الذهب: ما حقيقة التشكيك باحتياطي أمريكا؟

تم النشر 20/02/2025, 12:05

كثر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي حول أن احتياطي الذهب الأمريكي غير حقيقي .. وربما أنه غير موجود بالكميات بشكل مطابق للكميات المعلن عنها

احتياطيات الذهب العالمية

كما هو واضح في الصورة أعلاه .. فإن أمريكا لديها 8,133 طن من احتياطيات الذهب .. لكن ما حقيقة الأخبار حول اختفاء جزء من هذا المخزون أو أنه مخزون وهمي ؟

احتياطيات الذهب الأمريكية

الأمر بدأ بتغريدة لإيلون ماسك في <<يوم الإثنين 17/02/2025>> الساعة 10:12 مساء بتوقيت السعودية.

ثم أتبعها بتغريدة بعدها بساعتين تقريبا نصها الحرفي:

<<هذا الذهب هو ملك للشعب الأمريكي. آمل حقًا أن يكون لا يزال هناك>>

الحديث عنا عن احتياطيات الذهب المخزنة في القاعدة العسكرية الأمريكية "فورت نوكس" في ولاية كنتاكي. والتي بحسب الأرقام الرسمية لديها جزء من مخزون الذهب 147.4 مليون أونصة = 4,580 طن.

آخر مرة تم التدقيق عليها وإحصائها في 09/1974.

بما أنها قاعدة عسكرية، غير مسموح بالدخول للقاعدة إلا للأشخاص المصرحين. آخر مرة تم السماح لشخص غير عسكري كانت في 08/2017.

المصادر التي تناقلت الخبر أشارت بشكل واضح أنه لا يوجد أي دليل للتشكيك باحتياطي الذهب. حتى أن بلومبرغ على سبيل المثال لم تنقل الخبر ولم تطرحه للنقاش في أي خبر أو مقال.

حتى الصحف الأمريكية الكبرى لم تتناول الموضوع.

الأمر بدأ من السيناتور الأمريكي "راند بول"، وهو سيناتور جمهوري [من نفس حزب ترامب] عن ولاية كنتاكي. حيث طلب من إيلون ماسك عبر منصة × [تويتر] أن يقوم ماسك وأعضاء من فريق وزارة كفاءة الحكومة بالتدقيق والجرد على المخزون الموجود في الولاية التي يمثلها.

السيناتور قال في مقابلة مباشرة بعدها أن طلبه يأتي فقط من باب المزيد من الشفافية. وأن المزيد من الوضوح أفضل للتأكيد. وللتأكيد أيضًا على أن الدولار لا يزال مدعومًا جزئيًا بالذهب.

ومن ثم ردّ عليه "إيلون ماسك" بالتغريدات التي ذكرناها أعلاه. ونقلت قناة فوكس بزنس بأن إيلون ماسك وفريق DOGE بدأوا التحضير لهذه الزيارة.

الغرض المعلن بشكل رسمي لغاية الآن .. أنه لتأكيد الشفافية. خصوصًا وأنه لم يكن هناك مراجعة سنوية لهذا المخزون.

خلاصـــــة القـــــول

محاولة إظهار الأمر على أنه مشكلة حقيقية تعتمد فقط على كلمات "إيلون ماسك في التغريدة التي ذكرناها أعلاه بأنه يأمل حقًا أن الذهب لا يزال هناك" لكن في حقيقة الأمر لا يوجد أي تشكيك من أي مسؤول سواء ديموقراطي أو جمهوري حول احتياطي الذهب.

لذلك الأمر لغاية الآن يبدو فقاعة إعلامية. وهذا ليس رأي شخصي. بل لأن كبرى الصحف مثل واشنطن بوست، وول ستريت... إلخ لم تتطرق للأمر.

التأكيد من ماسك أتى في مساء يوم الإثنين. ونحن نعلم أن الذهب كان في إغلاق مبكر يوم الإثنين.

افتتاح الأسواق يوم الثلاثاء كان اعتياديا هادئا في الساعات الـ3 الأولى حتى بعد افتتاح السوق الصيني.

ومن ثم بدأنا نشهد ارتفاع سعر الذهب. لذلك لا يمكن الجزم بأن الأسعار تفاعلت ارتفاعا بسبب هذا الخبر.

بل على العكس ما شهدناه من استقرار في الساعات الـ3 الأولى يجعل الأمر مستبعدا. خصوصًا وأننا تعودنا على افتتاحات درامية وفجوات سعرية إذا كان هناك فعلا ما يقلق الأسواق.

رأيي أن هذا الخبر ليس له أي تأثير حقيقي لغاية الآن. وإلا كنا لنشهد جنونا في الأسعار منذ فجر يوم الثلاثاء. وكنا لنشهد أيضا استمرار الجنون لغاية الآن.

رأيي أن هذه النوعية من الأخبار إما أن تؤثّر مباشرة أو أن تهملها الأسواق. وما شهدناه كان إهمالا من الأسواق.

تهميش المصادر العالمية الكبرى وخصوصًا بلومبرغ لهذا الخبر هو دليل إضافي أنه لا تأثير له.

قد نشهد تأثيرا للخبر إذا تناقلته المصادر الكبرى أو علقت عليه بأي طريقة مقلقة.

قد نشهد تأثيرا بشكل معاكس. إذا تمت عملية التدقيق والجرد وأثبتت أن الذهب موجود بشكل آمن. قد نشهد هبوطا.

وقد تكون هذه الحركة مفتعلة ومتعمدة من قبل إدارة "ترامب" لإحضار الذهب للواجهة. ومن ثم الحديث عن بيع <<جزء>> من الاحتياطيات كما هي التصريحات الرسمية التي ذكرناها سابقا.

شخصيا أعتقد بنظرية النقطة الأخيرة بشكل كبير جدا. لأنها تتوافق مع التصريحات السابقة. وتتوافق مع طريقة التفكير لأعضاء فريق الإدارة الأمريكية الحالية خصوصًا "إيلون ماسك".

والسؤال للسيدات والسادة القراء الأعزاء: هل تعتقد أنه في أسوأ الأحوال إذا كان هذا الذهب غير موجودا أنه سيتم التصريح به علنا؟ وأنهم سيضعون الدولار الأمريكي في حينها في مهب الريح؟!

سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة

حسابي على منصة X [تويتر]

@GhaithAbohlal

حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت

تذكير على هامش المقال:

. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.

. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.

. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.

. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.