يعد الذهب واحداً من أهم الأصول التي يتابعها المستثمرون في العالم، نظراً لتقلباته الشديدة التي تتأثر بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية. في الوقت الحالي، يشهد الذهب انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار، مما يثير تساؤلات حول مستقبله، خاصة مع وصوله إلى مستويات دعم مهمة.
من المعروف أن هناك علاقة عكسية بين حركة الذهب والدولار الأمريكي، حيث عادةً ما يرتفع الذهب عندما يضعف الدولار. لكن في الوقت الراهن، نجد أن هناك عوامل متشابكة تؤثر في حركة الذهب، أبرزها ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية. بسبب هذه الزيادة في التضخم، يلجأ العديد من المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن لحماية أموالهم من تقلبات السوق.
لكن الأمر لا يتوقف هنا، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد فرض رسوماً جمركية على عدة دول، وهو ما أثر سلباً على اقتصادات بعض الدول، بينما قد يعود بالفائدة على الاقتصاد الأمريكي. هذا النوع من السياسات له تأثيرات واضحة على الأسواق المالية، حيث يخلق حالة من عدم اليقين التي قد تؤدي إلى هروب الأموال إلى الذهب.
رغم الارتفاعات في الدولار، لا يعكس هذا بالضرورة قوة الاقتصاد الأمريكي، إذ أن هناك إشارات تشير إلى احتمالية تثبيت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. الأمر الذي يعكس ضعفاً في الاقتصاد وقدرة الدولار على الحفاظ على قوته.
من الجانب الفني، يظهر أن الذهب يتجه نحو مستويات دعم جديدة. تشير الشموع اليابانية والتحليل الفني إلى أن هناك احتمالاً كبيراً لانخفاض أسعار الذهب إلى مستويات مثل 2831 دولار للأونصة، خاصةً مع ظهور انعكاسات واضحة في الأسعار. من خلال التحليل الأسبوعي، نلاحظ أن الذهب يتداول بالقرب من مستوى دعم مهم عند 2860 دولار، ما يعني أنه قد يكون في منتصف مسار انهيار الأسعار.
في النهاية، بينما تبقى حركة الذهب مرتبطة بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة، تشير التوقعات الفنية إلى أن الذهب قد يواصل انخفاضه خلال الفترة القادمة، مع احتمال الوصول إلى مستويات دعم جديدة.
تنبيه مخاطر:
يرجى ملاحظة أن التحليل الوارد أعلاه يعرض سيناريوهات متعددة، وكل سيناريو يتطلب اتباع النقاط المذكورة بدقة، مع الالتزام بالشروط المرتبطة بكل حالة. إذا كنت تعتمد على كسر نقطة دعم أو مقاومة كنقطة دخول، فيجب تحديد نقطة الخروج عند كسر الاتجاه بما يتماشى مع السيناريو المحدد أو بناءً على إدارة رأس المال الخاصة بك.
نوصي بشدة بإدارة رأس المال بطريقة تناسب محفظتك، مع أخذ مخاطر السوق المحتملة بعين الاعتبار، خاصة في أوقات صدور الأخبار الاقتصادية المهمة. كما يجب التنويه إلى أن هذه النظرة الفنية ليست ضمانًا للنجاح، وقد تصيب أو تخطئ. لذلك، فإن قرار دخولك في أي صفقة بناءً على هذا المقال هو قرارك الشخصي بالكامل، ولا يتحمل كاتب المقال أي مسؤولية عن النتائج.