا خلال الفترة القادمة، وذلك لاستقرار التضخم ومحاولة النمو الاقتصادي للتحسن. لكن هذا لا يعني تراجع الذهب وإنما كبح سرعة صعوده.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الإحصائيات"
الطبيب صالح
-
انخفض عدد أوامر الشراء للذهب أعلى 2630 وانعدمت تمامًا أعلى 2700 لترتكز السيولة عند 2600.
-
إحصائيًا، يتميز شهر نوفمبر بإيجابية للذهب والدولار، مما يعبر عن انزلاق سعري لحظي للذهب.
-
يفتقر السعر لعزم يدفعه لمزيد من الصعود، مما يعني ضرورة حدوث تصحيح.
الخلاصة:
نتوقع تصحيحًا نحو 2600 – 2580، ثم سيحصل السعر على عزم يستهدف 2930 كحد أقصى، خصوصًا أن ترامب سيكبح هذا الصعود بمجرد وجوده.
شرط تحقق التحليل الفني:
حدوث انزلاق سعري نحو 2580 (اختبار 2580)، ثم إغلاق أعلى 2600 بعد حديث جيروم باول. في حال لم يتحقق الشرط، نحن بانتظار حديث جيروم يوم الخميس.
على المدى البعيد
بناءً على نموذج NDM، من المتوقع بنسبة تصل إلى 70% استقرار الأسعار بين 2470 – 2680 في ظل وجود ترامب، وبعدها سيستهدف السعر 2930.
رأي المستشار المالي في الختام، إليك نصيحة أراها أكثر أهمية من المقال والتحليل كاملًا، وهي أن وجود ترامب مع إيلون وكلاهما منخرطان في وسائل التواصل الاجتماعي يعني أننا أمام فترة شديدة التقلب. لا ينصح فيها بالتركيز على التوقع بقدر أهمية التركيز على إدارة المخاطر والتوزيع الجيد، خصوصًا أن ترامب سيغير من قواعد السوق بشكل كبير في هذه المرة.
المستشار: عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في تويتر الخاص بي... تابعني الآن:
X: @omarsyyah