تقع أسعار الذهب بالعقود الآجلة المنتهية في فبراير 2025 تحت ضغوط، متحديةً بذلك ارتفاع التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وفي حين أنه من المتوقع أن تكون هذه الخطوة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بمثابة الخفض الأخير في الدورة الحالية، فإن الأضواء تتحول إلى السياسات التوسعية والتضخمية المتوقعة للرئيس القادم دونالد ترامب، والتي يمكن أن تشكل مسار أسعار الفائدة على المدى الطويل.
مسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي وتأثير ترامب الاقتصادي
بعد خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في عام 2024، من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ في عام 2025. ومع ذلك، من المتوقع أن تحافظ إدارة ترامب على موقف متشدد على المدى الطويل، مما يبقي أسعار الفائدة مرتفعة.
وعادةً ما تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على أسعار الذهب من خلال زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائدًا. وفي حين سجل الذهب مستويات قياسية مرتفعة في وقت سابق من هذا العام وسط التخفيضات القوية التي قام بها الاحتياطي الفدرالي، فقد تضاءل زخمه مع تكيف الأسواق مع سياسات ترامب المالية المتوقعة.
ومما يزيد من حالة عدم اليقين هذه، لا يزال التضخم في الولايات المتحدة ثابتًا، كما يتضح من بيانات هذا الأسبوع. على الرغم من قوة الدولار، حافظت العقود الآجلة للذهب على ثباتها، مما يشير إلى أن السوق تتصارع مع إشارات متضاربة حول سياسة أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي.
التحليل الفني: المستويات الرئيسية التي يجب مراقبتها
لا تزال العقود الآجلة للذهب تتصرف كما توقعت في تحليلي السابق، حيث أظهرت انخفاضًا حادًا يوم الخميس امتد إلى جلسة الجمعة. لا تزال ضغوط البيع مرتفعة، مع تشكيل شمعة مستنفدة تضيف إلى المعنويات الهبوطية.
على الرسم البياني اليومي، تحاول العقود الآجلة للذهب الثبات فوق المتوسط المتحرك ل 50 يومًا (DMA) عند 2,701 دولار. قد يؤدي الانهيار دون هذا المستوى إلى تمهيد الطريق لانزلاق أعمق نحو مستوى الدعم التالي عند المتوسط المتحرك ل 20 DMA، والذي يبلغ حاليًا 2,673 دولارًا. وقد تؤدي مثل هذه الحركة إلى فتح فجوة هبوطية في الأسبوع المقبل، مما يزيد من مخاطر الهبوط.
وعلى العكس من ذلك، قد يوفر الارتداد المؤقت المدفوع بتوقعات خفض سعر الفائدة الأسبوع المقبل فرصة عابرة للبائعين على المكشوف. ومع ذلك، يبدو أن أي اتجاه صعودي يبدو محدودًا عند مستوى المقاومة الكبير عند 2,742 دولارًا.
وعلى الرسم البياني لفترة 4 ساعات، لا يزال الدعم الفوري عند مستوى 2,701 دولار أمرًا بالغ الأهمية. يشير الميل الهبوطي للمتوسط المتحرك البسيط 9 DMA إلى انخفاض حاد إذا اخترقت الأسعار المتوسط المتحرك 200 DMA عند 2,684 دولار. وهذا يعزز التوقعات الهبوطية للذهب على المدى القريب.
يعكس أداء الذهب الأخير عدم الارتياح المتزايد بشأن التفاعل بين سياسة الاحتياطي الفدرالي وأجندة ترامب الاقتصادية. وقد خف الطلب على المعدن الأصفر، وتشير الإعدادات الفنية إلى احتمال حدوث انخفاض حاد آخر، مما يعكس الانخفاض الذي حدث يوم الخميس الماضي.
وينبغي على المتداولين التعامل مع الذهب بحذر حيث لا تزال ظروف السوق متقلبة. وفي حين قد يؤدي خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل إلى إثارة تفاؤل قصير الأمد، إلا أن التوقعات الأوسع نطاقاً تشير إلى اتجاه صعودي محدود ومخاطر هبوطية متزايدة.
إخلاء المسؤولية: يستند هذا التحليل إلى ملاحظات فنية وليس توصية للتداول. يجب على القراء اتخاذ قرارات الاستثمار على مسؤوليتهم الخاصة. لا يحتفظ المؤلف بأي مراكز في الذهب.