يواجه الذهب باعتباره ملاذ آمن ووسيلة للتحوط، ضغوطًا ملحوظة في الوقت الراهن. فقد شهد المعدن الأصفر تراجعًا طفيفا في قيمته مع ارتفاع الدولار الأمريكي، المدفوع بزيادة عوائد السندات الأمريكية. حيث تخطى مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) مستوى 110.00 لأول مرة منذ نوفمبر 2023، مما وضع ضغوطًا إضافية على أسعار الذهب. كما قام العديد م المستثمرين بتقليص توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما زاد من التأثير السلبي على الذهب.
تراجع الذهب مع قوة الدولار الأمريكي
مع بدء جلسة التداول الأمريكية، بدأ الذهب في التراجع الأمس، حيث دفع شراء الدولار الأمريكي من قبل المتداولين الباحثين عن الأمان إلى انخفاض أسعار الذهب. جاء هذا التراجع تزامنًا مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية التي سجلت أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. عادةً ما يشير ارتفاع العوائد إلى بيئة أكثر جاذبية لاحتجاز الديون الحكومية الأمريكية، مما يقلل من جاذبية الأصول غير المدرة للفائدة مثل الذهب.
تأثير بيانات التضخم على توقعات سياسة الفيدرالي وضغوط الذهب
الآن نحن في انتظار أهم البيانات القادمة حول التضخم، وخاصة مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأمريكي، حيث تؤثر هذه البيانات بشكل كبير على توقعات السوق بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية. إذا جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، قد يعيد السوق تقييم احتمالات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي، مما قد يضيف ضغطًا إضافيًا على الذهب.
في الوقت الحالي إن معظم المستثمرين يتوقعون خفضًا طفيفًا بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 4.00%، انخفاضًا من النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50%. ومع ذلك، السؤال الأهم بالنسبة للمتداولين في الذهب هو ما إذا كانت بيانات التضخم ستؤثر على سياسة الفيدرالي بشكل أكبر. في حال شهدنا ارتفاعًا في التضخم، يميل الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة ارتفاع الأسعار، مما يدعم الدولار الأمريكي ويقلل من جاذبية الذهب. من جهة أخرى، إذا أظهرت بيانات التضخم تباطؤًا في الاقتصاد وضغطًا أقل على الأسعار، فقد يكون هناك مجال أكبر للاحتياطي الفيدرالي لتخفيف سياسته، مما يعزز جاذبية الذهب كاستثمار بديل. يعد هذا التوازن الدقيق بين بيانات الاقتصاد، قرارات الفيدرالي، وتوقعات المستثمرين عاملًا رئيسيًا في تحديد توقعات الذهب على المدى القصير.
الين والذهب: عودة الارتباط بينهما
من التطورات المثيرة في السوق هو عودة الارتباط بين الين الياباني والذهب. بعد صدور بيانات التضخم الأمريكي يوم الخميس الماضي، انخفض زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة تزيد عن 2%، وسط شائعات عن تدخلات محتملة من وزارة المالية اليابانية لتهدئة الين. ومع تعديل المستثمرين لتوقعاتهم بشأن خفض الفائدة من الفيدرالي وانخفاض التضخم الأمريكي، قد يشهد الين الياباني انتعاشًا، وهو ما قد يدفع الذهب أيضًا نحو الارتفاع. كما أن هذه العلاقة ليست جديدة؛ فقد كانت هناك أوقات في الماضي حيث كان الين والذهب يُعتبران معًا أصولًا آمنة في أوقات عدم اليقين في السوق. ولكن في السنوات الأخيرة، كانت هذه العلاقة أكثر تقلبًا. ومع الوضع الحالي، قد يعود الين إلى الارتباط الوثيق مع الذهب في وقت يسعى فيه المستثمرون للبحث عن ملاذات آمنة.بينما يواجه الذهب ضغوطًا بفعل قوة الدولار الأمريكي، سيظل المتداولون يراقبون مستويات الأسعار الرئيسية بحثًا عن دعم أو مزيد من الهبوط. يبقى مستوى 2,650 دولارًا كأحد مستويات المقاومة الرئيسية للمضاربين على ارتفاع الذهب، في حين أن الهبوط نحو المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم بالقرب من 2,630 دولارًا قد يشير إلى تصحيح أكبر. إذا أدت بيانات التضخم أو سياسة الفيدرالي إلى تغيير التوقعات، فقد يجد الذهب طريقه للانتعاش، خاصة إذا كانت الظروف الاقتصادية العالمية تستدعي التوجه نحو الأصول الآمنة. وفي الوقت الحالي، فإن التفاعل بين أسعار الفائدة، التضخم، وديناميكيات العملات سيكون حاسمًا في تحديد ما إذا كان الذهب سيستعيد زخمه الصعود أو يواصل تراجعه تحت وطأة قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات.
الخلاصة: التنقل في سوق الذهب في بيئة متغيرة
يقدم الوضع الحالي للذهب سوقًا معقدًا للمستثمرين. فعلى الرغم من أن قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الأمريكية يضغطان على الذهب، إلا أن التوقعات بخفض الفائدة من قبل الفيدرالي وعدم اليقين العالمي يوفران بعض الدعم للمعدن الأصفر. كما أن الارتباط المتجدد بين الذهب والين يضيف بُعدًا آخر من الاهتمام، حيث قد يستفيد كلا الأصول من تغييرات في مشاعر المستثمرين وبيانات الاقتصاد.مع النظر إلى المستقبل، يكمن مفتاح فهم مسار الذهب في التوازن بين المؤشرات الاقتصادية، قرارات الفيدرالي، ومشاعر السوق العامة. في الوقت الحالي، يظل المتداولون في حالة ترقب، موازنين بين احتمالية استعادة الذهب لزخمه الصعود أمام ضغط الدولار الأمريكي. ستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الذهب في هذا السوق الديناميكي. بينما يواجه الذهب ضغوطًا بفعل قوة الدولار الأمريكي، سيظل المتداولون يراقبون مستويات الأسعار الرئيسية بحثًا عن دعم أو مزيد من الهبوط. يبقى مستوى 2,650 دولارًا كأحد مستويات المقاومة الرئيسية للمضاربين على ارتفاع الذهب، في حين أن الهبوط نحو المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم بالقرب من 2,630 دولارًا قد يشير إلى تصحيح أكبر. إذا أدت بيانات التضخم أو سياسة الفيدرالي إلى تغيير التوقعات، فقد يجد الذهب طريقه للانتعاش، خاصة إذا كانت الظروف الاقتصادية العالمية تستدعي التوجه نحو الأصول الآمنة. وفي الوقت الحالي، فإن التفاعل بين أسعار الفائدة، التضخم، وديناميكيات العملات سيكون حاسمًا في تحديد ما إذا كان الذهب سيستعيد زخمه الصعود أو يواصل تراجعه تحت وطأة قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات.
تحليل الذهب XAUUSD:
سيناريو الصعود:
اختراق مستوى المقاومة (Buy stop) - نقطة الدخول:2673
الهدف الأول (TP1):2678
الهدف الثاني (TP2):2688
الهدف الثالث (TP3):2698
حد الخسارة (SL - STOP LOSS):2667
سيناريو الهبوط:
كسر مستوى دعم (Sell stop) - نقطة دخول:2662
الهدف الأول (TP1):2654
الهدف الثاني (TP2):2646
الهدف الثالث (TP3):2638
حد الخسارة (SL - STOP LOSS):2662
تنبيه مخاطر:
يرجى ملاحظة أن التحليل الوارد أعلاه يعرض سيناريوهات متعددة، وكل سيناريو يتطلب اتباع النقاط المذكورة بدقة، مع الالتزام بالشروط المرتبطة بكل حالة. إذا كنت تعتمد على كسر نقطة دعم أو مقاومة كنقطة دخول، فيجب تحديد نقطة الخروج عند كسر الاتجاه بما يتماشى مع السيناريو المحدد أو بناءً على إدارة رأس المال الخاصة بك.
نوصي بشدة بإدارة رأس المال بطريقة تناسب محفظتك، مع أخذ مخاطر السوق المحتملة بعين الاعتبار، خاصة في أوقات صدور الأخبار الاقتصادية المهمة. كما يجب التنويه إلى أن هذه النظرة الفنية ليست ضمانًا للنجاح، وقد تصيب أو تخطئ. لذلك، فإن قرار دخولك في أي صفقة بناءً على هذا المقال هو قرارك الشخصي بالكامل، ولا يتحمل كاتب المقال أي مسؤولية عن النتائج.